خطيب الفقيدة الإيرانية: نــدى صممت على مواجهة الرصاص
ناشطات يطالبن بالقصاص لندى. أ.ب
على الرغم من مضي أكثر من أربعة أشهر على مصرعها، أثناء قمع قوات الأمن الإيرانية حشود المتظاهرين المعارضين لنتائج انتخابات الرئاسة الإيرانية، إلا أن صورة الفتاة الإيرانية ندى سلطان (27 عاما) لم تغب عن وسائل الإعلام الغربية ولم تسقط من ذاكرة ذويها وخطيبها بل أصبح وجهها رمزا للاحتجاج على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد الذي ثار جدل مطول حول شكوك وشبهات وعمليات تزوير أحاطت فوزه في الانتخابات. وكشف خطيبها المصور الفوتوغرافي كاسبيان ماكان المختفي حاليا بعد نجاحه في الهرب من ايران، عقب اعتقاله الذي استمر 65 يوما، عن أن ندى قالت له إنها كانت مستعدة لتلقي رصاصة في قلبها، وإن ما تقوم به كان واجبا عليها»، في إطار نضالها ضد الرئيس نجاد ونظامه.
وفي أول حديث له عقب الإفراج عنه بعد اعتقال دام شهرين، آثر انتقاده للسلطات بعد مقتل ندى برصاص الشرطة الإيرانية في طهران في يونيو الماضي وخص به صحيفة الابزيرفر البريطانية قال « ما كان » أنها كانت ملتزمة بالعمل مع قيادات المعارضة لإسقاط نجاد ونظامه وأنها كانت مستهدفة بشكل خاص لحضورها ونشاطها القوي خلال التظاهرات وإنها كانت بعملها السياسي رمزا مميزا لجيل الشباب من النساء الايرانيات، وستظهر بهذه الصورة مناضلة ذات تصميم قوي في سبيل الديمقراطية والحرية من أجل الايرانيين في فيلم عنها لتلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية وسيتم بثه في 24 من نوفمبر الجاري .
ويقول (ما كان ) «لم أصدق ما حدث حتى الآن ومازلت أعتقد أنني سأرى ندى ثانية، وقد توجهت ندى بعد الإعلان عن نتائج الانتخابات مع متظاهرين آخرين إلى مقر وزارة الداخلية وسط طهران التي كانت تحتشد أمامها جموع غفيرة من المتظاهرين من أنصار المنافس الاكبر لنجاد رئيس الوزراء الاسبق مير حسين موسوي، وأنه يتذكر قوله لها إن ما وصفته له من مشاهد الحشود سرعان ما ستفضي إلى اشتعال مواجهات ورد فعل عنيف من جانب النظام، وإنها قالت لي بعد أن أيقنت عجزي عن منعها من القيام بما تريده إن «النظام لن يرهب هذه الحشود الملتزمة بالعمل بكل تصميم من أجل الديمقراطية وهذا واجبي، وإذا تلقيت رصاصة في قلبي أو تم اعتقالي فليست لذلك أهمية، لأننا جميعا مسؤولون عن مستقبلنا ولو كان لي طفل لكنت حملته على ظهري إلى التظاهرات». مشيرا إلى أنها كانت أكثر تصميما على المشاركة في التظاهرات رغم جدالهما وتوتره وخوفه الشديد عليها، وأنها انتقدته لعدم توثيقه بالصور ما كان يجري في الشارع الإيراني، ورفضت الإصغاء إلى مناشداته. ويضيف «كانت ندى تقف في الصف الأمامي منذ اليوم الأول، وكانت تبدو قائدة طبيعية استطاعت اجتذاب عدد كبير من المتظاهرين إلى جانبها، وأعتقد أن ذلك كان السبب في إطلاق النار عليها، لأن الحكومة والموالين لها يريدون إخماد هذه الشعلة». كما كشف (ماكان) عن أن ندى لم تكن تحمل تعاطفا مع أي من مرشحي المعارضة المنافسين للرئيس نجاد، وأنه لم يعرف بمقتلها إلا في صباح اليوم التالي، حيث شاهد لقطة مصورة لمشهد قتلها على الانترنت، والتي أصبحت رمزا لوحشية سحق المتظاهرين في ايران وبعد ثلاثة أيام من انتقاده للمرشد الاعلى في ايران علي خامنئي، تتم اعتقال (ماكان) وإيداعه سجن إيفين في طهران بأمر مباشر من خامنئي، ولم أكن أرغب في الخروج منه أو العودة بل كنت راغبا في أن يقتلوني». وقد طلبت منه السلطات التوقيع على تعهد بعدم التحدث قطعيا وبأي حال من الأحوال عن مقتل ندى حتى يغادر إيران، حيث تمكن من مغادرتها تسللا عبر الجبال في عملية استغرقت ثماني ساعات بمساعدة أحد المتخصصين بتهريب الاشخاص عبر الحدود.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news