النقاب في مصر بين الجدل والإلهاء

ثار الجدل واسعا وعميقا في مصر حول حظر النقاب في المدارس وجامعة الأزهر، بعد التصريحات الاخيرة لشيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوي، ووصف فيها ارتداء النقاب بأنه «عادة وليس عبادة»، وأنه ليست له صلة بالدين الإسلامي، ما أحدث حالة من الانقسام والتراشق بين التيارات المحافظة، وفي مقدمتها «الإخوان المسلمون» وقوى اليسار والعلمانية.

واللافت أن جميع الأطياف والقوى اتفقت على أنه لم يكن من حق طنطاوي السخرية من طالبة ارتدت النقاب في إحدى مدارس الازهر، وتقريعها بشكل جرح مشاعرها، على الرغم من دفاعه عن نفسه بأنه لم يسخر منها، أو يجرح شعورها، وإنما كان يقصد توضيح أنه ليس هناك من مبرر لارتداء النقاب في مجتمع طالبات ومعلمات، وليس فيه وجود للرجال.

وانتقدت جبهة علماء الأزهر قرار طنطاوي حظر النقاب في المدارس وجامعة الأزهر، وقالت إنه يحول الأنظار عن الأخطار التي تتهدد القدس والمسجد الأقصى، وأضافت أنه ليس في وسع أحد تحدي مشروعية النقاب. وذهب منتقدون بعيداً إلى حد القول إن طنطاوي فقد صوابه وحكمته، حينما استهزأ بالطالبة وسخر منها. بينما طالبه «الإخوان المسلمون» بالاستقالة من منصبه، لأنه يسيء كثيرا إلى الأزهر، ويتصرف بشكل غير لائق، وإنه ينسجم في مواقفه هذه مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي أعلن الحرب على الحجاب والنقاب في بلاده.

ويقول صحافيون ومثقفون علمانيون ويساريون إن قرار طنطاوي وتصريحاته بشأن النقاب لا تليق به، وتعتبر تدخلاً في الحريات الشخصية للأفراد في ما يلبسون، وكان الأجدر به من خلال منصبه الكبير توجيه جهوده نحو التحديات القومية الأكثر أهمية، مثل القدس والمسجد الأقصى.

المحامي نزار غراب أحد الناشطين ومنتقدي موقف طنطاوي، والذي حصل على حكم محكمة بأحقية معيدة أزهرية في دخول الجامعة الأميركية بالنقاب، قال إن أقل ما يوصف به قرار منع النقاب في جامعة الأزهر ومعاهدها أنه في ظاهره الرحمة وباطنه العنت والحرج، من خلال وضع شروط لارتداء الحجاب، وعدم تركه حرية مطلقة للفتاة في تقدير ما تراه ملائمًا لخصوصيتها. ويرد الفريق المؤيد مدافعاً إن علم شيخ الازهر ليس في حاجة إلى شهادة من أحد، وإن مجتمعاً فيه رجال يبرر للفتاة والمرأة ارتداء النقاب، أما في قاعة أو صف من الطالبات والمعلمات وليس فيه وجود للرجل، فما من سبب وجيه أو منطقي يبرر ذلك، وإنه حدث في حالات متكررة أن تمكن ذكور من التسلل بالنقاب إلى داخل المجتمع النسائي، ما يؤدي إلى كشف عورات تلك المجتمعات وأسرارها وإيذاء المرأة.

ومن المدافعين عن موقف الشيخ طنطاوي وزير التربية والتعليم الدكتور يسري الجمل الذي يرفض النقاب، ويقول إنه يمنع التواصل التربوي بين الطالبات والمعلمات لأنه يخفى تعبيرات الوجه. ودافعت صحيفتا الأهرام والأخبار عن موقف شيخ الأزهر .

تويتر