صانعو الكلاشينكوف يواجهون الإفلاس

على الرغم من أنه بلغ من العمر عتياً، إلا أن ميخائيل كلاشينكوف لايزال يشعر بالقلق بشأن التقاليد التي حدّدت حياته.

وقال الرجل الذي لايزال يعمل في منصب كبير مصممي شركة صناعة أسلحة تديرها الدولة، بحسرة في مؤتمر صحافي، بمناسبة مرور 60 عاما على اختراعه البندقية الروسية المعروفة باسمه «كلاشينكوف» أو «إيه.كي 47»، إن هناك بنادق مزيفة كثيرة في جميع أنحاء العالم ،وهي لا تتمتع بالسوية التي تحملها البندقية الروسية.

وتعتبر هذه البندقية الأسطورية قصة نجاح روسية، إذ يستخدمها 60 جيشاً في العالم، وهي معروفة بأنها البندقية المفضلة لدى الجماعات المتمردة. ولكن شركة إيزماش التي يتم فيها إنتاج البندقية في وسط روسيا في بلدة إيزفيسك تشعر بالقلق منذ زمن بعيد، من جراء حالات تقليد صناعتها.

وطبقا لمصادر الشركة التي تزود سوق السلاح العالمية بالبندقية، يوجد نحو ثمانية مصانع في مختلف أنحاء العالم تقوم بصناعة نسخة خاصة بها من هذه البندقية، من دون أن تكلف نفسها عناء الحصول على رخصة من المصنع الروسي الأم.

ويبدو أن المشكلات المالية التي تواجهها صناعة الأسلحة الآن وصلت إلى نقطة الأزمة، وباتت تهدد وجود هذه الصناعة من أصلها. وقال رجل أعمال من إيزفيسك إن إيزماش على وشك الإعلان عن إفلاسها، نظراً لبلوغ ديونها أكثر من ثمانية ملايين روبل ( 265 ألف دولار)، الأمر الذي أثار القلق في روسيا، نظراً إلى أن صناعة الأسلحة في روسيا كانت الصناعة الوحيدة المنافسة على المستوى العالمي، كما أن مصنع إيزماش الذي تم تأسيسه في 1807 أيام القياصرة، يعد أحد أضخم مصنعي سلاح في روسيا. وانخفضت عائدات تصدير السلاح الروسي العام الماضي بصورة عامة.

وكان أحد مصانع إيزماش قد توقف إنتاجه أخيرا ، نظرا إلى أن الحكومة توقفت عن تقديم طلبات بالحصول على إنتاجه منذ زمن بعيد.

وبعد نهاية حلف وارسو، انتهت جميع الترخيصات التي كانت تحملها دول لتصنيع السلاح الروسي، إلا أن شركاء لروسيا سابقين حافظوا على عملية صناعة السلاح الروسي.

وطلبت روسيا من الأمم المتحدة مساعدتها لمكافحة عمليات تقليد بندقية كلاشينكوف، إلا أن الامم المتحدة غير قادرة على تقديم مثل هذه المساعدة.

وقال المسؤول الكبير في الحزب الديمقراطي الليبرالي الروسي أندري ماركين إنه لا يتمنى أن تصل الأمور إلى حالة الإفلاس في الشركة المصنعة لبندقية كلاشينكوف، وقال إنها يمكن أن تكون قادرة على تسديد ديونها في أسرع وقت ممكن.