إسرائيـــــــــــل تفرج عن 19 أسيرة مقابل «شريط شاليت»

الأسيرة المحررة فاطمة الزق تمسح دموع طفلها يوسف لدى وصولهما إلى قطاع غزة. أ.ف.ب

أطلقت سلطات الاحتلال الإسرائيلي سراح 19 أسيرة فلسطينية، 18 منهن من الضفة الغربية، وواحدة وطفلها من قطاع غزة، في مقابل تسلمها شريط فيديو حديث عن الجندي الإسرائيلي الأسير جلعاد شاليت، المحتجز في قطاع غزة منذ .2006 وفيما اعتبر الرئيس الفلسطيني محمود عباس الإفراج «مكسباً»، اعتبر رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية والفصائل الفلسطينية أن الإفراج «انتصار للمقاومة».

وأعطى المفاوض الإسرائيلي في صفقة تبادل الأسرى، حجاي هداس، أوامره بإطلاق سراح الأسيرات الفلسطينيات، اللواتي احتجزن في معتقل عوفر الإسرائيلي قرب رام الله، بعد تأكده من سلامة شاليت الذي ظهر في الشريط.

وذكر موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» العبرية الإلكتروني أن الأسيرات نقلن بوساطة الصليب الأحمر إلى حاجز بتونيا، حيث تم الإفراج عنهن.

وحسب الصحيفة، سيتم الإفراج عن الأسيرة روضة حبيب من قطاع غزة اليوم لاستكمال صفقة تبادل الأسيرات.

ونقل هداس الشريط المصور الذي يظهر فيه شاليت إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الحرب إيهود باراك اللذين شاهداه، وبعد التأكد من مطابقته للشروط التي حددتها إسرائيل لتنفيذ الصفقة، بدأت باطلاق الاسيرات.

وكان في استقبال الأسيرات المحررات على حاجز عوفر العسكري وزير شؤون الأسرى والمحررين عيسى قراقع، وممثلون عن مختلف الفصائل الوطنية، وحشد كبير من أهالي وذوي الأسيرات المحررات.

والأسيرات المحررات هن: زهور حمدان، وآيات القيسي، وروجينه جناجرة، وريما أبوعيشة، وصمود عبدالله، وليلى البخاري، وكفاح بحش، ولنان أبوغلمة، من نابلس، وميمونه جبرين، وسناء صلاح حجاجرة، ونيفين دقة، من بيت لحم، وشيرين محمد حسن، ومنال سباعنة، من جنين، وهيام بايض، وناهد دغرة، وبراءة ملكي، من رام الله، ونجوى عبدالغني، من طولكرم. وهبة النتشة، وجهاد أبوتركي، من الخليل، وفاطمة الزق وطفلها يوسف من قطاع غزة.

وفي غزة، قال إسماعيل هنية خلال استقباله في مكتبه في غزة الأسيرة المفرج عنها من غزة فاطمة الزق، في حضور قادة من حركتي حماس والجهاد الإسلامي، «هذا يوم انتصار للإرادة الفلسطينية وانتصار للمقاومة والصمود الفلسطيني».

وأضاف «نحن شعب لا ننسى أسراه، ومقاومة لا يمكن أن تساوم على كرامتكم، شعبنا سوف يعيش لحظات سعيدة، يوم نرى كل الأسرى يعيشون أحراراً بين أسرهم وعوائلهم».

وإذ أشاد بالدورين المصري والألماني في الاتفاق، مؤكداً أن «ما جرى في هذه الخطوة، وإن كانت قصيرة، يفتح باب الأمل لإنجاز صفقة مشرفة بين الاحتلال والمقاومة على طريق تحرير الأسرى والأسيرات من سجون الاحتلال، وهي خطوة واثقة على طريق المصالحة والوحدة واستعادة وحدة كل الشعب الفلسطيني».

وعبرت الأسيرة المفرج عنها فاطمة الزق عن فرحتها بالإفراج عنها، وهي تحتضن ابنها يوسف الذي كان يرتدي قميصاً ورديا، وقالت «الفرحة منقوصة، لأنني تركت أخوات عزيزات على قلبي، وأخص ابنة اخي (روضة حبيب) في السجن. لن تكتمل الفرحة إلا بإفراغ السجون من جميع الأسرى».

ولم تتوقف الأسيرة في معبر بيت حانون، حيث تجمع مئات لاستقبالها، وانما توجهت في موكب أرسلته حركة المقاومة الإسلامية «حماس» إلى مقر مجلس الوزراء المقال مباشرة. ثم انتقلت الزق للقاء أبنائها السبعة وعائلتها في بيتها في حي الشجاعية شرق غزة، والذي زين استعدادا لاستقبالها.

وشدد محمد الهندي القيادي في حركة الجهاد الإسلامي على أن «الفرحة في الضفة وغزة واحدة، وتؤكد أننا شعب واحد»، وأضاف« الاتفاق للإفراج عن الأسيرات هو ثمرة المقاومة، ونأمل أن نحتفل إن شاء الله قريبا بتحرير الاسرى».

وفي رام الله، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن إفراج إسرائيل عن دفعة من الأسيرات الفلسطينيات هو بمثابة «مكسب لنا، وللأسرى ولعائلاتهم».

واستقبل عباس 18 أسيرة فلسطينية أطلقت إسرائيل سراحهن، ضمن الصفقة مع «حماس». وقال«لا ننسى أن هناك أكثر من 10 آلاف أسير فلسطيني مازالوا داخل السجون الإسرائيلية، ونحن نعمل على إطلاق سراحهم». وتشكل العملية مرحلة أولى في عملية طويلة، قد تفضي إلى الإفراج عن شاليت، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين. 

 
شاليت يقرأ صحيفة «فلسطين»



قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو شاهد شريط الجندي الأسير جلعاد شاليت، بعد أن شاهده المكلف بملف التفاوض حجاي هداس ورئيس جهاز الشاباك يوفال ديسكن للتأكد من صحته. وذكرت أنه تم نسخ ثلاث نسخ للشريط، تم توزيعها على نتنياهو، ووزير الحرب إيهود باراك، ورئيس هيئة الأركان غابي أشكينازي.

وأفادت المراسلة العسكرية للإذاعة العامة الإسرائيلية أن مدة شريط شاليت أطول من دقيقة، وقد تصل إلى دقيقتين ونصف الدقيقة.

ولفتت القناة الثانية الإسرائيلية إلى أن الشريط صور في 14 سبتمبر، ويتم فيه قراءة مقطع من صحيفة فلسطين التي تصدر في غزة في التاريخ نفسه، مشيرة إلى أن جلعاد يرتدي زياً عسكرياً، ويتحدث عن موقف حدث له في موقع عسكري ذات يوم في هضبة الجولان السورية المحتلة.

وبين الشريط أن شاليت كان يقف لمدة ثلاثة ثوان لإظهار أن قدميه سليمتان، وأن خلفية الصورة صفراء اللون، وكان شعره قصيرا على رأسه، يمشطه ناحية اليمين ويبتسم، ذقنه محلوقة، بصحة جيدة، وما قاله في الشريط كان مكتوبا مسبقا له من «حماس».

والتفت أكثر من مرة إلى الجانبين، وبعد أن أنهى قراءة الرسالة، قام ومشى لثوان، ليثبت أنه في صحة جيدة، وأن قدميه جيدتان وغير مصابتين، ولا يلبس نظارة، كما الصور التي اشتهر بها.

وأوضح الرئيس السابق لجهاز الشاباك، يعكوف بري، أن الصفقة تعتبر إنجازاً باهراً يحسب لحركة حماس.

وقالت إذاعة الجيش إن نتنياهو وباراك سيعقدان جلسة تشاورية خاصة، لمناقشة بث الشريط من عدمه لوسائل الإعلام. وسلم رئيس قسم القوى البشرية في الجيش الإسرائيلي، آفي زمير، الشريط لعائلة الجندي شاليت.


 
تويتر