إطلاق 20 أسيرة غداً في صفقة مع «حماس»

فلسطينيون ينتشلون جثة شهيد سقط في القصف الإسرائيلي على أحد أنفاق رفح. أ.ف.ب

أعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة «حماس» إن الحركة وإسرائيل توصلتا بوساطة مصرية ألمانية إلى صفقة لإطلاق سراح 20 أسيرة فلسطينية غدا في مقابل تسلم معلومات تثبت أن الجندي الأسير لدى «حماس» في قطاع غزة جلعاد شاليت بصحة جيدة عبر شريط فيديو. في الوقت الذي استشهد فيه ثلاثة فلسطينيين، اثنان منهم بقصف إسرائيلي على أنفاق غزة، والثالث دهسته دورية للاحتلال غرب جنين.

وتفصيلا، أكدت مصادر فلسطينية ومصرية إتمام الاتفاق لإطلاق 20 أسيرة فلسطينية مقابل التثبت من أن شاليت بصحة جيدة.

وأوضحت صحيفة «معاريف» العبرية أن الإفراج عن الأسيرات يأتي بعد طلب الطاقم المفاوض، برئاسة حغاي هداس ،بعد أن توصل مع الوسيط الألماني إلى ذلك .

وأثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على جهود هداس، مشددا على «أن التأكيد على أن شاليت على قيد الحياة سيكون بمثابة رسالة للعالم أن «حماس» المسؤولة عن حياته بعد ذلك».

وأكد في جلسة المجلس الوزراي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية، والذي صادق على الاتفاق، أهمية اطلاع الجميع على أوضاع شاليت، وتحمل «حماس» المسؤولية عنه.

وأفاد بأن الوسطاء المصريين بادروا إلى الاتفاق، كخطوة لبناء الثقة تمهد للمراحل الحاسمة من عملية التفاوض لاستعادة الجندي الأسير.

وذكر مصدر مسؤول في ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية أن الصفقة لا تعني قرب انجاز صفقة شاليت، إذ المفاوضات بشأنها ستكون طويلة وشاقة.

وأفادت مصادر مصرية بأن مدير المخابرات المصرية، اللواء عمر سليمان، التقى رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» خالد مشعل، وبعدها مباشرة التقى المفاوض الإسرائيلي هداس، وتم الاتفاق على كل شيء في اللقاء، وتم خلال زيارة هداس للقاهرة لساعات، بحث إمكانية الصفقة الشاملة والكاملة.

وقال وزير شؤون الأسرى في السلطة الفلسطينية، عيسى قراقع، إن وزارة شؤون الأسرى بدأت ترتيباتها لاستقبال المعتقلات غدا في الضفة الغربية.

وأكد المتحدث باسم القسام أبوعبيدة في مؤتمر صحافي في غزة أن الإفراج عن الأسيرات الفلسطينيات سيتم في الأيام القليلة المقبلة. وأوضح أن الأسيرات هن «أربع من حركة «حماس» وخمس من حركة فتح وثلاث من حركة الجهاد الإسلامي وواحدة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وسبع مستقلات وطفل».

وأضاف أبو عبيدة الذي تلا بيانا باسم المجموعات الثلاث التي أسرت الجندي شاليت إن «ثلاثاً من الأسيرات الذين سيتم الإفراج عنهن من الخليل، وثماني من نابلس، وأربعاً من رام الله، وثلاثاً من بيت لحم، وأسيرة واحدة من جنين، وأسيرة واحدة إضافة إلى طفلها من غزة». وأكد أن هذه مقدمة لصفقة شاملة وكاملة، سيكتمل فيها جميع شروط الفصائل التي تأسر شاليت.

وأكد أبو مجاهد المتحدث باسم لجان المقاومة الشعبية، إحدى المجموعات التي تأسر شاليت، أن الدليل حول صحة شاليت هو شريط الفيديو الذي يتضمن معلومات عن حياته لمدة دقيقة واحدة .

من جهة أخرى، صرح نائب رئيس المكتب السياسى لحركة «حماس»، موسى أبو مرزوق، أن الجمود الذى أصاب صفقة تبادل الأسرى كان بسبب التعنت الإسرائيلي، بعد أن رفضت الإفراج عن قائمة الـ1000 أسير فلسطيني التي قدمتها «حماس» للوسيطين المصري والألماني.

ونفى اتهامات توجه إلى «حماس» بتأخير إتمام الصفقة إلى حين إجراء الانتخابات لتستغلها دعاية انتخابية ترفع من أسهمها الشعبية لدى الفلسطينيين، مؤكداً أن «حماس» على استعداد لإتمام الصفقة غداً لو وافقت إسرائيل على شروطها وعدد المعتقلين، و«إنما الأمر مازال يواجه عقبات إسرائيلية».

وعلى الرغم من تكتم متعمد على تطورات الصفقة، إلا أن الصحف الإسرائيلية سربت الشروط التى تطلبها «حماس» في إطار اتهامها بالتعنت لإفشال الصفقة، حيث نشرت «يديعوت أحرونوت» أن «حماس» لا تتحدث فقط عن سجناء، وإنما تريد من إسرائيل إنجازات وطنية، أمنية وسياسية، تتعارض مطلقاً مع مصلحتها، حسب الصحيفة، وأن يتم فتح كل المعابر بين إسرائيل وغزة بشكل دائم، وإزالة الحصار من الجو والبحر والبر، أي أن ميناء غزة سيفتح، وأن يكون لـ«حماس» ميناء حر خاص بها.

وأعلنت مصادر طبية فلسطينية أن فلسطينيين استشهدا، فيما فقد خمسة آخرون جراء تعرض منطقة الأنفاق جنوب رفح لقصف من الطيران الحربي الإسرائيلي.

وقالت المصادر إن طواقم الاسعاف انتشلت جثمان رزق محمد المصري (28 عاماً) وآخر مجهول الهوية.

وشن الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات على منطقة الأنفاق فجر أمس، ما أدى إلى تدمير معظمها، وإلحاق أضرار بالغة بالمنازل المجاورة لتلك الأنفاق.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية بأن ستة فلسطينيين أصيبوا بجروح طفيفة، في ثلاث غارات شنتها الطائرات الحربية الإسرائيلية على شمال وجنوب القطاع.

وادعت مصادر عسكرية إسرائيلية أن الغارات جاءت رداً على إطلاق عناصر فلسطينية قذائف صاروخية عدة على النقب الغربي، أول من أمس، إضافة إلى تكرار محاولات استهداف قوات الجيش بمحاذاة السياج الفاصل المحيط بالقطاع ووضع عبوات ناسفة هناك.

وفي سياق متصل، أفاد شهود عيان بأن آليات عسكرية إسرائيلية توغل شرق بلدة القرارة شمال شرق خانيونس جنوب القطاع.

وفي الضفة، استشهد الطالب فؤاد محمود نايف تركمان ( 17 عاما) إثر دهسه من دورية عسكرية اسرائيلية أمام مدرسة عز الدين القسام الثانوية للبنين في بلدة يعبد جنوب غرب جنين.

وقالت مصادر محلية إن الطالب كان واقفاً أمام مدرسته، عندما دهسته الدورية العسكرية، وسحبته أمتاراً عدة إلى الأمام، حيث نقل إلى مستشفى جنين في حالة حرجة، وأعلن الأطباء وفاته، متأثراً بجروحه بعد قليل من وصوله إلى المستشفى.

وإثر الحادث، تظاهر عشرات الطلبة، وألقوا الحجارة والزجاجات الفارغة على قوات الاحتلال التي ردت بإطلاق وابل من قنابل الغاز لتفريق المتظاهرين، ما تسبب في اصابة العديد منهم بالاختناق.

أسماء الأسيرات
نشرت وكالات الانباء الفلسطينية أمس قائمة بأسماء الأسيرات الفلسطينيات الــ20 اللواتي سيتم الإفراج عنهن غدا، في مقابل حصول إسرائيل على شريط مصور لمدة دقيقة واحدة، يظهر الجندي الأسير جلعاد شاليت بصحة جيدة. والأسيرات كما تم نشر أسمائهن على موقع مصلحة السجون الإسرائيلية هن: آيات القيسي، روجينا جناجرة، ريمة أبو عيشة، هبة النتشة، ميمونة جبريل، جهاد أبو تركي، براءة المالكي، ليلى البخاري، فاطمة الزق، نيفين دقة، كفاح البحص، لينان أبو غلمة، شيرين حسن، سناء صالح، منال سباعنة،جهاد حمدان، هيام البايض، ناهدة الدعرة، نجوى الجني، وصمود خليل.
القدس المحتلة ــ وكالات

تويتر