السودان.. خيار العدالة والسلام

ربما يؤدي توجيه الاتهام للرئيس السوداني عمر البشير إلى تبديد آخر أمل للسلام في السودان، هذه هي قناعة المبعوث الأميركي السابق للسودان، أندريه ناتسيوس، فقد أدت مطالبة ممثل الإدعاء العام في المحكمة الجنائية الدولية، لويس مورينو أوكامبو، بتوجيه الاتهام للبشير بتهمة التورط في إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية إلى إثارة النقاش حول حياد وفاعلية العدالة الدولية حول جملة من المسائل أبرزها:

أولاً: المعايير المزدوجة:

يرى العديد من المحللين في العالم العربي أن مطالبة المدعي العام للمحكمة، الأرجنتيني الجنسية، بالقبض على البشير، تقدم مثالا على سياسة المعايير المزدوجة التي تطبق على أصدقاء الغرب وأعدائه.

وعبر المعلق الصحافي رامي خوري عن هذه الشكوك العربية قائلا، إن مهمة المحكمة الجنائية الدولية مكافحة الجرائم ضد الإنسانية، ويجب أن تقاس بجرائم أخرى، ارتكبها بعض الزعماء العرب ضد شعوبهم، وتلك التي ارتكبتها إسرائيل بحق الفلسطينيين والأميركيين في العراق.

ثانيا: ثمن العدالة:

هناك حجة مهمة أخرى، يجادل بها البعض، معترضين على طلب اعتقال البشير. ويعتقد ناتسيوس أن على جماعات حقوق الإنسان التي هللت لطلب اعتقال البشير إعادة النظر في حماستها تلك، حيث يرى أن السبيل الوحيد لخروج الشعب السوداني من الأزمة الحالية هو التسوية السياسية، لأنه من دونها سينحدر السودان إلى طريق الصومال ورواندا أو جمهورية الكونغو الديمقراطية، حيث هناك مناخ مهيأ لأعمال عنف مريعة وحمامات دماء، سيحاول فيها الممسكون بالسلطة الحفاظ عليها بأي ثمن.

ثالثا: تسوية سياسية:

ويؤكد ناتسيوس أن اتهام البشير سيصعب الأمور أكثر على أي دولة، أو منظمة دولية، تحاول إقناع الحكومة السودانية بالتوصل إلى تسوية سياسية لأزمة دارفور. صحيفة «الأيام» السودانية

تويتر