انتخابات اليابان دعم لجهود مناهضة التسلح النووي

هاتوياما برفقة زوجته أثناء زيارة قبر والده عقب الانتخابات. أ.ف.ب

بغض النظر عن الأسباب العديدة لفوز الحزب الديمقراطي الياباني المعارض في انتخابات الثلاثين من أغسطس الماضي، فإن الفوز سيقوي بلا شك الحملة الداعية إلى عالم خال من الأسلحة النووية.

ففي السنوات القليلة الماضية، أطلق المحافظون الذين حكموا اليابان تحت الحزب الديمقراطي الليبرالي إشارات متزايدة تعكس رغبتهم في التخلي عن مفهوم اليابان الخالي من القوة النووية، مراقبين بحذر تطور القدرات النووية الكورية الشمالية.

وعبر مسؤولو الحزب علانية قبل وقت قصير عن رغبة اليابان في حيازة أسلحة نووية. وفي وقت قريب، كشف مسؤول حكومي سابق أن يابانيين عديدين يشكون في أن الحزب الديمقراطي الليبرالي سمح للطائرات والسفن الأميركية الحاملة للأسلحة النووية بالتوقف على الأراضي اليابانية.

بيد أن الفوز الساحق للحزب الديمقراطي الياباني، بشعاره المناهض للقوة النووية، غير هذا المفهوم بشكل جذري. وفي إشارة إلى المبادئ اليابانية المتعلقة بالقوة النووية، (قررت الحكومة اليابانية في 1967 عدم امتلاكها أو تصنيعها أو جلبها لأي أسلحة نووية داخل اليابان) وعد زعيم الحزب يوكيو هاتوياما، بالعمل على صياغة هذه المبادئ على شكل قانون.

وعلاوة على ذلك، وافق الحزب الديمقراطي الياباني على إقامة منطقة إقليمية خالية من الأسلحة النووية . وخاطب هاتوياما الشهر الماضي إحدى التجمعات الجماهيرية، مؤكداً أن «دعوة أوباما لعالم خال من الأسلحة النووية تمثل بالضبط الهدف الأخلاقي الذي تسعى وراءه بلادنا».

ويعطى فوز الحزب الديمقراطي الياباني دفعة قوية للحملة الهادفة إلى تطهير العالم من الأسلحة النووية. وقبل أن يولي المسؤولون الأميركيون واليابانيون الجدد اهتمامهم لتطهير العالم من هذه الترسانة النووية المتعاظمة، نظمت التجمعات المدنية حملات واسعة في هذا الصدد، لعبت دوراً أساسياً في إقناع الحكومات بالتراجع عن سباق التسلح النووي، والقبول بخفض ترسانتها النووية. ونتيجة لذلك، انخفض عدد الأسلحة النووية حول العالم بشكل ملحوظ، من 70 ألفاً في قمة الحرب الباردة إلى أقل من 24 ألف سلاح في الوقت الراهن.

إضافة إلى ذلك، تحولت الدعوة إلى نزع الأسلحة النووية إلى مطلب بإخلاء العالم من هذا السلاح الفتاك، ففي يناير 2007 وأيضاً في الشهر نفسه من ،2008 كتب عدد من مسؤولي الأمن القومي الاميركي السابقين مقالات رأي في صحيفة «وول ستريت غورنال» تتلخص في أن وجود الأسلحة النووية يثير أخطاراً محدقة ببقاء الجنس البشري على الأرض، ودعوا الولايات المتحدة إلى الالتزام بهدف تطهير العالم من تلك الأسلحة.

وخلال الحملة الرئاسية الأميركية، تحدث الرئيس باراك أوباما مراراً عن أهمية بناء عالم خال من الأسلحة النووية، وفعل الشيء نفسه في أبريل الماضي. وأكد خلال مخاطبته تجمعا في براغ التزام الولايات المتحدة «بالسعي نحو السلم والأمن العالميين من دون أسلحة نووية». وأكد الأمر نفسه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي أعلن عن خططه «بدفع الإنسانية إلى الأمام في رحلتها إلى عالم خال من الأسلحة النووية»

تويتر