عباس يتعهد بتحرير الأراضي الفلسطينية

عباس يتعهد بأن يكون مؤتمر فتح السادس انطلاقة جديدة للحركة.                   أ.ب

تعهد الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقب انتخابه أمس، بالاجماع رئيساً لحركة فتح بتحرير الأراضي الفلسطينية، وإقامة الدولة الفلسطينية. فيما قررت رئاسة المؤتمر السادس للحركة إجراء انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري ترشيحاً وانتخاباً اليوم، بعد تمديد أعماله حتى الثلاثاء المقبل في محاولة لإتاحة المجال أمام أعضاء غزة للمشاركة.

وتفصيلاً قال عباس في كلمة عقب انتخابه «جئنا بمحض إرادتنا ولم يفرض علينا أحد القدوم، جئنا بقوة وحماسة من اجل هدف سام، من اجل الوطن، وامل في ان يتحقق هدفنا بتحرير أرضنا وشعبنا وتحقيق كرامته بتحريره من الاحتلال الاسرائيلي».

وأضاف «نريد أن نقول للعالم أن فتح صاحبة المشروع الوطني، صاحبة الرؤية الصائبة، صاحبة المواقف الحقيقية الموضوعية، نقول للعالم نحن بدأنا المسيرة بهذه الرؤية، بهذه العقلانية، وبهذه الموضوعية، وسنكملها لنصل إلى اقامة الدولة الفلسطينية المستقلة».

من جهة اخرى، قال عباس في كلمة بعد انتخابه ان هذا المؤتمر يجب ان يكون انطلاقة جديدة لحركة فتح. وأضاف أن «الامانة صعبة والمسؤولية صعبة، لكن قدر لنا جميعاً ان نتحمل المسؤولية. المسؤولية ان كانت علي وحدي فلن اتحملها، المسؤولية علينا جميعا».

وخاطب عباس الحضور بالدعوة إلى طي صفحة الماضي، والعمل بشكل جماعي وموحد للنهوض بالحركة وتحمل مسؤوليتها الوطنية، حتى الوصول إلى الهدف الوطني متمثلاً بإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. وتعهد عباس بأن يكون مؤتمر فتح «انطلاقة جديدة» للحركة، وقال «لدينا انطلاقات كثيرة ونكسات كثيرة نهضنا منها وعدنا أقوى مما كنا عليه، كنا نصل إلى حافة الهاوية ويقول الجميع والناس انتهت هذه الظاهرة وتعود الحركة أقوى».

وأشار عباس إلى انطلاقة الحركة منذ مطلع عام 1965 مشيداً بنضال عدد من مؤسسيها الراحلين، والذين مازالوا على قيد الحياة. وقال إن فتح ولدت لتبقى وتنتصر، واليوم لديها انطلاقة جديدة في هذا المؤتمر «العظيم». وندد عباس مجدداً بمنع حركة «حماس» التي تسيطر على غزة أعضاء فتح في القطاع من السفر إلى بيت لحم للمشاركة في المؤتمر السادس، كما اتهمها باستدعاء واعتقال كوادر الحركة في غزة، لكنه قال إن المؤتمر سينجح «رغماً عن حماس». وأكد وحدة فتح أنها «عصية على الانشقاق أو الانكسار»، وحث عباس أعضاء المؤتمر على أن يدفعوا بعضهم بعضا، وتقديم مصلحة فتح، في إشارة إلى العدد الكبير من المرشحين لانتخابات الحركة في المجلس الثوري واللجنة المركزية.

وقال عباس إنه لن ينسى منع كوادر حركة فتح من قبل حماس، من المشاركة في المؤتمر، مشبهاً كوادر الحركة في غزة بالمعتقلين الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية. واضاف «اخواننا في غزة الذين منعوا، هذا الامر لن ننساه وان كنت اذكر غزة، فانهم مثل 11 الف اسير في السجون الاسرائيلية، فتحية لهم».

وفي ختام كلمته تطرق عباس إلى أزمته الأخيرة مع رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير فاروق القدومي، الذي اتهمه بالتواطؤ مع إسرائيل لاغتيال الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.

وقال عباس «نقول لأخينا أبواللطف (القدومي) نحن بشر، كلنا بشر، وكلنا نخطئ ونصيب، وكلنا خطاؤون وخيرهم التوابون وأنت تبقى أخانا».

وبعد انتخاب عباس أصبح عدد أعضاء اللجنة المركزية وهي أعلى هيئة قيادية تنفيذية 23 عضواً بدلاً من 21 عضواً، في حين يتكون المجلس الثوري من 120 عضوا.

وقررت رئاسة المؤتمر تمديد أعماله حتى الثلاثاء المقبل، لضمان مشاركة أعضاء الحركة في قطاع غزة في انتخابات اللجنة المركزية والمجلس الثوري، ترشيحا وانتخابا. كما قررت إجراء عملية الانتخابات اليوم في محاولة لإتاحة المجال أمام أعضاء غزة للمشاركة، كما أن بعض اللجان المنبثقة عن المؤتمر لم تنه أعمالها ولم تقدم تقاريرها وتوصياتها إلى المؤتمر.

من جهة أخرى، أقر المؤتمر وثيقة تقدمت بها لجنته العسكرية، وتضمنت عدداً من التوصيات أهمها رسم العلاقة الجديدة في ظل الواقع الراهن بين القوى الأمنية والعسكرية التابعة للسلطة الفلسطينية وفتح ووضع صياغة آلية مناسبة للمقاومة.

وأوصت اللجنة بإيجاد مرجعية حركية للعسكريين في جميع الساحات للحفاظ على حقوق العسكريين وانتماءاتهم، ودمج المتقاعدين العسكريين من الحركة في الحياة السياسية والتنظيمية، بما يتلائم مع مرتبتهم العسكرية وكفاءاتهم وقدراتهم التي يمتلكونها. كما تبنى المؤتمر وثيقة سياسية بشأن مدينة القدس، أكدت أنها «جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسي الفلسطيني». وقال أعضاء المؤتمر إن «القدس جزء لا يتجزأ من الوطن والكيان السياسي الفلسطيني، وإنها حق خالص للشعب الفلسطيني بكل مكوناته الدينية والوطنية الحضارية والإنسانية».

واعتبر اعضاء من المؤتمر، ان حركة فتح نجحت لغاية الان في تفادي الكثير من الاشكاليات، وانها حققت نوعا من الوحدة الداخلية.

من جانبها قالت حركة حماس إن انتخاب عباس قائدا عاما لفتح «لن يجعل الحركة في موقع أحسن حالا». وقال المتحدث باسم حماس سامي أبو زهري، إن مسألة انتخاب عباس شأن فتحاوي داخلي لكن تقديرنا في حماس أن فتح لن تكون أحسن حالا بهذا الاختيار.

من جهتها أكدت مصادر فلسطينية أن مؤتمر فتح صوت على تشكيل لجان جديدة للتحقيق في موضوع سقوط غزة، واغتيال كل من أسعد الصفطاوي وخليل الزبن وموسى عرفات والعقيد في المخابرات الفلسطينية تيسير خطاب وجاد تايه والعديد من الاغتيالات الغامضة في مدينة غزة.

 
«فتح»: «حماس» تعتزم منع كوادر غزة من التصويت عبر الهاتف

حذر قيادي في حركة فتح من قطاع غزة أمس، من نية حركة «حماس» التي تسيطر على القطاع، منع أعضاء المؤتمر السادس للحركة في غزة من المشاركة بأي وسيلة في انتخابات المؤتمر.

وقال القيادي لوكالة الأنباء الألمانية «د.ب.أ»، إن الحكومة المقالة التي تديرها حركة حماس، أبلغت قيادات الحركة بأنها لن تسمح بمشاركة أعضاء مؤتمر فتح السادس بأي وسيلة في انتخابات المؤتمر المنعقد في بيت لحم في الضفة الغربية.

وأوضح القيادي الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن حماس أبلغتنا صراحة أنها لن تسمح بمشاركة أعضاء المؤتمر السادس، حتى ولو عبر الاتصال أو في سفارة دولة عربية في غزة للترشح أو التصويت في انتخابات المؤتمر. وأشار إلى أن هذا الإبلاغ لقيادات فتح البارزة، تم نقله خلال استدعاء عدد منهم أول من أمس، لعدة ساعات.

وأعلنت حركة فتح أن أمن الحكومة المقالة استدعى عدداً من قادتها في غزة بينهم زكريا الأغا وإبراهيم أبوالنجا وعبدالله أبوسمهدانة.

وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة نفت على لسان الناطق باسمها إيهاب الغصين أن تكون استدعت أو أوقفت أياً من قيادات حركة فتح في غزة.غزة ــ د.ب.أ
تويتر