هدى عبدالناصر ترفض الاعتذار لرُقيّة السادات وتدفع 150 ألف جنيه تعويضاً

الرئيس السادات.                    أرشيفية

انتهت المعركة القانونية والسياسية التي نشبت في مصر بين هدى ابنة الزعيم الراحل جمال عبدالناصر، ورقية ابنة الرئيس الراحل انور السادات، بعد أن قام نقيب المحامين السابق سامح عاشور ومحامي هدى، بتسليم مبلغ 150 الف جنيه في اطار تسوية نهائية للقضية التي شغلت الصحف ووسائل الإعلام المصرية طوال الأشهر الماضية، والتي قاضت فيها رقية هدى على اتهامها السادات بقتل عبدالناصر.

وعلمت «الإمارات اليوم» من مصادر طلبت عدم ذكر اسمها، ان ابنة عبدالناصر رفضت بشكل قطعي كل صور الاعتذار التي قدمها الوسطاء مقابل وقف الحجز على ممتلكاتها، في الحكم الذي صدر لمصلحة رقية، بتعويضها خمسة ملايين جنيه لأن ابنة عبدالناصر لم تستطع تقديم ما يثبت صحة اتهامها للسادات بقتل عبدالناصر.

وكشف المصدر ان مدير مكتب الزعيم الراحل عبدالناصر، سامي شرف، ومحمد فائق، كانا على رأس الوسطاء الذين حاولوا اقناع الدكتورة هدى بتقديم اعتذار او الإدلاء بتصريح تقول فيه ان تصريحاتها تم تحريفها ولكنها رفضت جميع الصيغ بما فيها ما وافق عليه بعض ابناء عبدالناصر، وفضلت دفع 150 الف جنيه تعويضاً لرقية السادات.

من جهتها قالت مديرة تحرير مجلة الإذاعة والتلفزيون سوسن الدويك التي اجرت الحوار مع هدى، الذي اتهمت فيه السادات بقتل والدها بالسم، ان هدى رفضت الإدلاء بتصريح حول تحريف حوارها لتجنيبي تحمل المسؤولية وحفاظاً على امانة المصدر حتى لو تعرض لضغوط. واضافت «ان القضاء يؤمن بالمستندات والدلائل القطعية وخصوصاً في جرائم القتل، ان هدى انتصرت للصحافية سوسن الدويك كما انتصرت لعزة ابناء ناصر».

على صعيد موازٍ قالت رقية السادات إنها «تعرضت لضغوط عديدة للتنازل عن قضية التعويض» وأن «هدى عبدالناصر حاولت إنهاء القضية بشكل ودي وأرسلت لها العديد من الوسطاء من بينهم عمرو الليثي». واضافت «انها تنازلت حرصاً على سمعة الزعيمين وصداقتهما وان ما حصلت عليه من اموال ستتبرع به لعمل الخير، وان كانت كنوز الدنيا لن تعوضها عن محاولة تلطيخ سمعة والدها».

وأشارت إلى أن «هذه القضية تم نظرها مرتين أمام القضاء، لكن في المرة الأولى استعانت المحكمة ببعض مواد القانون الفرنسي والأحكام الفرنسية التي لا تمتّ بصلة إلى الشريعة الإسلامية التي يقوم عليها القانون المصري، وأصدرت حكماً ببراءة هدى استناداً إلى المادة التي تنص على أنها قامت بسب متوفى وليس شخصاً على قيد الحياة».

واستدركت رقية بغضب «هذا موجود بالحرف في حيثيات القضية، وهو ما أثار استيائي من هذا الحكم لأنه يفتح الباب لإجازة إهدار كرامة المتوفى والطعن في شرفه ونزاهته بحجة أنه ليس على قيد الحياة».

وكانت هدى عبد الناصر قد قالت في مجلة «الإذاعة والتلفزيون» ان المخابرات الأميركية قامت بتجنيد السادات لقتل والدها بالسم، عقب مؤتمر القمة العربية الذي عقد بالقاهرة عام 1970 وأثناء إقامته بفندق.

وقد تناول كثير من الأقلام حالة عبدالناصر الصحية، فيذكر البعض أنه مات بالإهمال، وقال اخرون ان الطبيب الخاص اعطى عبد الناصر حقنة انتستين بريفين مات فوراً بعدها.

ونشر اكثر من مرة ان طبيب العلاج الطبيعي السابق علي العطفي، الذي سجن بتهمة العمالة لإسرائيل، قام بتدليك لساقي عبدالناصر بمادة سامة سببت الوفاة، كما قيل ايضا ان المياه الطبيعية التي عولج بها عبدالناصر في تسخالطوبو في روسيا، كانت مسممة وأنها تسببت في وفاته.

 طلعت السادات يقلّل من أهمية فيلم «أساء» لعمّه

قلل طلعت السادات، نجل شقيق الرئيس المصري الراحل أنور السادات، من أهمية الإساءة التي حملها فيلم أميركي أطلق اسم «السادات» على كلب البطل في أحداث الفيلم. وقال طلعت السادات في تصريحات لصحيفة «الشروق الجديد»القاهرية المستقلة نشرته أمس، إنه علم بالإساءة التي حملها فيلم «اي لاف يو مان» (أحبك يا رجل) للرئيس الراحل غير أنه فضل تجاهل الأمر باعتباره فيلماً تجارياً يعتمد على الكوميديا. واعتبر طلعت أنه من الفخر «أن اسم الرئيس الراحل أنور السادات معروف لدى جموع الشعب الأميركي حتى يلجأ أحد الأفلام لاستخدام اسمه في إطار كوميدي». وكانت أطراف من عائلة السادات ومناصرين له اعتبروا الفيلم اساءة للرئيس السابق،واحتجوا لدى السفارة الأميركية. ودعا طلعت في الوقت نفسه وزارة الثقافة وصناع السينما المصرية إلى إنتاج أفلام ضخمة تروي السيرة الذاتية للزعماء المصريين لكي تعرف الأجيال المقبلة، وتكون رداً على الأفلام الغربية والإيرانية التي تحمل أي إساءة للرموز المصرية.

وحمل الفيلم الأميركي إهانة بالغة للسادات حيث يظهر في الفيلم البطلانبيتر وصديقه، وفيما يمسك الأول بالكلب يقول له الثاني«كلب لطيف: ما اسم هذا الكلب» فيرد بيتر «أنور السادات» فيقول له زوبي «من هذا ؟» فيجيبه «إنه رئيس مصر السابق» فيسأله زوبي «هل كان رجلاً عظيماً أم أن هذا بسبب آرائه السياسية» فيرد عليه بيتر «لا، لكنه يشبه هذا الكلب». وفي المشهد الثاني يظهر بيت الكلب الخشبي وعليه صورة السادات. وتأكيداً على تعمد الإساءة للرئيس الراحل كتب صناع الفيلم في نهايته إن أنور السادات هو الاسم الحقيقي للكلب الذي ظهر في الفيلم.القاهرة ــ د.ب.أ
تويتر