حملة إسرائيلية تستهدف فلسطينيي النقب

فلسطينيون من النقب يبحثون عن مأوى بعد فقد بيوتهم. الإمارات اليوم

يواجه الفلسطينيون في منطقة النقب جنوب الأراضي المحتلة عام ،1948 حملة إسرائيلية لهدم منازلهم، وطردهم من أراضيهم، في إطار حملة التطهير العرقي ضد فلسطينيي الـ،48 فقد هدمت سلطات الاحتلال أكثر من 230 منزلاً في النقب منذ مطلع عام ،2009 وكانت أشدها في شهري يونيو ويوليو من ذات العام.

وتصادر إسرائيل أراضي عرب النقب لمصلحة المستوطنين، بذريعة أنهم «غزاة» لا حق لهم وأن اليهود هم أصحابها الأصليون، ولذلك حاول عشرات المتطرفين اليهود، برئاسة اليميني المتشدد باروخ مارزل، اقتحام المناطق العربية في النقب أخيراً، للمطالبة بطرد الفلسطينيين منها، لكن تم التصدي لهم من قبل الأهالي.

ويوجد 45 قرية في النقب غير معترف بها من قِبل الاحتلال، مقابل 17 قرية اعترف بها أخيراً، وتمنع سلطات الاحتلال عن القرى الـ45 بها كل الخدمات العامة، ويعيش أهلها ظروفاً مأساوية وتمنعهم من البناء، كما تصادر أراضيهم مقابل التوسع الاستيطاني وذلك بهدف تهجيرهم.

وقال النائب العربي في الكنيست «طلب الصانع» من «القائمة الموحدة العربية للتغيير» لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي «يواجه عرب النقب ممارسات هي الأسوأ من قبل السلطات الإسرائيلية، فهي لا تريد الاعتراف بأراضي الفلسطينيين التي وجدوا فيها قبل قيام إسرائيل بعشرات السنين حيث يوجد 45 قرية غير معترف بها، يقطنها 80 ألف فلسطيني».

وأضاف «وتعاني تلك القرى من انعدام كلي للخدمات الإنسانية الأساسية كالماء والكهرباء والدواء والمدارس والطرقات وغيرها، وتهاجم البيوت ويحاولون هدم بعضها بشكل مستمر».

وأوضح الصانع أن إسرائيل تستخدم سياسة حرمان عرب النقب من الخدمات الأساسية كوسيلة للضغط، وإرغامهم على الرحيل، وتستخدم قانون التخطيط والبناء بشكل سياسي وسيلة للضغط أيضاً، حيث تقوم بهدم البيوت بحجة عدم الترخيص، وفي المقابل لا تمنحهم الترخيص للبناء.

وأشار إلى أن هدم المنازل يمارس في كل القرى الـ45 غير المعترف بها من قبل سلطات الاحتلال، حيث يوجد بها 85 ألف منزل.

وذكر العضو العربي في الكنيست، أن سلطات الاحتلال هدمت منذ مطلع العام الجاري أكثر من 230 منزلاً، واشتدت تلك السياسية خلال شهري يونيو ويوليو من ذات العام، حيث هدمت منازل في قرى الباط وقطمات وبير هداج وقرية السر، فيما بلغ عدد المنازل التي هدمت عام 2008 ما يقارب 650 منزلاً.

من جهة أخرى، قال عضو اللجنة المحلية في قرية بير هداج في النقبعايش أبوالعصا «إن عملية الهدم جاءت رغم اتفاق على وقف تنفيذ عمليات الهدم لمدة 10 سنوات، ولحين استكمال التوصل إلى اتفاق مع السلطات بخصوص سكان المنطقة».

وذكر أن البيت الذي تم هدمه في قرية بيت هداج في النقب، لشاب كان يستعد للزواج ويقيم في النقب التي تبلغ مساحتها 12 ألف كيلو متر مربع، وهي ضعف مساحة الضفة الغربية، وثلثي مساحة فلسطين التاريخية، ما يقارب 150 ألف عربي، بعدما هُجر 90 ألفا منهم في النكبة عام ،48 ونجا منها 10 آلاف تضاعفوا بفضل الزيادة الطبيعية بنسبة 5.5٪. ما تراه إسرائيل «قنبلة ديموغرافية».

وستناقش لجنة الاقتصاد في الكنيست خلال الأسبوع الجاري - حسب الصانع - المصادقة على تحويل عشرات المزارع من أراضي عرب النقب إلى المستوطنين.

وحول دور النواب العرب في الكنيست لمواجهة مثل هذه الممارسات، قال الصانع «نحن كأعضاء عرب في الكنيست، نحاول نتصدى لذلك، ونطالب بالاعتراف بالقرى وإقامة خرائط هيكلية لها ومنح تصاريح بناء للعرب وتوسيع مسطحات القرى القائمة لتلبي احتياجات الأزواج الشباب، وتطور القرى والمدن العربية».

وحاول قبل يومين عدد من المتطرفين اليهود اقتحام المناطق العربية في النقب، بزعامة اليميني باروخ مارزيل وعضو الكنيست عن حزب الاتحاد القومي ميخائيل بن آري وإيتمار بن جبري، برفقة أعداد غفيرة من قوات الشرطة.

إلا أن فلسطينيي الـ48 تصدوا لهم بالحجارة، ورفعوا أحذيتهم في وجه مسيرة اليمين الإسرائيلي، التي وصفوها بـ«الاستفزازية» و«الفاشية» وتهدف إلى منع العائلات العربية من بناء منازل لها في المدينة التي يغلب على سكانها الطابع البدوي.

تويتر