دبلوماسيون: أميركا تستطلع رأي العرب بشأن لفتات تجاه إسرائيل

قال دبلوماسيون يوم أمس، إن الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يستطلعون آراء حكومات عربية لمعرفة ما إذا كانت قد تخفف عقوبات مفروضة على إسرائيل إذا توقفت عن بناء مستوطنات يهودية في الأراضي الفلسطينية.

وفي حين تضغط واشنطن على الحكومة الجديدة في اسرائيل بشأن المستوطنات من أجل استئناف محادثات السلام مع الفلسطينيين، يبحث المسؤولون الإسرائيليون عن مكاسب لإعلانها لناخبيهم . وقد يكون في تخفيف عزلة إسرائيل في المنطقة تحقيقا لهذا لغرض.

لكن دبلوماسيين غربيين قالوا ان موقف الزعماء العرب جاء فاترا حتى الآن إزاء مقترحات بفتح المجال الجوي لبلادهم أمام شركات الطيران الإسرائيلية، والسماح باستقبال اتصالات الهواتف الخلوية الإسرائيلية والسماح بدخول السائحين الذين توضح جوازات سفرهم انه سبق لهم زيارة إسرائيل.

وقال دبلوماسي "العرب متحفظون بشدة"، في إشارة إلى مناقشات أشارت عدة مصادر دبلوماسية غربية انها جاءت نتيجة مساعي غير معلنة من جانب المبعوث الأميركي جورج ميتشل، ومسؤولين من الأعضاء الثلاثة الآخرين برباعي الوساطة الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط، وهم الاتحاد الاوروبي والأمم المتحدة وروسيا.

وأضاف الدبلوماسي "العرب..يقولون انهم لا يريدون ان يدفعوا لشيء مرتين"، مشيراً إلى أن الموقف العربي الحالي وهو أن إسرائيل تعهدت بالفعل بتجميد جميع الأنشطة الاستيطانية بموجب خطة السلام المعروفة باسم "خارطة الطريق" عام 2003.

وقال دبلوماسي آخر ان اللجنة الرباعية ناقشت السعي للحصول على تعهدات من الدول العربية باتخاذ خطوات بشأن التطبيع إذا نفذت إسرائيل المطالب الخاصة بالمستوطنات.

والجدير بالذكر رغم إسرائيل أبرمت اتفاقيتي سلام مع مصر والأردن، إلا أن العلاقات بين تل أبيب والدولتين العربيتين محدودة نوعاً ما. وترى إسرائيل انها ستحقق مكاسب اقتصادية من التجارة الإقليمية.

وقال دبلوماسيون غربيون، في وقت سابق من هذا الأسبوع، أن واشنطن تقترح على الدول العربية ان تسمح لطائرات الركاب الإسرائيلية بالطيران فوق أراضيها وهو إجراء قد يجنب شركة العال وشركات أخرى اتخاذ مسارات بديلة طويلة في الرحلات إلى آسيا، والسماح لإسرائيل بفتح مكاتب للمصالح التجارية في سفارات دول أخرى بعواصم عربية.

وعدد دبلوماسيون بالأمس تنازلات عربية محتملة أخرى لإسرائيل تهدف إلى تعزيز التجارة والسياحة، وتشمل انهاء اعاقة الهواتف الخلوية المسجلة في إسرائيل على الشبكات العربية ورفع الحظر على دخول السياح ورجال الأعمال الذين تحمل جوازات سفرهم تأشيرات إسرائيلية أو أختام دخول.

وقال مسؤول أميركي كبير ان واشنطن تقترح أيضاً عقد اجتماعات مباشرة بين كبار المسؤولين، بالاضافة إلى التبادل الثقافي.

وأضاف المسؤول "تمثلت الفكرة دائماً في مجموعة من الاجراءات المتزامنة التي يمكن (اعلانها) في يوم واحد، سواء من خلال بيانات صحفية في عواصم مختلفة او في اجتماع.. يعلن فيه الإسرائيليون عن اجراء ذي مغزى بشأن المستوطنات وان (يتخذ الفلسطينيون خطوات ذات مغزى) بشأن الأمن ويعلن العرب بعض الخطوات باتجاه السلام."

وقال دبلوماسيون ان المفاوضين الأميركيين يأملوا بان يؤمنوا أولاً تجميداً للمستوطنات الإسرائيلية يلبي شروط الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاستئناف المفاوضات، ثم لفتات من الدول العربية لتخفيف عزلة إسرائيل في المنطقة وأخيراً اطلاق عملية سلام إقليمية. لكنهم قالوا أن واشنطن تواجه مهمة شاقة في اقناع الأطراف المختلفة بتحقيق هذا التتابع.

ولم تصدر تعليقات تذكر من قبل الحكومات العربية، ولا يرى الدبلوماسيون الغربيون ان الوقف المؤقت لمشروعات البناء الجديدة التي تحدثت عنها إسرائيل في الضفة الغربية سيكون كافياً لاقناع الدول العربية بتقديم تنازلات.

وقال دبلوماسي "سيكون من الصعب عليهم التنازل عن شيء مع استمرار البناء في مشروعات الاستيطان القائمة"، واستبعد تحقيق انفراجة سريعة على غرار الزيارة التي قام بها الرئيس المصري الراحل أنور السادات لإسرائيل عام 1977.

وأضاف "من الواضح ان السعوديين يلزمون الحرص الشديد. لن يحذوا حذو السادات على الأقل في المستقبل المنظور."

تويتر