النساء يفشلن سياسياً في بريطانيا

هيزل بلير.

كرّست الاستقالات المتوالية للوزيرات في حكومة رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون الأسبوع الماضي الانطباع السائد، وهو فشل العنصر النسائي على مدى أكثر من عقدين، في إحداث التغيير السياسي المطلوب. والوجود النسائي على الساحة السياسية في بريطانيا يراوح بين الغياب والضعف، وإن الأمور بالنسبة للنساء تسير في الاتجاه الخطأ.

وعلى الرغم من أن صور جاكي سميث، وهازل بلير، وكارولين فلينت وغيرهن، تصدرت الصفحات الأولى للصحف والمجلات ونشرات الأخبار في محطات التلفزيون البريطانية، وأصبحن حديث الأوساط السياسية والإعلامية والثقافية، إلا أن استقالاتهن تدل على أن العمل السياسي للعنصر النسائي في بريطانيا مني بكارثة، ما حطم آمال المرأة في الوصول إلى مناصب أرفع ومراكز قيادية أفضل.

ومنذ تنحي المحافظة مارغريت تاتشر عن رئاسة الوزراء عام ،1990 لم تصل أي امرأة بريطانية إلى هذا المنصب، أو إلى المنصب القيادي الأول في أي حزب، لكنها شغلت عضوية مجلس العموم - البرلمان - ومناصب وزارية مختلفة.

وفي انتخابات 1997 التي شهدت انتصاراً ساحقاً لحزب العمال، بقيادة الشاب توني بلير، دخلت مجموعة جديدة من النسوة معترك العمل السياسي بفوزهن بعضوية مجلس العموم، وتم اختيار بعضهن في مناصب وزارية.

وفي معرض شرح بعض أسباب استقالتها، قالت وزيرة شؤون الأطفال، فيونا ماكتاغارت: «كنت أسعى دائماً إلى حياة بسيطة، بعيداً عن المناصب الوزارية، لأنني أرغب دائماً في أن أضحك وألعب وأمرح مع الأطفال، وأقرأ القصص والروايات، بعيداً عن تكاليف المنصب الوزاري، باختصار ، أريد أن أكون إنساناً، وليس آلة أو جهاز روبوت».

وتقول هيزل بلير، وزيرة شؤون المجتمع، إن اعتبارات أخرى غير سياسية أثارت غضبها، مثل السخرية من طولها ولون شعرها وتصرفاتها وطريقة سلوكها، وأظن أن من الصعب تصوّر رجل يلقى مثل هذه المعاملة السيئة».

ويقول محللون إن المرأة البريطانية لن تحقق مكاسب أو إنجازات سياسية كبيرة طالما بقيت ضحية للحيرة بين الحياة الشخصية والحياة العامة، لكن ما حدث في الأسبوع الأخير ليس نهاية حلم المرأة وطموحها لعام ،1997 وإنما كان مجرد نكسة.

تويتر