حضور إسرائيلي مؤتمر أوباما الصحافي يفجّر «أزمة تطبيعية»

مصريّون يشترون صحفاً لمتابعة أخبار زيارة أوباما إلى القاهرة. أرشيفية

أثار اللقاء الذي تم بين الرئيس الأميركي باراك أوباما وصحافيين عقب إلقاء خطابه في جامعة القاهرة الخميس الماضي جدلاً واسعاً، لا سيما بعد انسحاب الكاتب فهمي هويدي من اللقاء، اعتراضاً على حضور صحافي إسرائيلي، فيما أصر رئيس تحرير جريدة «المصري اليوم» مجدي الجلاد على المشاركة في اللقاء. وكشف مصدر رفض الإفصاح عن اسمه تفاصيل جديدة تنفرد بها «الإمارات اليوم» لما دار في اللقاء.

وقال «عقب انتهاء أوباما من إلقاء خطابه في جامعة القاهرة، التقى بسبعة صحافيين في قاعة مجاورة لقاعة الاحتفالات الكبرى مباشرة، حيث جلس الجميع على طاولة مستديرة، وضع عليها تسعة كراسٍ على كل منها اسم صاحبه. وقبيل اللقاء بلحظات قليلة، دخل منسقو اللقاء وأزالوا الكرسي المكتوب عليه اسم الكاتب المصري فهمي هويدي، وأخفوا الكرسي في لمح البصر. وحسب المصدر، فإن الدعوة وجهت إليه يوم الثلاثاء الماضي من واشنطن، وليس من السفارة الأميركية في القاهرة، وذكر فيها أن صحافياً إسرائيلياً سوف يحضر اللقاء، هو ناحوم برنبيع من صحيفة «يديعوت احرونوت»، وتم إبلاغ الجميع ليحددوا موقفهم.

وأفاد المصدر أن برنبيع جلس إلى جوار الصحافي السعودي جمال خاشقجي، رئيس تحرير صحيفة الوطن السعودية، حيث تجاذبا أطراف الحديث، ووجه إليه خاشقجي تساؤلاً حول السبب وراء حضور اللقاء، حيث إن خطاب اوباما موجه للعالمين العربي والإسلامي، فردّ عليه الصحافي الإسرائيلي«لا تنسَ أن المسلمين في إسرائيل يشكلون الأقلية الأولى بعد اليهود، وجئت هنا لكي أمثل المسلمين في إسرائيل».

وقال المصدر إن أوباما دخل إلى القاعة عقب خطابه مباشرة، وخرج جميع مساعديه من القاعة، تاركين له الحوار مع الصحافيين.

وتوجه مجدي الجلاد بسؤال لأوباما بدأه بالثناء المبالغ فيه على الخطاب الذي وصفه بالتاريخي والحكيم، واستفسر فيه عن آليات تنفيذ الأفكار التي جاءت في الخطاب، فأحاله أوباما إلى الخطاب المكتوب من جديد. وتوجه خاشقجي إلى أوباما بسؤال حول تفاصيل لقائه مع العاهل السعودي الملك عبدالله بن عبد العزيز ، فرد عليه بأن أشياء كثيرة لا يمكن الإفصاح عنها، إلا بالاتفاق مع الملك عبدالله نفسه.

وأكد فهمي هويدي «أن الدعوة التي جاءته خرجت من السفارة الأميركية في القاهرة، ولم يكن موضحاً فيها حضور أي صحافي إسرائيلي». وقال « اكتشفت بالمصادفة، وقبل التوجه إلى قاعة الاجتماع مع الرئيس، حضور ناحوم برنبيع، وهو ما أكدته لي صحافية ماليزية كانت تجلس إلى جواري في قاعة الاحتفالات الكبرى، وتشككت في صحة ما تقول، فأشارت إلى شخص يتبادل حديثاً ودياً مع جمال خاشقجي الصحافي السعودي، وقالت إنه الصحافي الإسرائيلي، مضيفة إنه يقيم في الفندق نفسه الذي تقيم فيه، وتعرفه جيداً».

وأضاف أنه أبلغ على الفور مسؤولة السفارة التي وجهت الدعوة إليه بأنه لا يقبل هذا الموقف ولا يرضاه لنفسه، طالباً الانسحاب بهدوء. وعندما حاولت المسؤولة الأميركية مراجعته، رد عليها بعنف قائلاً «حسب معلوماتي، فإن إسرائيل ليست من العالمين الإسلامي والعربي الذي جاء أوباما لمخاطبتهما وفتح جسور معهما».

وحول حضور مجدي الجلاد، وما إذا كان يعتبر ذلك نوعاً من التطبيع يخالف قرارات الجمعية العمومية لنقابة الصحافيين المصرية، قال عضو مجلس النقابة جمال عبدالرحيم «حتى لا نخلط الأمور، راجعت قرارات الجمعية العمومية الخاصة بالتطبيع مع الكيان الصهيوني، وهي تنص على حظر كل أشكال التطبيع المهني والشخصي والنقابي، ومنع إقامة أي علاقة مع المؤسسات الإعلامية الصهيونية والجهات والأشخاص، حتى يتم تحرير جميــع الأراضي العربية المحتلة. وتطلب الجمعية العمومية الالتزام الدقيــق بعدم التطبيع، وتكلـف الجمعية العمومية مجلس النقابة بوضع أسس المحاسبة والتأديب للمخالفين للقرار».

وحسب عبدالرحيم، فإن « شروط القرار لا تنطبق على مجدي الجلاد، لأنه لم يسعَ إلى التطبيع الشخصي أو المهني أو النقابي». وأضاف أن «الجلاد وضعته الظروف في الموقف من دون إرادة منه، وإن كنت أرى أنه كان عليه الانسحاب فور علمه بوجود الصحافي الإسرائيلي، مثلما فعل فهمي هويدي».

وقال خاشقجي في تعليق على ما حدث لجريدة «الوطن» « حضرت بصفتي الصحافية والمهنية، ومن العبث أن أضيع فرصة كهذه للقاء أوباما، لإجراء مقابلة مهمة معه». وأضاف أنه لا يرى في اللقاء الذي تم على هذا النحو أي تطبيع، وقال «لسنا هنا نمارس سياسة، نؤدي فقط عملنا الصحافي والإعلامي، ربما لو طلب منا إصدار بيان مشترك عن الصراع العربي الإسرائيلي، لتوقفت كثيراً، أما أن أتغيب عن اللقاء لمجرد حضور الصحافي الإسرائيلي، فهذا في تقديري ليس وارداً ، وليس عملاً مهنياً».

تويتر