خليفة وساركوزي يطلقان مرحلة جديدة من التعاون

خليفة بحث مع ساركوزي تطوير العلاقات بحضور محمد بن زايد. وام

أطلق صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، أمس، مع الفرنسي نيكولا ساركوزي، مرحلة جديدة من التعاون بين الإمارت وفرنسا، فيما دشن ساركوزي في ميناء أبوظبي «معسكر السلام البحري»، واعتبره «رسالة سلام إلى المنطقة بكاملها».

وتفصيلاً، عقد صاحب السمو رئيس الدولة جلسة مباحثات مع ساركوزي، بحضور الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة.

وبحث الرئيسان سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين في مختلف المجالات، خصوصاً السياسية والاقتصادية والعسكرية والثقافية والسياحية والاستثمارية والعلمية، والتي شهدت خلال السنوات الماضية تطوراً كبيراً، يعكس رغبة قيادتي البلدين في توسيع آفاق التعاون المشترك بينهما.

وأكد صاحب السمو رئيس الدولة خلال المباحثات حرص دولة الإمارات على تعزيز مجالات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين، منوهاً سموه بتطور ونمو العلاقات مع فرنسا، نتيجة الدعم والاهتمام البالغ من ساركوزي، مشيراً سموه في هذا الصدد إلى الزيارات المتبادلة للمسؤولين بين البلدين على مختلف المستويات، الأمر الذي فتح آفاقاً جديدة للتعاون والشراكة بين الإمارات وفرنسا في العديد من المجالات.

وقال سموه إن افتتاح «معسكر السلام البحري» في أبوظبي أمس يشكل مرحلة جديدة من التعاون بين البلدين في إطار معاهدة الدفاع المشترك التي تم توقيعها سابقاً، مؤكداً سموه أن المعسكر سيسهم في ترسيخ الأمن والاستقرار في هذه المنطقة الحيوية من العالم. وأشاد سموه بالتعاون الثقافي والعلمي بين الإمارات وفرنسا.

وأكد صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة أن زيارة ساركوزي والمحادثات التي تمت أمس تشكل خطوة مهمة في طريق تعزيز وتطوير علاقات الصداقة والتعاون المشترك بين البلدين، وستكون لها آثار إيجابية كبيرة في تحقيق مزيد من المصالح والأهداف المشتركة للشعبين الصديقين في مختلف المجالات.

وأشاد ساركوزي بالقيادة الحكيمة لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد، وما تتمتع به دولة الإمارات من صدقية عالية في علاقاتها، وتعاونها مع فرنسا. وتحتل مكانة مرموقة على الصعيد الدولي نتيجة سياستها المتزنة، والتي تؤكد أهمية العمل والمساهمة في تحقيق الأمن والاستقرار الدوليين. كما نوه بالتعاون الاقتصادي والثقافي والعلمي والتقني بين دولة الإمارات وفرنسا.

وقال إن هذا التعاون يشكل نموذجاً متميزاً، يبعث لدينا ولدى الشعب الفرنسي الكثير من الإعجاب بالتجربة الحديثة للإمارات وانفتاحها على الاقتصادات والثقافات والحضارات العالمية.

وقبل ذلك، دشن ساركوزي والفريق سمو الشيخ سيف بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية أمس، في ميناء أبوظبي،« معسكر السلام البحري»، بحضور سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية ووزير الخارجية الفرنسي برنارد كوشنير.

وأكد ساركوزي أن المعسكر يشكل رسالة سلام إلى المنطقة بكاملها، ويهدف في الأساس إلى المساهمة في تحقيق أمن واستقرار المنطقة، وتدريب القوات البحرية في دولة الإمارات، لتكون من ضمن القوات المتطورة على الصعيدين الإقليمي والعالمي. وقال إن تدشين المعسكر يعبر عن الثقة المتبادلة بين البلدين، منذ توقيعهما لاتفاقية الدفاع في العام ،1995 مؤكداً أن الحضور العسكري الفرنسي الدائم «ليس موجهاً ضد أحد».

وأضاف إن ذلك الحضور لم يتم إقراره بسبب ظروف معينه، واعتبره ترجمة لـ«التزام بلاده بالوقوف إلى جانب أصدقائها، حال استدعت الحاجة ذلك».

وأوضح الرئيس الفرنسي أن المعسكر يهدف إلى تأكيد الالتزام بتحقيق عهد جديد لعلاقات الشراكة، ليس بين الإمارات وفرنسا فحسب، بل ودول الشرق الأوسط.

وذكر أن المعسكر يتكون من قطاعات بحرية وجوية وأرضية للجيش الفرنسي، وتستطيع أن تجمع بسرعة 500 فرد، واعتبره شهادة عملية على رغبة بلاده في الوقوف إلى جانب الإمارات. وقال «يجب أن نكون مستعدين للوفاء بالتزاماتنا تجاه أصدقائنا، لمواجهة المخاطر المحدقة بهم»، مؤكدا أن المعسكر ليس بديلاً عن القاعدة العسكرية في جيبوتي، وإنما هو دليل على حيوية فرنسا وإظهار لقدرتها على مواجهة تحديات العالم المعاصر.

من ناحية أخرى، حث ساركوزي الدول النفطية على الاستعداد لمرحلة ما بعد عهد النفط، معتبراً السباق نحو الطاقة النووية السلمية وسيلة تساهم في خفض انبعاثات الغاز. وقال إن الأسعار المنخفضة لا تشجع على الاستثمار، لأنها تثير اضطرابات جديدة في أسواق الطاقة، وأن استقرار أسعار النفط شرط للاستثمارات المستقبلية، ودعا لمكافحة تذبذب الأسعار.

تويتر