المكسيك والولايات المتحدة تطمئنان و«الصحة العالمية» حذرة

قادمون من المكسيك في مطار باريس. أ.ف.ب

تبنت المكسيك والولايات المتحدة لهجة أكثر طمأنة أمس بشأن « أنفلونزا الخنازير» التي بدت أقل فتكاً مما كان متوقعاً، غير أن منظمة الصحة العالمية دعت إلى الحذر إزاء مخاطر تحول الفيروس وظهوره مجدداً.

وأعلن الرئيس المكسيكي فيليبي كالديرون إعادة فتح المتاجر والمطاعم اليوم في عاصمة بلاده مكسيكو، ما شكل مصدر ارتياح كبير لسكانها البالغ عددهم 20 مليون نسمة. ويتوقع أن تستأنف باقي الأنشطة تدريجياً اعتبارا من الغد في المدارس والمتاحف، بيد أن دور السينما والمسارح والمراقص ستظل مغلقة حتى إشعار آخر. وصرح كالديرون أن المكسيك التي تعد مركز وباء أنفلونزا الخنازير مع 776 إصابة «كانت في طليعة التصدي العالمي للفيروس الجديد»، وأن تحركها المسؤول أتاح إنقاذ آلاف الأرواح البشرية عبر العالم. وبحسب وزير الصحة خوسيه أنخيل كوردوفا، فإن الوباء في مرحلة تراجع في المكسيك.

وأحصت منظمة الصحة العالمية أمس 1419 حالة إصابة ب«أنفلونزا الخنازير» في 24 بلداً و30 وفاة، واحدة منها فقط خارج المكسيك في الولايات المتحدة. وقال مدير المراكز الاتحادية الأميركية لمراقبة الأمراض والوقاية منها، ريتشارد بيسير، إن الفيروس «لا يبدو أشد فتكاً من نوع من الأنفلونزا الموسمية التي تسبب سنوياً وفاة 36 ألف شخص في الولايات المتحدة». وأشار إلى مؤشرات مشجعة في الولايات المتحدة التي سجلت فيها 286 إصابة في 36 ولاية. ولاحتواء انتشار الفيروس، أغلقت 530 مدرسة أبوابها، وحرم 330 ألف تلميذ من الدراسة. واعتبرت وزيرة الصحة كاتلين سيبيليوس أن «الخطر يكمن في (احتمال) عودة الفيروس في الخريف في شكل أشد فتكاً».

وحذرت المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية مارغريت تشان من أن «أنفلونزا الخنازير» يمكن أن تتراجع قبل أن تعود للظهور بقوة لا سابق لها. وقالت لصحيفة فايننشال تايمز «إذا حصل ذلك فستكون أسوأ وباء يواجهه العالم في القرن الحادي والعشرين».

وطغت أخبار الفيروس «إيه» المسبب وباء أنفلونزا الخنازير الذي ينتهي بسلام في معظم الحالات على أخبار عن أمراض معدية أخرى تسبب موت ملايين الأشخاص كل سنة في العالم. فالأنفلونزا الموسمية تصيب بين 57 ألف شخص و96 ألفاً كل أسبوع في العالم، يموت منهم بين 4800 و،9600 بينما أصاب الفيروس الذي ظهر في المكسيك خلال عشرة أيام 1085 شخصاً في 21 بلداً ، توفي منهم 27 بينهم 26 في المكسيك، وواحد في الولايات المتحدة.

وقال الخبير في الأوبئة في جامعة ميريلاند شرق الولايات المتحدة، الطبيب جيمس ناتارو، لوكالة فرانس برس «هذا المرض يشبه أنفلونزا موسمية نمطية، وليس الوباء الذي انتشر في .1918 ويبقى عدد الإصابات والوفيات التي نسبت إلى الفيروس «إيه (إتش1 إن1)» ضئيلاً بالمقارنة مع ما يسجل كل سنة من إصابات بأنواع الأنفلونزا الموسمية»، مشيراً إلى أن الفيروس معتدل في قدرته على التسبب بالوفاة.
تويتر