رحمة يادي.. وزيرة فرنسا المحبوبة

رحمة يادي تتمتع بشعبية كبيرة. أرشيفية

طويلة، أنيقة مفوّهة، تبتسم ابتسامة عريضة، وترفع كتفيها في تواضع عندما لا تجد اجابة لسؤال ما، طلب منها الصحافيون أن توضح لهم سبب هذه الشعبية الطاغية التي تتمتع بها بعد عامين فقط من دخولها المعترك السياسي في فرنسا، هل كان ذلك بسبب جمالها الأخاذ؟ وايضاً كونها الوزيرة الوحيدة التي تعترض على تصرفات الرئيس الفرنسي ساركوزي؟. وتتساءل بلباقة، «هل هذا ما يقوله الناس عني؟». وتضيف «بأمانة لست أنا الشخص المناسب للإجابة عن تساؤلاتكم هذه، وبكل وضوح فإنه من قبيل الحظ أن يكون الشخص محبوباً بهذا الشكل، ومرة أخرى فإنكم كما تعلمون فالشعبية تأتي وتذهب، ولهذا لا أعيرها كثير اهتمام».

رحمة الله يادي البالغة من العمر 32 عاماً كانت تتحدث لمجموعة من الصحافيين الأجانب عن عملها أول وزيرة فرنسية لحقوق الإنسان، وعن تفاؤلها بمستقبل موطنها الأصلي إفريقيا، ومستقبلها السياسي الشخصي.

ووفقاً لآخر استفتاء للرأي جاءت يادي أكثر أعضاء الحكومة الفرنسية شعبية، ووفقاً لاستفتاء آخر تم تصنيفها الأكثر شعبية سياسياً بجانب الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك.

ولدت يادي في السنغال، وكانت في التاسعة من عمرها عندما رحلت إلى فرنسا، وكانت شخصية مغمورة إلى أن اختارها ساركوزي المتحدثة الرسمية لانتخاباته الرئاسية قبل عامين، ولم يسبق لها أن ترشحت لمركز سياسي أو عملت في وزارة قبل أن يتم تعيينها وزيرة دولة لحقوق الإنسان بالخارجية الفرنسية في مايو .2007

واختارها ساركوزي مثل وزيرة العدل رشيدة داتي لكسر الحاجز العنصري في السياسة الفرنسية، وبرهنت يادي خلال أدائها لعملها أنها أكثر استقلالية في التفكير عن داتي. وأشعلت غضب ساركوزي عندما انتقدت قراره دعوة الرئيس الليبي العقيد معمر القذافي لفرنسا العام الماضي. ورفضت أن يتم إرسالها لمنفى داخلي مثل داتي في البرلمان الأوروبي، ولهذا فإن شعبيتها جاءت انعكاساً لعدم شعبية ساركوزي.

ويعتقد حسادها من زملائها في الوزارة أن شعبيتها جاءت إليها في طبق من ذهب، وان وظيفتها تقتصر على إزعاج الحكومات الأجنبية «الوحشية» وأيضاً ساركوزي، ولا يستلزمها ذلك أي جهد أو تفكير مثلما يستلزم نظراءها الآخرين مجهود جبار لإصلاح الأمور في فرنسا.

ولعل ذلك يفسر ما ذهب اليه الفيلسوف باسكال بروكنز من ان الجمال المادي يغري الفرنسيين أكثر من أي شيء آخر، ويقول عن ذلك «إن نظراتها تعني شيئاً كبيراً»، ويضيف«انها هنا لتمثل ثورة الشباب والجمال ضد المؤسسات».

تويتر