«حماس»: لا اقتراح مصرياً بتأجيل تشكيل حكومة التوافق

عبدالله الأفرنجي لدى وصوله إلى قطاع غزة للقاء ممثلي «حماس». أ.ف.ب

وصل قياديان في حركة «فتح» أمس، إلى قطاع غزة بتكليف من الرئيس الفلسطيني محمود عباس، للقاء مسؤولين من حركة المقاومة الإسلامية (حماس) للبحث في امكانية التمهيد لجولة جديدة من الحوار الفلسطيني تعقد قبل نهاية الشهرالجاري في القاهرة. في الوقت الذي نفت فيه حركة «حماس» تلقيها اقتراحاً مصرياً بتأجيل تشكيل حكومة التوافق والتنسيق بين الحكومتين في غزة ورام الله.

وتفصيلاً، وصل القياديان في حركة «فتح» عبدالله الأفرنجي عضو اللجنة المركزية للحركة، ومروان عبدالحميد مستشار عباس لشؤون التنمية والإعمار، إلى غزة عبر معبر بيت حانون (ايريز) بتكليف من عباس.

وقال الأفرنجي للصحافيين لدى وصوله غزة، ان هدف زيارتهما «لقاء كل الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها الإخوة في حركة حماس، ومن اجل دعم الحوار الوطني وسبل اعادة الوحدة الوطنية، ومناقشة سبل اعادة الإعمار». وكان الأفرنجي قال في تصريح بثته وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية (وفا) ان هذه اللقاءات «تأتي لتعميق الحوار»، واضاف «نحن في اجواء حوارات تصب في خدمة حوار القاهرة لتشكل خطوة ايجابية ومهمة. نريد ان نستمع الى كل الإخوة في القطاع ولا نريد ان نعزل أنفسنا عما يحدث هناك». واكد المتحدث باسم «حماس» فوزي برهوم ان ممثلين عن حركته سيلتقون مع ممثلي عباس «لتهيئة الأجواء امام لقاءات مقبلة»، في اشارة الى الجولة المقبلة من الحوار الفلسطيني في القاهرة المتوقعة قبل نهاية ابريل الجاري.

وقال إن اللقاء يأتي ضمن ترتيب مسبق بين الطرفين وفي اطار مواصلة اللقاءات السابقة بينهما.

واوضح ان الهدف من هذه اللقاءات هو استكشاف المواقف وتذليل العقبات وتقريب وجهات النظر بين الطرفين، وتحديداً في القضايا والموضوعات التي بقيت عالقة ولم يتم التوافق عليها في اللقاءات السابقة.

وشدد برهوم على تعزيز اللقاءات بين «فتح» و«حماس» لكسر الجمود والجليد الذي حصل بين الحركتين، مؤكداً ضرورة استمرارها والتقاط كل المؤشرات الإيجابية والبناء عليها.

من جهته، قال القيادي في «حماس» اسماعيل رضوان انه «ليس وارداً في اجندة (حماس) تشكيل اي حكومة يلتزم برنامجها السياسي بشروط (اللجنة الدولية) الرباعية او يعترف بإسرائيل دولة شرعية على ارض فلسطين».

وكانت «حماس» اتهمت حركة فتح بتبني مواقف متشددة خلال جولة الحوار التي جرت بينهما الأسبوع الماضي في القاهرة، وانتهت من دون تحقيق اي تقدم بشأن القضايا الخلافية، خصوصاً برنامج حكومة التوافق الوطني التي يفترض الاتفاق على تشكيله.

كما نفت «حماس» تلقيها اقتراحاً مصرياً خلال جولة الحوار الوطني الفلسطيني الاخيرة في القاهرة يقضي بتأجيل تشكيل حكومة التوافق والتنسيق بين الحكومتين في غزة ورام الله.

وقال المتحدث باسم الحكومة المقالة طاهر النونو «لا نناقش مقترحات عبر وسائل الإعلام، جدول أعمال الحوار في القاهرة كان واضحاً وتضمن تشكيل حكومة توافق وطني». وكان مسؤول فلسطيني رفيع قال في القاهرة لـ«فرانس برس» أمس، ان مصر اقترحت خلال جولة الحوار الوطني الفلسطيني الأخيرة تأجيل تشكيل حكومة التوافق الوطني والتنسيق بين حكومتي غزة ورام الله مع مواصلة العمل على توحيد المؤسسات الفلسطينية.

وقال النونو «موقفنا وموقف كل فصائل المقاومة اننا لن نقبل بالشروط الظالمة التي تفرضها الللجنة الرباعية».

وفي ما يتعلق بإعادة الإعمار قال النونو «نحن ضد تسييس عملية الإعمار»، مؤكداً انه «لابد من مراعاة اوضاع المواطنين وحصر الاموال (الممنوحة للإعمار) باتفاق (في الحوار الفلسطيني - الفلسطيني) هو تسييس لعملية الإعمار». وشدد على انه يتوجب وصول الأموال للمواطنين بغض النظر عن الحكومة الموجودة في غزة، مؤكداً ان الحكومة في رام الله «ليست ذات صلة».

 أهتيساري يدعو الغرب للحوار مع «حماس»
قال الفائز بجائزة نوبل للسلام مارتي أهتيساري انه يتعين اشراك حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في المحادثات لإنهاء الصراع الاسرائيلي الفلسطيني وان استبعاد الحركة «تصرف خطير وعقيم».

وأضاف في مقابلة مع رويترز «أعتقد أن علينا ان نبدأ في التحدث إلى (حماس)، لا يمكنك ان تمحو اولئك الذين لديهم النفوذ، عليك ان تتحدث الى اولئك الذين يمثلون شعبهم سواء كانت آراؤهم تروق أو لا تروق لك». وأكد انه ينبغي على حركتي «فتح» و«حماس» ان «تعملا معاً، وان تشكلا جبهة متحدة لإنهاء صراعهما على السلطة».

واشار الى انه من غير الواقعي ان يطالب الغرب «حماس» بأن تعترف بإسرائيل وأن تنبذ العنف وأن تحترم اتفاقات السلام السابقة شرطاً لأن يتعامل معها. وقال «اذا استبعدت (حماس) فذلك سيكون شيئاً خطيراً»، واضاف «لا أظن انه يمكن للمرء ان يقيم السلام اذا حاول محو اولئك الذين يحظون بتأييد السكان». وسئل اهتيساري ان كان رئيس الوزراء الاسرائيلي اليميني بنيامين نتنياهو يمكنه ان يقيم السلام مع الفلسطينيين، فأصدر ضحكة خافتة، وقال «ماذا عن السيد نيكسون والسيد كيسنجر والصين؟»، وأنهى الرئيس الاميركي الأسبق ريتشارد نيكسون ووزير خارجيته هنري كيسنجر سياسة لعزل الصين اتبعتها اميركا على مدى ربع قرن عندما زارا بكين في .1972 وقال اهتيساري «انا لا اقول ان نتنياهو هو نيكسون لكن ـ فقط على سبيل المقارنة ـ فإن من الحمق ان نقول إن هذه الحكومة لا يمكنها ان تفعل شيئاً».

وفاز اهتيساري الذي كان رئيساً لفنلندا من 1994 الى ،2000 بجائزة نوبل للسلام العام الماضي عن المساعدة في تحقيق السلام في اماكن شتى منها كوسوفو وناميبيا واقليم اتشيه في اندونيسيا.
واشنطن ــ رويترز

تويتر