كلينتون أنقذ حياة مشعل

غلاف الكتاب.

بعد ان عمل مراسلاً لصحيفة «سيدني مورنينغ هيرالد» الأسترالية لوقت طويل وألّف ثلاثة كتب عن الشرق الاوسط قام الصحافي الاسترالي بول ماكجيو بوضع كتاب عن المحاولة الفاشلة التي قامت بها المخابرات الاسرائيلية «الموساد» لقتل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل في 25 سبتمبر عام .1997

ويتحدث الكاتب عن بدايات تأسيس حركة المقاومة الإسلامية (حماس) وكيف ان الاسرائيليين غضوا الطرف عنها اثناء تشكلها ظناً منهم بأنها يمكن ان تحل مكان منظمة التحرير الفلسطينية، ولكن نتائج ذلك جاءت بعكس ما ارادته اسرائيل. اذ إن الحركة باتت العدو الرئيس لاسرائيل التي قامت بقتل عدد كبير من قادة الحركة، الا ان محاولة قتل مشعل (53 عاماً)، باءت بالفشل الذريع. وعندما انقض عميلي الموساد على مشعل لدى نزوله من سيارته ودخوله الى مكتبه في عمان الساعة الـ10 صباحا، بادر حرسه الخاص الى مساعدته والاشتباك مع الجاسوسين اللذين لاذا بالفرار. ولكن مشعل شعر بضجيج عند اذنه، ولم يعرف ما الذي حدث. وتمكن الحراس من اعتقال الجاسوسين اللذين كانا متخفيين بهوية سائحين كنديين، واقتيدا الى الشرطة الأردنية. واتصل مشعل بمراسلة وكالة الأنباء الفرنسية في عمان رندا حبيب، وأبلغها بما حدث فقامت بدورها بنشر الخبر في جميع انحاء العالم، ولكن مشعل وقع في غيبوبة بتأثير السم. وشعر العاهل الأردني الراحل الملك حسين بالغضب عندما علم بالعملية، وهو لم يكن على اتفاق بطبيعة الحال برئيس الوزراء في حينه بنيامين نتنياهو، واتصل برئيس الولايات المتحدة في ذلك الوقت بيل كلينتون الذي كان غاضباً ايضاً من نتنياهو ولا يرد على مكالماته، وارسل نتنياهو رئيس الموساد داني ياتوم الى الملك حسين لاسترضائه. وأثناء مقابلته الملك اكد ياتوم ان جهازه وراء العملية، وقال جازما «نعم نحن من فعلها، وهو سيموت في غضون 24 ساعة. وقد حقناه بمواد كيميائية سامة، وليس هناك اي شيء يمكن فعله لانقاذه».

وكان الملك حسين غاضباً لأن مثل عملية الاغتيال هذه يمكن ان تقوض اتفاقية السلام بين البلدين بسهولة، ونظراً الى ان وكالة الانباء الفرنسية قد نشرت النبأ يعرف الجميع الآن من المسؤول عن العملية، وكان مستشار الملك قد صرخ في ياتوم قائلاً «لقد عرضتم كل شيء للخطر بفعلتكم»، ويورد الكاتب مسألة اخرى أثارت غضب الملك، اذ ان جيران الملك من الدول الأخرى الذين لم يرضوا عن علاقات الملك مع اسرائيل والولايات المتحدة يمكن ان يثيروا له الكثير من المتاعب، الأمر الذي جعله يعتقد بأن مستقبله السياسي يعتمد على بقاء خالد مشعل حياً. وانتهى الأمر حسبما يقول الكاتب بتدخل كلينتون الذي تمكن عن طريق مساعديه ان يجبر اسرائيل على ارسال الترياق المناسب لعلاج مشعل.

ويقول الكاتب باعتباري مراسلاً صحافياً قمت بتغطية الكثير من اخبار حماس خلال سنوات، وكان من الصعب دائماً تحديد مدى نفوذ مشعل في الحركة. ولكن تعلمياته بضرب اسرائيل كانت مطاعة دائماً وسط شبان الحركة في غزة، ولكن البعض كان يعتقد انه نظراً لوجوده في المنفى لم يكن يسيطر على قضايا الحياة اليومية في غزة، ولكن الكاتب يقول إن مشعل يسيطر تماما على كل شيء في غزة ويورد حادثة شهدها، بينما كان في مقر اقامة مشعل يشاهد الجزيرة معه، وأثناء قيام قوات حماس بضرب تظاهرة قام بها اعضاء من فتح بعد سيطرة حماس على غزة، اتصل مشعل مع قادة حماس وطلب منهم التخفيف في تعاملهم مع الفتحاويين.

تويتر