البشير يتحدى «الجنائية الدولية» ويزور إريتريا

البشير أظهر في زيارته أسمرة توجهاً واضحاً لتحدي المحكمة الجنائية. ا.ب

قام الرئيس السوداني عمر البشير أمس بزيارة إريتريا ، هي الزيارة الرسمية الأولى له إلى خارج بلاده منذ إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة توقيف بحقه، وأظهرت الخطوة توجه البشير الواضح في تحدي المحكمة، فيما اعتبرت أسمرة قرار المحكمة مسرحية للتآمر وإهانة لذكاء البلدان الافريقية.

وتفصيلا، فاجأ البشير أمس السودانيين قبل المجتمع الدولي عندما زار أسمرة تلبية لدعوة من نظيره الإريتري أسياس أفورقي.

وقال وزير الاعلام الإريتري الناطق باسم الحكومة علي عبده أن زيارة البشير عادية جدا بين رئيسين، وأن البشير يلبي دعوة أفورقي له في 11 مارس للإعراب عن تضامنه مع البشير، بعد سبعة أيام من إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق الرئيس السوداني، بعد اتهامه بارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في إقليم دارفور غرب السودان.

وقالت الحكومة الإريترية في دعوتها إن «المسرحية التي تقوم بإعدادها ما يسمى المحكمة الجنائية الدولية تظهر بوضوح موقفا معاديا للناس، ومؤامرة تقوم بها قوى خارجية». وأضاف عبده أن إريتريا تعتبر أن قرار المحكمة الجنائية الدولية غير مسؤول ويشكل إهانة لذكاء البلدان الافريقية.

ومثل السودان، تتسم العلاقات بين اريتريا والدول الغربية، خصوصا الولايات المتحدة بالفتور.

ودانت دول عربية والصين الحليف الرئيس للسودان قرار المحكمة الجنائية الدولية ودعت إلى تعليق المذكرة.

ويواجه البشير خمسة اتهامات بالجرائم ضد الإنسانية واتهامين بارتكاب جرائم حرب. كما أنه أول رئيس يتم إصدار مذكرة اعتقال بحقه في أثناء فترة حكمه، ولم يتم الإعلان عن زيارة البشير إلى إريتريا في وسائل الإعلام السودانية، حتى أن مقربين منه في الحكومة لم يكونوا على اطلاع على خططه للسفر.

وقال مسؤول في وزارة الخارجية السودانية «لا أعرف شيئا عن هذه» الزيارة.

وتعد مغادرة البشير السودان في الوقت الراهن من الأمور غير المتوقعة، خصوصا في ظل تصاعد الرفض الشعبي لسفره وصدور فتوى دينية من مجلس الإفتاء بعدم جواز مغادرته البلاد في ظل تداعيات إجراءات «الجنائية الدولية».

ولم تحسم السلطات السودانية حتى الآن مسألة مشاركة البشير في مؤتمر القمة العربية في الدوحة، وقالت إن الموضوع يخضع لدراسة متأنية من لجنة تم تشكيلها لهذا الغرض. وأبلغت مصادر في الحزب الحاكم في السودان وكالة الأنباء الكويتية (كونا) إن اجتماعا مهما سيعقد اليوم لاتخاذ قرار نهائي بشأن سفر البشير للمشاركة في القمة العربية. وبالإضافة إلى احتمال اعتقاله في قطر، يخشى مسؤولون في السودان اعتراض دول أخرى الطائرة الرئاسية التي تقل البشير فور خروجه من المجال الجوي السوداني. وقال معلقون سودانيون أن الدعوات بعدم سفر البشير تحفظ له ماء الوجه في مواجهة احتمال اعتقاله.

في السياق نفسه، قال وكيل وزارة الخارجية السودانية مطرف صديق «إذا كنا شعرنا بأي خطر، ما كنا سمحنا له بالسفر، لكننا شعرنا أنه في أمان». وأضاف « عندما يتكرر هذا الظرف (السفر للخارج) سنقيّم الوضع على أساس حالة بحالة.

وكانت هيئة علماء السودان أصدرت فتوى، أول من أمس، تؤكد «عدم جواز» توجه البشير الى الدوحة لحضور القمة العربية في 29 و30 الجاري، خوفا من «كيد الأعداء، ولتفويت الفرصة عليهم».

ولا توجد شرطة تابعة للمحكمة الجنائية الدولية، وبالتالي فإنها تدعو الدول الموقعة على اتفاقية تأسيس المحكمة إلى تطبيق المذكرات الصادرة عنها. ولم تصادق إريتريا على ميثاق روما الذي أنشئت المحكمة على أساسه، على الرغم من أنها مدعوة بصفتها إحدى الدول الأعضاء في الأمم المتحدة إلى التعاون مع المحكمة.

تويتر