الغربيون يواجهــون «تهديداً مزدوجـــــاً» في اليمـــــن

على السياح الراغبين بالذهاب إلى خارج صنعاء الحصول على إذن مسبق من السلطات. أرشيفية ــ أ.ف.ب

لا شك في أن أتباع تنظيم القاعدة أكثر عددا حاليا من السياح في منطقة مأرب، العاصمة التاريخية لمملكة سبأ، وأبرز المواقع السياحية في اليمن.

وعلى طول الطريق بين صنعاء ومأرب (170 كيلومترا شرقا)، نشرت السلطات 17 حاجزا أمنيا، وهو أمر يعطي صورة عن الوضع الأمني المعقد على امتداد اليمن .

وعلى السياح الغربيين الراغبين بالذهاب إلى مناطق خارج صنعاء الحصول على إذن مسبق من السلطات، وأن يحظوا بمرافقين من قوى الأمن أو الجيش، بسبب تهديدين أساسيين: إمكانية تنفيذ تنظيم القاعدة هجوما على السياح، وخطر الاختطاف على يد أبناء القبائل.

وحتى في صنعاء، تبدو المخاوف والتدابير الأمنية واضحة، فبعد الهجوم الذي نفذ بسيارتين مفخختين ضد السفارة الأميركية في سبتمبر الماضي، وأسفر عن مقتل 19 شخصا بينهم سبعة مهاجمين، أقدمت سفارات غربية على بناء جدران مقاومة للانفجارات بارتفاع خمسة أمتار لحماية مبانيها. ومن أبرز نتائج تراجع الوضع الأمني في اليمن أيضا القرار الذي اتخذته في إبريل الماضي مجموعة توتال الفرنسية النفطية التي تشارك في مشروع ضخم لإنتاج الغاز الطبيعي المسال، إذ طلبت الشركة إجلاء عائلات موظفيها العاملين في اليمن، وهم نحو 30 عائلة.

وفي يوليو الماضي، أعلنت الحكومة الفرنسية إغلاق المدرسة الفرنسية الصغيرة في اليمن، واستدعت العائلات كتدبير احترازي . وقال رئيس الشركة اليمنية للغاز المسال، الفرنسي جويل فور، تعقيبا على هذه القرارات «كان هناك تراكم للأمور».

وفي يناير العام الماضي، قتلت سائحتان بلجيكيتان وسائقهما اليمني في شرق البلاد بهجوم تبناه الفرع المحلي لتنظيم القاعدة . وبعد شهرين، تعرضت السفارة الأميركية لهجوم أول بقذائف هاون، إلا أن القذائف أخطأت الهدف وأصابت مدرسة للبنات، وأسفرت عن مقتل شخصين. وفي إبريل، تعرض مجمع سكني يقطنه خبراء أميركيون في صنعاء لهجوم بالقذائف الصاروخية، ونجت السفارة الإيطالية من هجوم بالمتفجرات، فنقلت مقرها إلى حي أقل خطورة .

وأفاد فور بأن الوضع «استقر» منذ ذلك الحين، على الرغم من الهجوم الثاني على السفارة الأميركية، وأوضح إن قرار تسفير العائلات وإغلاق المدرسة يمكن أن يعاد النظر فيه.

وذكر دبلوماسي أجنبي يعمل في صنعاء إن «بعضهم يضع كابول وبغداد وصنعاء في سلة واحدة، لكن التوصيف ليس دقيقا، علينا مقاربة الأمر بواقعية». إلا أن أعداد السياح الغربيين ما انفكت تتضاءل، وعمليات الخطف المتعددة التي شهدتها المناطق القبلية، وحتى صنعاء نفسها، تشكل عوامل رادعة بالنسبة للسياح الراغبين في زيارة اليمن.

تويتر