اتفاق واشنطن مع دمشق يخدم السلام

مــن الواضح أن الإدارة الأميركية الجديدة تدير ظهرها لسياسة الرئيس السابق جورج بوش، من خلال تغيير استراتيجيتها وترتيب أولوياتها في الشرق الأوسط.

ولعل الخطوات التي قامت بها الولايات المتحدة تجاه سوريا خير دليل على التغيير الجذري في التعاطي مع دولة كانت في عهد بوش في مجموعة «الداعمين للإرهاب». وحاول الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إقناع بوش بضرورة الحوار مع دمشق، إلا أن التيار المتشدد في إدارة الأخير حال دون كسر حاجز التوتر بين البلدين.

وقد جعل العدوان الأخير على غزة أي تقارب ما بين اسرائيل والفلسطينيين أمرا غير محتمل في الوقت الحالي . وفي هذه الحالة، من المهم إجراء محادثات سلام مع سورية، وهذا الأمر قد يعطي الطاقة لعملية صنع السلام، ما سيقود إلى اتفاقية سلام واسعة في الشرق الأوسط. وعلى الرغم من أن سورية واسرائيل تتنافسان الآن على النفوذ في المنطقة، إلا أنهما لم تستخدما أي قوة عسكرية منذ عام .1974

وفي ،1981 احتل الإسرائيليون هضبة الجولان، العمل الذي لاقى إدانة المجتمع الدولي. وخلال الوساطة الأميركية في محادثات السلام، وافق رئيس الوزراء الإسرائيلي وقتها إيهود باراك على الانسحاب من الجولان كجزء من اتفاقية سلام أمنية شاملة. وسحب باراك هذا العرض بسبب عدم الاتفاق مع سورية حول الوصول إلى بحيرة طبريا.

وذهب رئيس الأركان الإسرائيلي، موشيه يعلون، في ،2004 إلى حد القول إنه بإمكان جيش الحرب الإسرائيلي الدفاع عن إسرائيل من دون الحاجة الى مرتفعات الجولان. وكانت تلك فرصة سلام ضائعة.

والحقيقة أن ثمة فوائد واضحة لكل من تل أبيب ودمشق في التوصل الى اتفاقية سلام، فسورية بحاجة ماسة إلى التطوير الاقتصادي، والاتفاقية مع اسرائيل حول مرتفعات الجولان يمكن أن تقلل من حاجاتها العسكرية الكبيرة. كما أن إسرائيل يمكن أن تصل إلى سلام مع خصم مهم، وهي خطوة يمكن أن تؤدي إلى سلام رسمي مع لبنان.

والسلام مع سورية لا يعني التخلي عن القضية الفلسطينية التي تبقى أساس عملية السلام في الشرق الأوسط. لكن السلام مع سورية خطوة أولى مهمة ستؤدي إلى تغيير كامل في ديناميكية العملية السلمية أكثر مما هي عليه الآن .

تويتر