مؤتمر إعمار غزة يجمع 4 مليارات دولار ترفض «حماس» استثمارها سياسياً

مؤتمر إعمار غزة يقرر تسليم جميع المساعدات إلى السلطة الفلسطينية وتجاهل حركة »حماس«. إي.بي.إيه

ساركوزي يتمسك بإطلاق شاليت

قال الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس، في كلمته أمام مؤتمر إعادة اعمار غزة في شرم الشيخ، أن إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت المحتجز منذ يوينو 2006 في غزة أولوية بالنسبة لفرنسا، باعتباره مواطنا فرنسيا، ولا تقبل أبدا أن تتعرض حياته للخطر . واعتبر أن اتفاقا بشأن الافراج عنه ممكن، معربا عن أمله أن يتم ذلك في أسرع وقت.

وأضاف« أقول للدول التي تربطها صلات بحماس (حركة المقاومة الإسلامية) إنها تتحمل مسؤولية خاصة في المطالبة بأن تنضم إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي يمكن لتحركه من أجل السلام وتحركه وحده ان يأتي بنتائج». وأوضح «وأقول أخيرا لكل القادة الفلسطينيين: إذا كنتم تريدون أن تكونوا محاورين شرعيين، عليكم أن تقبلوا بأن لا طريق أخرى إلى إنشاء دولة فلسطينية إلا أن تمضوا بعزم في البحث عن تسوية سياسية، وبالتالي في حوار مع إسرائيل على قاعدة ما تم إنجازه في المفاوضات السابقة».

وعقب أول اجتماع له مع وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون، قال ساركوزي إنه مقتنع بأن الولايات المتحدة تشاركه رغبته في تسريع الاستحقاقات.
 

دعا مؤتمر إعادة إعمار غزة في منتجع شرم الشيخ المصري أمس إلى تسوية سياسية للقضية الفلسطينية وفتح معابر القطاع ومصالحة وطنية فلسطينية.

وتعهد المانحون الدوليون بتقديم اكثر من اربعة مليارات دولار على الأقل لمساعدة الاقتصاد الفلسطيني وإعمار غزة، على الرغم من تجاهلهم لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» التي رحبت بأي جهد عربي أو دولي لإعادة إعمار غزة، لكنها رفضت أي «استثمار سياسي» له.

وتفصيلاً، شاركت وفود من 87 دولة ومنظمة مالية في المؤتمر الدولي الذي دعت إليه مصر عقب نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة.

وحذر الرئيس المصري حسني مبارك من أن الشعب الفلسطيني والعالمين العربي والاسلامي لا يحتملون المزيد من انتظار سلام لا يجيء، ومن أن الوضع في الشرق الأوسط أصبح منذراً بالخطر والانفجار أكثر من اي وقت مضى.

ودعا مبارك الإدارة الأميركية الجديدة إلى تفعيل تحرك اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط . وأعرب عن أسفه لتراجع إسرائيل عن موقفها من التهدئة وربطها إياها بالإفراج عن الجندي الإسرائيلي الأسير في غزة جلعاد شاليت، لكنه أكد أن بلاده ستواصل جهودها لتعديل موقف الدولة العبرية .

ودعا مبارك إلى فتح المعابر إلى قطاع غزة أمام مستلزمات البناء وإعادة الإعمار ، وقال « إغلاق المعابر يعيدنا إلى المربع الأول، ويضع عملية إعادة الإعمار في مهب الريح».

وطالب الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون كذلك بفتح المعابر، معتبرا أنه الهدف الأول الذي لا غنى عنه. وقال «لا يمكن السماح (باستمرار) الوضع عند نقاط العبور على ما هو عليه»، مؤكداً أن موظفي الإغاثة الإنسانية لا يمكنهم الدخول إلى غزة بعد ستة أسابيع من انتهاء حرب غزة.

وتابع أن السلع الأساسية غير مسموح لها بالدخول إلى غزة، غير أنه شدد على ضرورة التأكد من عدم تهريب أسلحة إلى القطاع. ودعا كي مون كذلك إلى مصالحة فلسطينية، مع تأييده جهود السلطة الفلسطينية وقيادتها من أجل إعادة إعمار غزة.

وشددت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون على أن المساعدات الأميركية إلى غزة لا يمكن فصلها عن عملية السلام. وقالت «استجابتنا للأزمة اليوم لا يمكن فصلها عن جهودنا الأوسع من أجل الوصول إلى سلام شامل».

وأضافت «نسعى كذلك من خلال منحنا مساعدات لغزة إلى تعزيز الشروط التي ينبغي توافرها من أجل التوصل إلى إقامة دولة فلسطينية».

وأعلنت الولايات المتحدة إنها ستقدم مساعدات إجمالية للفلسطينيين، قيمتها 900 مليون دولار، منها 300 مليون فقط ستذهب مباشرة إلى غزة، وستخصص بقية الأموال للسلطة. وأكدت أنها حصلت على ضمانات من الرئيس محمود عباس بألا تذهب المساعدات إلى «حماس» التي تضعها واشنطن على قائمة المنظمات الإرهابية .

و أكد عباس أن جهود إعادة إعمار غزة ستبقى «مهددة في ظل غياب الحل السياسي». وشدد متوجها إلى القادة المشاركين في المؤتمر الذي تنظمه مصر والنرويج، على الحاجة الماسة لتحقيق تقدم جوهري نحو الحل العادل، داعيا «قبل كل شيء إلى وقف جميع النشاطات الاستيطانية وخروج قوات الاحتلال الاسرائيلي إلى خطوط 28 سبتمبر 2000»، أي ما قبل انطلاق الانتفاضة الثانية.

وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبوالغيط أن المشاركين في المؤتمر وعدوا بتقديم أربعة مليارات و481 مليون دولار للفلسطينيين.

وقال«جمعنا اربعة مليارات و481 مليون دولار، تضاف الى تعهدات سابقة، فيبلغ إجمالي المبلغ خمسة مليارات و200 مليون دولار».

وكان ابوالغيط يشير على الأرجح الى تعهدات سابقة اعلنتها دول عربية خلال قمة الكويت للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، في النصف الثاني من يناير الماضي.

وتحتاج خطة إعادة الإعمار التي أعدتها السلطة إلى 2.8 مليار دولار على الأقل. وسبق للسعودية أن أعلنت التبرع بمليار دولار وقطر بـ 250 مليون دولار.

في السياق نفسه، رحبت حركة «حماس» بأي جهد عربي أو دولي لإعادة إعمار غزة، لكنها رفضت أي استثمار سياسي له.

وقال المتحدث باسم الحركة، فوزي برهوم، في مؤتمر صحافي في غزة، إن حركته ترحب بأي جهد عربي أو دولي من أجل أن يأتي بخير لغزة ولإعادة إعمارها. وأكد رفض حماس لأي استثمار سياسي لعملية إعمار ما دمره الاحتلال في غزة على حساب الشعب الفلسطيني وحقوقه الوطنية، مشددا على أن إعادة إعمار غزة «عملية إنسانية وأخلاقية».

وحمّل برهوم إسرائيل المسؤولية الأولى والأخيرة عن كل ما جرى من عدوان ودمار وقتل ومجازر في قطاع غزة، وأوضح أن تجاوز الشرعية الفلسطينية القائمة في قطاع غزة، في إشارة إلى الحكومة المقالة التي تديرها حماس، هو سير في اتجاه العنوان الخطأ، وعمل من قبيل إعاقة الإعمار مع سبق الإصرار.

تويتر