استبعاد تورّط «المنظمات المعروفة» في اعتداء القاهرة
اعتداء حي الحسين القاهري جدد المخاوف من عودة شبح الإرهاب. أرشيفية - أي.بي. إيه
توقع محللون أن يكون الاعتداء الذي أسفر عن مقتل فتاة فرنسية الأحد الماضي في حي الحسين في القاهرة وإصابة 24 شخصا عملاً بسيطاً محدود الخلفية، واستبعدوا أن يكون الاعتداء على صلة بأحداث غزة الأخيرة.
وأعلنت الشرطة المصرية توقيف ثلاثة مشتبه بهم في الاعتداء الذي وقع قرب خان الخليلي، وأدى إلى مقتل فرنسية في السابعة عشرة من العمر، وإصابة 24 سائحاً بجروح، معظمهم فرنسيون، من دون أن تعلن أي جهة مسؤوليتها عنه.
ولم يكشف عن توجيه أي تهمة إلى المشتبه بهم الذين أوقفوا في موقع الاعتداء في الحسين، بعيد انفجار عبوة يدوية الصنع، أفادت الشرطة بأنها وضعت تحت مقعد حجري، فيما قال شهود إنها ألقيت هناك.
وذكرت صحيفة «الأهرام» الحكومية المصرية أمس إن الأجهزة الأمنية المصرية تعتقد أن مدبري الهجوم عناصر في خلية إسلامية متشددة. وكتبت إن الهجوم كان «عملية فردية نفذتها وخططت لها مجموعة من ثلاثة أو أربعة أشخاص ممن يعتنقون أفكاراً متطرفة».
وأضافت أن «كل الدلائل التي تجمعت لدى أجهزة الأمن تؤكد أن مدبري الجريمة لا ينتمون لأي من التنظيمات المتطرفة المعروفة التي انخرط أفرادها في المجتمع بعد تصحيح أفكارهم».
وقال الخبير في الحركات الاسلامية المتشددة، ضياء رشوان، « التحقيق سيحدد ذلك، لكن يبدو أنه عمل بدائي استهدف سياحا أجانب أكثر مما استهدف فرنسيين تحديداً».
وقال الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية عمر الشوبكي «يكشف هذا العمل عن تململ اجتماعي وسياسي، لكنه يبدو من فعل فرد أو مجموعة معزولة للغاية». وأضاف « أسوأ فترة كانت في السبعينات، وامتدت حتى مجزرة قضى فيها 57 سائحاً عام 1997 في الأقصر، وتميزت بنشاط مجموعتين، هما الجهاد والجماعة الإسلامية». ونفذت المجموعتان الاسلاميتان اعتداءات دامية، مطلقة دوامة عنف أدت إلى سقوط 1300 قتيل في التسعينات.
وتعرض ناشطو المجموعتين لقمع شديد، فقتل بعضهم أو سجن، وانتقل عدد منهم إلى المنفى، ليشكلوا هيكلية تنظيم القاعدة، وبينهم المصري أيمن الظواهري مؤسس حركة الجهاد والذي أصبح المسؤول الثاني في القاعدة.
وأعلنت الجماعة الإسلامية التخلي عن العنف، وأطلق سراح مئات من أعضائها، ونددت باعتداء الأحد، وسارعت جماعة «الإخوان المسلمين»، كبرى قوى المعارضة، إلى التنديد به.
وقال الشوبكي إن موجة ثانية من الاعتداءات جرت بين 2004 و2006 ونفذتها مجموعات أقل تنظيماً أو خلايا معزولة، ومنها ثلاثة اعتداءات دامية في سيناء واعتداء فيالقاهرة.
واوضح «وصلنا إلى هذا الوضع، على خلفية إحباط اقتصادي واجتماعي» ، محذراً من أن المواقع الاسلامية «يمكنها زرع بذورها في هذه التربة الخصبة للعنف الفردي».
ورأى رشوان أن اعتداء الأحد «قريب من حيث طريقة تنفيذه والموقع الذي تم استهدافه» من الاعتداء الذي نفذه انتحاري فجر نفسه قبل الأوان عام 2005 في القاهرة، فقتل فرنسيين واميركياً.
وقال «كان ذلك الاعتداء من فعل خلية عائلية، ولن أفاجأ بأن يكون هناك رابط بين الهجومين»، مستبعداً أي علاقة بالحرب على غزة، وبموقف مصر الذي انتقدته حركات إسلامية في العالم العربي وإيران. ولم يستبعد المدير السابق لجهاز أمن الدولة اللواء فؤاد علام أن يكون اعتداء الأحد «فاتحة لموجة إرهاب جديدة في مصر» تغذيها الأزمة المالية والظروف الاقليمية.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news