تقدم الأحزاب العربية يقويها أمام اليمـــــــين الإسرائيلي

اعتبرت الأحزاب العربية في فلسطين المحتلة في 1948 أن النتائج التي احرزتها في انتخابات البرلمان الإسرائيلي «الكنيست» الأخيرة، على الرغم من حملة التحريض التي قادها اليمين الإسرائيلي ضدها، مؤشر إيجابي، وثمنت عالياً النضال الديمقراطي العربي لمواجهة السياسات العنصرية ضد فلسطينيي الداخل.

وزادت أصوات الناخبين للمرشحين العرب بنحو 60 ألف صوت في الانتخابات الأخيرة، بينما انخفضت نسبة التصويت للأحزاب الإسرائيلية في الوسط العربي من 27٪ إلى 7٪. وازداد عدد الأعضاء العرب في الكنيست عضوا برلمانيا عربيا جديدا، حيث حصلت القوائم العربية على 11 مقعدا من أصل 120 مقعدا هي مقاعد الكنيست، بينما حصلت في انتخابات 2006 على 10 مقاعد.

تحديات

وقال رئيس قائمة التجمع الوطني الديمقراطي في الكنيست، النائب جمال زحالقة، لـ«الإمارات اليوم» في اتصال هاتفي، «مررنا بتحديات صعبة منذ العامين السابقين، خصوصاً ما قبل الانتخابات الأخيرة، وتعرضنا لملاحقة سياسية وحملات تحريض بلغت أوجها في استهداف مؤسس حزب التجمع الوطني، والحركة الوطنية في أراضي الـ 48 الدكتور عزمي بشارة، وظن الإسرائيليون أن استهدافه سيؤدي إلى انهيار الأحزاب العربية، ولكن انقلب السحر على الساحر».

وتابع « حصلنا على نسبة تصويت عالية مقارنة بالمرات السابقة، وحزنا ثقة الجمهور العربي، فالمقاعد الثلاثة التي حصل عليها التجمع في ظروف محاصرة كاملة له، تعني أكثر بكثير من الرقم ثلاثة، حصلنا على 83 ألف صوت، بينما في انتخابات عام 2006 حصلنا على 72 ألف صوت».

وبين أن هذه الزيادة في نسبة التصويت لجميع القوائم العربية أتت رداً على زعيم حزب «إسرائيل بيتنا»، أفيغدور ليبرمان وأمثاله، بأن العرب في أراضي الـ 48 أصحاب مشروع دولة المواطن العربي الفلسطيني لمناهضة الصهيونية، وتأكيد البعد القومي في وجودهم.

ويرى زحالقة أن «النتائج التي حصل عليها العرب تكسبهم قوة في المطالبة بحقوقهم القومية، مثل الحكم الذاتي الثقافي، وحقنا في تنظيم أنفسنا، وانتخاب قيادة وطنية بشكل ديمقراطي لعرب الداخل، والحق في التشغيل في الوظائف العامة». وقال إن «الحكومة الإسرائيلية المقبلة تتجه بمجملها نحو اليمين المتطرف، وكان قرار الناخب العربي بتقوية الأحزاب العربية الرد الطبيعي على ذلك، وكنس الأحزاب الصهيونية بانخفاض نسبة التصويت بفارق 20٪، وردنا نحن الأعضاء العرب سيكون تقوية النضال من أجل حقوقنا، وعدم الخوف والتراجع».

وأضاف «نحن مستعدون للتعاون مع جميع القوائم العربية لما فيه مصلحة شعبنا، خصوصاً أن ما ينتظرنا من تحديات بعد الانتخابات كثير جداً، في ظل العنصرية المتفشية في المجتمع الإسرائيلي، وفي ظل صناعة الكراهية اتجاه العرب، الأمر الذي يتطلب منا التنسيق والعمل المشترك والوحدة».

إنجازات

وبين رئيس قائمة الموحدة والعربية للتغيير، الشيخ إبراهيم صرصور، ورئيس الحركة الإسلامية في الـ،48 أن القوائم العربية المشاركة في «الكنيست» حصلت على إنجازين، الأول زيادة عدد مقاعد الأعضاء العرب مقعداً واحداً ليصبح عدد المقاعد 11 مقعدا، بعد أن كانت 10 مقاعد في ،2006 بسبب زيادة نسبة التصويت بواقع 60 ألف صوت للعرب، أما الانجاز الثاني فهو تدني أصوات العرب للأحزاب الإسرائيلية إلى 7٪، بعد أن كانت 27٪ في انتخابات عام 2006».

وأوضح أن هذه النسب تدل على زيادة القناعة والوعي لدى الكوادر والجماهير العربية بدور الأحزاب العربية، خصوصا بعد حرب إسرائيل الأخيرة على غزة.

وذكر صرصور أن «القائمة الموحدة والعربية للتغيير» حصلت على أربع مقاعد في الكنيست، حيث بلغت نسبة الأصوات 112 ألف صوت، حيث حصلت على 17 صوتا جديدا مقارنة مع انتخابات عام .2006

وأوضح في حديث لـ«الإمارات اليوم» عبر الهاتف، أن «العرب في أراضي الـ 48 يواجهون ثلاثة تحديات خطيرة، هي تحدي الوجود واتباع سياسة التهجير «الترانسفير» والإقصاء الذي تسعى إسرائيل إلى تنفيذه، وتحدي الهوية والقومية العربية، والثالث هو تحدي الحقوق الفردية والجماعية، حيث إنهم محرومون من الحق في الوظائف العامة».

وشدد على أن «الأعضاء العرب سيناضلون ويخوضون معركة من أجل الحفاظ على الوجود العربي، وعدم انتزاع هويتهم العربية والفلسطينية، وانتزاع حقوقهم من أنياب سياسة مازالت ترى فيهم خطراً ديمغرافياً يهدد أمنها ووجودها».

وقال رئيس القائمة الموحدة والعربية للتغيير إن «العرب في أراضي الـ 48 جزء من الأمة العربية والإسلامية، فعددنا مليون و200 ألف مواطن، ونشكل 20٪ من عدد السكان في المنطقة، ولا يمكن تجاهل هذا العدد في الصراع الشرق أوسطي بين إسرائيل والأمتين العربية والإسلامية، وكان قدرنا أن نكون في الصفوف الأولى لمواجهة إسرائيل بشكل مباشر، من خلال وجودنا في الأراضي المحتلة، والصمود في وجهها، ونستمد ذلك من عدالة القضية التي نحملها، والتي ستنتصر في نهاية المطاف».


مواجهة

وقال رئيس قائمة الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في الكنيست، النائب محمد بركة، «ذهبنا إلى الانتخابات بثلاثة أهداف رئيسة، هي رفع نسبة التصويت، ودحر الأحزاب الصهيونية، وخوض معركة انتخابات حضارية من دون تجريح وتهجمات، وحصلت قائمتنا على 24 ألف صوت زيادة عن انتخابات ،2006 حيث بلغت نسبة التصويت لنا 109 آلاف صوت».

وأضاف « هذه النسبة العالية التي حصلنا عليها ستزيد من جهدنا لتعزيز المشاركة الشعبية في العمل السياسي لحماية حقوقنا وشرعيتنا، وملاحقة محاولات تسلل الأحزاب الصهيونية إلى مجتمعنا، وإقامة تحالف شعبي مع القوى العربية والقوى الديمقراطية اليهودية لمواجهة خطر الفاشية والعنصرية المحسوس الذي أفرزته نتيجة الانتخابات».

وقال بركة «أفرزت نتائج الانتخابات حقيقة خطيرة، هي أن الأحزاب اليمينية المتطرفة أصبحت في مركز القرار لتشكيل حكومة في إسرائيل، ووضعت ضمن أهدافها إغلاق أي أفق حقيقي لتفاوض سياسي، وتسريع وتيرة التشريعات العنصرية، وإقامة أجهزة حكومية لتنفيذ مخططاتها الإجرامية، مثل مكافحة البناء غير المرخص الذي يعني تهديد بيوت 150 ألف عربي».

وفي ما يتعلق بالحكومة التي يسعى تحالف اليمين بزعامة بنيامين نتنياهو إلى تشكيلها، أوضح النائب البارز أن نتنياهو يبني حكومته على قاعدة 65 عضواً يمينياً من مجموع 120 عضواً من أعضاء الكنيست، معتبرا أن هذه الحكومة لن تكون لها قدرة على الحياة أمام معادلة أميركا في المنطقة، والانحناء لها، كما ضغط عليه في السابق الرئيس بيل كلينتون للتوقيع على اتفاقية واي ريفر.

وأوضح أن «زعيمة حزب كاديما، تسيبي ليفني، تريد التناوب على رئاسة الوزراء، ولا تريد أن تكون وزيرة في حكومة نتنياهو، حيث تسعى لإقامة حكومة وحدة وطنية، كالتي كانت قائمة مرتين في 1984 و،1988 ترأسهما شيمون بيريز وإسحاق شامير، حيث ترأس كل واحد نصف المدة، وهي تعلم أن ذلك بعيد في هذه الفترة».

تويتر