هيسبرا

أطلقت إسرائيل موقعاً الكترونياً موجهاً الى الشارع العربي، مهمته- كما عرف نفسه- إتاحة مواد إعلامية ورؤى سياسية نادرا ما تتاح للعرب والشرق الأوسط. الموقع يشرف عليه (يقوده) السفير الاسرائيلي السابق في القاهرة، تسيفي مازل، وهو فضلاً عن خبرته شبه المخابراتية في التعامل مع رأي عام مصري رافض لوجوده أكثر من ست سنوات 1996- 2002 هي مدة خدمته، وعمله الحالي باحثاً في مركز جيروزاليم للشؤون العامة، يملك أيضا رؤية إعلامية مبلورة ويؤكد في أحاديثه أن الصحافة العربية، على الرغم من تقدمها أخيرا فإنها لاتقدم لقرائها سوى 09٪ من المعلومة، وهنا تبدأ المهمة.

يحتاج المرء لأربع أو خمس دقائق فقط من التصفح في «هيسبرا » ليعرف المسافة بين أوله وآخره.

فالموضوع الرئيس عنوانه «تعاطف أميركي مع إسرائيل أكثر من غزة»، حيث ينقل تقريراً إخبارياً، لايتدخل الموقع في سطر منه عن استطلاع رأي أجرته الـ «سي إن إن» ونقلته بلومبيرغ يؤكد أن60٪ من الأميركيين العاديين، على الرغم من كل ما نقلته «الميديا» مؤيدون لكل ما فعلته اسرائيل في الحرب الأخيرة، وناقمون على الفلسطينيين.

كذلك تسير قائمة الموضوعات الأخرى في الاتجاه ذاته، فهناك مقال لميرال الطحاوي بعنوان «اسرائيل أفيونة العالم العربي»، وتحقيق عن صلة اليهود بأرض فلسطين قبل ،1948 وموضوع عن قرية عكبرة العربية التي كانت يهودية حتى القرن ،13 كما أن هناك رسائل من قراء عرب تحمل رؤى مؤيدة وانتقادية لاسرائيل وأخرى تمضي الى الميل الأبعد لتطلب وظائف أو لجوءاً سياسياً في الكيان العبري.

لقد وفر تسيفي مازل في حواره مع الـ«جيروزاليم بوست» بتاريخ 15/2/2009 على القادمين متأخرين للعرس جهدا كثيرا، فقال إن «موقع هيسبرا يخوض نوعا جديدا من الحروب، اي تلك التي لا تخاض بالعنف. انني لا استطيع كإسرائيلي ان اذهب لليمن أو السعودية، لكن استطيع أن انقل إليهم الأفكار».

اللافت أن الشارع العربي وإعلامه، وهو الأكثر صراخاً في العالم، استقبل اطلاق الموقع بلا مبالاة مدهشة، المحاولة الوحيدة للرد كانت لشباب هاكرز اطلقوا 150 رسالة الكترونية تستهدف إزالته كأنما لاشيء آخر يمكن عمله وكأنه لامسافة ممكنة بين التجاهل (اعتبار الموقع غير موجود) وخيالات الإقصاء (إزالته) أو بالأدق بين الإنكار والإنكار.

alayak2005@yahoo.com

تويتر