غضب مصري من تأخر رد إسرائيل على التهدئة
فلسطينيون ينشدون الدفء والحماية من المطر تحت أنقاض أحد المنازل المهدمة في جباليا. رويترز
كشفت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية، أمس، عن غضب مصري من تأخر التوصل إلى اتفاق للتهدئة بين إسرائيل وحركة المقاومة الاسلامية «حماس» في ظل تمسك رئيس الوزراء الاسرائيلي المستقيل إيهود أولمرت بموقفه الرابط بين إقرار التهدئة وإطلاق الجندي الاسرائيلي جلعاد شاليت، فيما تبادل أولمرت الاتهامات مع وزير حربه ايهود باراك حول الملف. في الوقت الذي تصاعدت فيه وتيرة الأنباء التي تتحدث عن قرب إطلاق القيادي في حركة «فتح» مروان البرغوثي.
وتفصيلاً، قالت صحيفة «معاريف» إن الغضب يعتري الجانب المصري في ظل التأخير في التوصل إلى اتفاق حول التهدئة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وأضافت أن أولمرت والمقربون منه يتهمون بارك «الذي وفقاً لإدعائهم أسهم في التوقيع على اتفاقيتين من دون شاليت. ومن جانب آخر، ذكر مقربون من باراك أن «لا أحد يعلم ماذا يريد بالضبط أولمرت».
وأوضحت «معاريف» أنه يتطلب من الإسرائيليين إعلان القرار الرسمي النهائي حول موقفهم إزاء التهدئة وصفقة شاليت، فيما إذا يوافقون على التوقيع على تهدئة من دون شاليت، في الوقت الذي أعرب زعيم «الليكود» بنيامين نتنياهو بأنه لا تهدئة من دون شاليت.
وتلتئم الحكومة الإسرائيلية الأمنية المصغرة اليوم لاتخاذ القرار في موضوعي شاليت الذي يعد الآن الأساس، حيث تشير كل الدلائل على الاقرار بالموافقة على قائمة «حماس»، مع محاولة شطب بعض الاسماء أو محاولة الإفراج عنهم الى الخارج اما الى سورية او ايران، ذلك انه يوجد تخوف كبير لدى الامن الاسرائيلي من الافراج عن العديد من القيادات الواردة اسمائهم في قائمة «حماس» الى الضفة الغربية وبالذات بعض القيادات العسكرية لكتائب عز الدين القسام، والذي يعتبر الامن الاسرائيلي انه وجّه ضربة قوية لهذا الجهاز خلال السنوات الاخيرة، ويتخوف من امكانية اعادة بناء نفسه على ضوء هذه الافراجات.
من جهته، قال اولمرت خلال زيارة الى حائط البراق «المبكى» في القدس «نريد تسوية قضية شاليت اولا، وبعد ذلك دراسة اعادة فتح المعابر بين قطاع غزة والخارج، واعادة تأهيل القطاع».
وأكد أنه يدعم الجهود التي تبذلها مصر لوقف تهريب الاسلحة الى غزة، لأن ذلك سيسمح بإعادة الهدوء الى بلدات جنوب اسرائيل التي يستهدفها اطلاق الصواريخ المستمر. وردا على سؤال على تصريحات للرئيس المصري حسني مبارك حول مفاوضات التهدئة، قال اولمرت «لا علم لي بانتقادات مصرية بشأننا». ورفض مبارك أول من أمس ربط موضوع شاليت بالمفاوضات الجارية للتوصل الى تهدئة في غزة.
من ناحية أخرى، قال مسؤول فلسطيني ـ طلب عدم ذكر اسمه ـ قضية البرغوثي «يتم تداولها بشكل جدي، ومن المتوقع ان يطلق سراحه قريباً».
وأضاف المسؤول أن القضية مرتبطة بصفقة التبادل، وسيطلق سراحه في حال ابرمت صفقة شاليت، لكن ان كانت اسرائيل ستطلق سراحه مع ابرام الصفقة او قبلها، فهذا ما ستقرره الحكومة الاسرائيلية.
وقال المسؤول الفلسطيني ان «اطلاق سراح البرغوثي سيكون له اثر ايجابي كبير، سواء على صعيد حركة «فتح» او على صعيد الحوار الفلسطيني الداخلي الفلسطيني». وكان خضر شقيرات محامي امين سر حركة «فتح» في الضفة الغربية، مروان البرغوثي، توقـع ان يتم الافـراج عـن موكله «في الأيام المقبلة».
مشعل وموسى يتهمان إسرائيل بعرقلة التهدئة
اتهم رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومةالاسلامية «حماس»، خالد مشعل، إسرائيل بتعطيل الجهود المصرية للتهدئة من خلال إضافة شروط جديدة، وخلط الملفات ببعضها.
وقال مشعل بعد اجتماعه بأمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى، أمس، في دمشق إن «إسرائيل تتحمل المسؤولية عن عدم التهدئة». ودعا كل الأطراف الدولية لإدانة إسرائيل والضغط عليها كي تستجيب للموقف المصري من التهدئة.
وأضاف مشعل «لقد أكدنا في المحادثات مع موسى حرص «حماس» على المصالحة الفلسطينية، واستعداد «حماس» لكل الاستحقاقات، وكل المتطلبات للمصالحة الوطنية الفلسطينية، وتوفير المناخ الايجابي لإطلاق كل المعتقلين لدى سجون السلطة». وجدد تأكيد الحركة على التضامن العربي من أجل سرعة الاعمار في غزة بعد الدمار والتشريد الذي لحق بها.
من جانبه، ذكر بيان اعلامي رئاسي في سورية أن الرئيس السـوري بشـار الأسـد أكد أن بلاده لن تدخر أي جهد للم الشمل الفلسطيني.
بدوره، قال موسى إن «إثارة إسرائيل لشروط أخرى (الإفراج عن الجندي الاسير جلعاد شاليت) غير مقبولة، وكلما وصلنا إلى مرحلة تزيد إسرائيل من طلباتها وهذه لعبة مكشوفة ومفضوحة». وأضاف «هناك وسيط مصري مهم وعلينا أن ندعم كل عمل يؤدي إلى اتفاق تهدئة يحقق مصلحة غزة والعرب ثم مرحلة المصالحة الفلسطينية الفلسطينية».
دمشق ــ د.ب.أ
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news