تحديات صعبة أمام هولبروك في جنوب آسيا

تفجيرات مومباي محطة فاصلة في العلاقات الهندية ـ الباكستانية. رويترز

يزور ريتشارد هولبروك، مبعوث الرئيس الاميركي باراك أوباما إسلام آباد اليوم قبل أن يتوجه الى كابول ونيودلهي لبحث استراتيجية كبيرة لتخليص المنطقة من المتشددين الاسلاميين.

ويصل هولبروك الدبلوماسي المحنك الذي لا يتمتع بخبرة في منطقة جنوب اسياالى منطقةلم يألفها في وقت تشهد فيه تغيرات.

وتجرى الانتخابات في الهند في أوائل مايو المقبل وفي أفغانستان في أغسطس بينما تأزمت العلاقات بين إسلام آباد ونيودلهي بعد هجوم متشددين باكستانيين على مدينةمومباي قبل شهرين.

وتسعى قوات أميركية وأخرى من حلف شمال الاطلسي للقضاء على حركة «طالبان» التي أعادت تنظيم صفوفها في أفغانستان، كما لايزال ينظر الى منطقة الحدود الافغانيـة الباكستانية على أنها المنطقة التي من الارجح أن يستخدمها تنظيم «القاعدة» للتدبير لهجوم اخر مثل ما حدث في 11 سبتمبر

وأعلن أوباما خططه لمضاعفة القوات الاميركية في أفغانستان تقريبا لتصل الى60 ألف جندي في غضون 18 شهرا، لكن نائبه جو بايدن قال في قمة أمنية في ميونيخ في ألمانيا السبت الماضي «لا يمكن لأي استراتيجية تتعلق بأفغانستان أن تنجح من دون باكستان.».

وتعلم باكستان هذا الامر وتريد المعدات العسكرية الاميركية التي تفتقر لها لمواجهة حرب ميليشيات تتفاقم في شمال غربها، الى جانب أموال تلقت وعدا بالحصول عليها في اطار حزمة حجمها 15 مليار دولار دعمها بايدن، وتسهيلات تجارية لمساعدة صناعة النسيج المتداعية فيها.

وقال فرحناز اصبهاني، وهو نائب في البرلمان عن حزب الرئيس الباكستاني اصف علي زرداري وعضو في لجنة الشؤون الخارجية التابعة للجمعية الوطنية، «باكستان مهمة للغاية». وأضاف «مخاوفنا الامنية لا تخصنا وحدنا، انها تؤثر في الهند وأفغانستان أيضا». ومشكلة باكستان هي أن الهند وأفغانستان تعتقدان أن نتائج طيبة ستعود على قضية الاستقرار الاقليمي اذا اقتنعت باكستان بتطهير كل وكالات مخابراتها التي لها صلات بالمتشددين.

وفي مقابلة في الآونة الاخيرة مع مجلس العلاقات الخارجية قال الخبير في شؤون جنوب اسيا في مؤسسة «بروكينغز» والضابط السابق في وكالة المخابرات المركزية الاميركية، بروس ريديل، ان «الحصول على تأييد باكستان لاغلاق ملاذات المتشددين من المحتمل أن يكون التحدي الاصعب في السياسة الخارجية الذي يواجه أوباما».

ويبقى هولبروك في إسلام آباد حتى الخميس المقبل وسيلتقي بالرئيس زرداري، ورئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني، وقائد الجيش الجنرال اشفاق كياني، واخرين. وتولت الحكومة المدنية في باكستان السلطة قبل أقل من عام ولاتزال هشة ويكافح جيشها لاحتواء حركة تمرد اسلامي في شمال غرب البلاد، كما أن اقتصادها كان سينهار لولا تدخل صندوق النقد الدولي بخطة انقاذ في نوفمبر.

وعلى الرغم من التهديدات الداخلية، فإن جيش باكستان القوي لايزال منشغلا بالهند، ويخشى جنرالات الجيش الباكستاني أن تؤدي الصداقة بين الهند وحكومة الرئيس الافغاني حامد كرزاي الى تطويقها.

ويعتقد الجيش الباكستاني أن واشنطن لم تول انتباها كبيرا للمخاوف الامنية الباكستانية منذ أن أصبحت اسلام اباد حليفة لها في الحرب على الارهاب قبل أكثر من سبع سنوات.

واذا كان لدى أوباما وهولبروك أي نية لمحاولة تشجيع الهند على التوصل الى تسوية مبكرة مع باكستان حول كشمير المتنازع عليها فإن توقيت ذلك سيكون سيئا للغاية. وتنتاب الشكوك الهند حول وجود صلات بين وكالة المخابرات الباكستانية والمتشددين الذين شنوا هجمات في مومباي قتل فيها 179 شخصا.

ويحضر هولبروك وكرزاي المؤتمر الامني في ميونيخ، وكذلك وكيل وزارة الخارجية الهندية شيفشانكار مينون، ووزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قرشي.

وقال مينون في باريس الاسبوع الماضي ان مدبري هجمات مومباي كانوا «زبائن للمخابرات الباكستانية التي صنعتهم». وتنفي باكستان أي تورط لوكالاتها الرسمية في الامر، وتقول انها تحقق في ملف من المعلومات تسلمته من الهند، وانها سترد عليه الاسبوع الجاري.

وتريد الهند اتخاذ اجراءات ضد الجناة قبل أن تعيد اطلاق عملية سلام مجمدة مع باكستان كانت بدأت قبل خمس سنوات. وبالنسبة لافغانستان أوضح أوباما أنه يتوقع أن يمارس كرزاي الحكم بشكل أفضل ويحارب الفساد ويوقف انحدار البلاد لأن تكون دولة مخدرات.
تويتر