واشنطـن تخوض حرباً غير منتهية فـي أفغــانستــان

حرب أميركا في أفغانستان غير متكافئة. أرشيفية - أ.ب

بدأت الولايات المتحدة الأميركية حربها في أفغانستان قبل 88 شهرا والتي أطلقت عليها «الحرب على الإرهاب»، وكانت عبارة عن آلة لبث مشاعر الانتقام لتلك الكارثة الكبيرة التي عدّت جرائم ضد الإنسانية في 11 سبتمبر ،2001 والتي تلاها الكثير من الجرائم الأخرى.

وعندما شنت أميركا حربها على فيتنام عام 1965 قال الكاتب الأميركي ريتشارد فارينا «الموت سيظل محبوبنا، والخوف سيظل اسمنا». وكانت الحرب تطارد نصراً بعيد المنال.

وفي بداية السنة الثانية من الحرب على أفغانستان في نوفمبر 2002 ظهر الجنرال الأميركي المتقاعد ويليام أودوم على إحدى محطات التلفزة الأميركية، وقال «الإرهاب ليس عدواً ولا يمكن هزيمته، وإنما هو تكتيك». وأضاف «إنما حول مدى منطقية القول إننا نعلن الحرب على هجمات ليلية ونتوقع أننا سنفوز بالحرب ونحن لن نفوز بالحرب على الإرهاب».

لكن خطاب الحرب على الإرهاب تم اختزاله إلى حرب أكثر ضبابية هي «حرب على إرهاب»، والتي تعمل على إبقاء حالة حرب ذهنية باستمرار. ومنذ بداية الحرب انتبه الكاتب جون ديدون إلى ضبابية إعلان الحرب، وقال «شهدنا التشديد على 11سبتمبر لتبرير إعادة تصور الدور الصحيح لأميركا باعتبارها الجهة التي لطالما شنت الحروب الطويلة و الدائمة».

والآن وفي بداية عام 2009 فإننا ندخل ما أصبح يعرف بالحرب غير المنتهية، حيث يؤكد الرئيس الاميركي الجديد باراك أوباما على استمرارية هذه الحرب واستخدام كل قوة الغرب فيها.

وإذا تزايد انتشار هذه الحرب خلال العقود المقبلة، فإنها يمكن أن تصبح أكثر سوءاً من أي حرب شهدناها.

وقال الكاتب نورمان ميلر في كتابه «لماذا لانزال نقاتل؟» «بعد فترة سيأتي وقت لا نعرف فيه لماذا نقاتل. ولايكفي القول إننا نحارب الإرهاب. لكن الإرهاب مقارنة بالأنواع التقليدية من الحرب ليس له أي شكل واضح».

وأضاف ميلر «هذه الحرب غير متكافئة فهناك قوة كبيرة من ناحية، لكن الكثير من الكره في الطرف الثاني. والكثير من التكنولوجيا من طرفنا والكثير من الإرهاب من طرفهم».

ولذلك سيكون هناك حاجة لتسيير العديد من الدوريات وإطلاق المزيد من الصواريخ وإسقاط الكثير من القنابل فوق أفغانستان، تماماً كما كان الوضع في العراق، وكما حدث من قبل في فيتنام ولاوس.

واشتركت هذه الدول السابقة، بالرغم من الاختلاف الكبير في تاريخها، في أنها حاربت عدواً واحداً، هو أكبر قوة عسكرية في العالم.

تويتر