تكثفت في الأشهر الأخيرة الهجمات التي تستهدف شاحنات «الناتو» عند معبر خيبر. أ.ب

«طالبان» تحرق 10 شاحنات لـ«الناتو» في باكستان

أحرقت حركة طالبان الباكستانية 10 شاحنات لنقل المساعدات والتجهيزات، تابعة لقوات حلف شمال الاطلسي «الناتو» العاملة في أفغانستان، في حين أفرجت الحركة أمس، عن 30 شرطيا وجنديا باكستانيا كانت خطفتهم . جاء ذلك في وقت وعد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، أن تكون أفغانستان أولوية لدى المنظمة الدولية خلال العام المقبل، وذلك خلال زيارة قصيرة ومفاجئة لكابول.

وفي التفاصيل، أعلنت السلطات المحلية الباكستانية أمس، أن عناصر من «طالبان» أحرقوا في شمال غرب البلاد 10 شاحنات لنقل المساعدات والتجهيزات، تابعة لقوات «الناتو» العاملة في افغانستان.

وقال المسؤول في إدارة ولاية خيبر راحات غول: ان «مقاتلين اسلاميين كانوا ألقوا كميات من الوقود على الطريق مساء الثلاثاء في منطقة لاندي كوتال . وأطلقوا بعد ذلك صواريخ، وأدى الحريق إلى تدمير ثماني مستوعبات، كانت الشاحنات محملة بها وتضرر مستوعبين آخرين».

ولم يوضح المسؤول ما إذا كانت المستوعبات مملوءة أم فارغة أو ما إذا كانت الشاحنات متجهة إلى أفغانستان أم عائدة منها. وتكثفت في الاشهر الاخيرة الهجمات التي تستهدف شاحنات تنقل المساعدات اللوجستية الى قوات حلف شمال الاطلسي والقوات الاميركية عبر معبر خيبر، الطريق الرئيس الذي يربط بين باكستان وافغانستان.

وكان الطالبان الباكستانيون فجروا أول أمس، جسرا على الطريق نفسه، ما أدى إلى انقطاع السير. وتم بعد ذلك إصلاح الطريق جزئيا، ما سمح بعبور العربات الصغيرة أمس، بينما وعدت السلطات المحلية بفتح الطريق لعبور الشاحنات الكبيرة مجددا خلال النهار.

وتعبر غالبية التجهيزات والمؤن الغذائية المرسلة إلى قوات حلف شمال الأطلسي والقوة الدولية التي تقودها الولايات المتحدة في أفغانستان عبر معبر خيبر الذي أقفل مرات عديدة هذا الشهر بسبب هجمات «طالبان»، أو بسبب العمليات العسكرية للجيش.

وعلى صعيد متصل، أفرج الطالبان الباكستانيون امس، عن 30 شرطيا وجنديا خطفوهم في شمال غرب باكستان، حيث يتواجه الجيش مع المسلحين المقربين من الطالبان الافغان وتنظيم القاعدة، كما اعلنت الشرطة والطالبان.

وكانت حركة طالبان أسرت فجر أمس، 30 شرطيا وجنديا بعد محاصرة، لأكثر من 24 ساعة، مركز للشرطة في وادي سوات الذي أصبح منذ صيف ،2007 بأيدي المسلحين، وصرح مسؤول كبير في الشرطة طالبا عدم كشف اسمه «وعدوا طالبان بالاستقالة من مناصبهم وبانهم لن يشاركوا في أية عملية ضد طالبان». واكد المتحدث باسم طالبان مسلم خان، انه افرج عن العناصر الامنيين الـ30 «بشروط» من دون ان يعطي مزيدا من التفاصيل.

و قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الافغاني حامد كرزاي إن أفغانستان من أولويات الأمم المتحدة خلال العام الجاري. وأضاف «انا هنا لأؤكد للشعب الافغاني التزامي الحازم ودعمي الاستقرار والسلام». ولم يعلن عن زيارة بان كي مون إلا بعد وصوله إلى العاصمة الافغانية، ودعي الصحافيون إلى مقر الرئاسة من دون معرفة السبب.

وعبرت الأمم المتحدة أيضا عن قلقها في الآونة الاخيرة من الوضع الإنساني في هذا البلد الغارق في الحروب منذ 30 سنة، والذي يجتاح الجفاف بشكل خطير القسم الأكبر من اراضيه.

وكان جون هولمز مساعد الامين العام المكلف الشؤون الانسانية صرح أول من أمس، في جنيف أن «الوضع في افغانستان خطير ويتدهور»، مشيرا الى «تكثيف النزاع والجفاف الخطير الذي يجتاح بعض أجزاء البلاد منذ سنتين». وطلبت الأمم المتحدة من البلدان الاعضاء تقديم مساعدة انسانية بقيمة 604 ملايين دولار (473 مليون يورو) الى افغانستان هذه السنة.

الأكثر مشاركة