غموض بشأن موقف الإدارة الأميركية تجاه السودان

تشير شواهد كثيرة، مثل خلفية الرئيس الأميركي باراك أوباما الإفريقية وتوجهات أعضاء إدارته الجدد، إلى أن السودان سيكون على أولوية الإدارة الأميركية الجديدة ، متقدماً على كثيرٍ من ملفات الشرق الأوسط. وسيكون هناك تحول في سياسة واشنطن تجاه السودان، لكن هناك تبايناً بشأن ميل الإدارة الجديدة إلى التشدد أم إلى خيارات القوة الناعمة بشأن هذا الملف.

يستند بعضهم إلى اهتمام أوباما بالقضية السودانية، وأنها ستفوق ما عداها من قضايا شرق أوسطية، إلى الخلفية الاجتماعية له، لكون أبيه كينيا، ما يدفعه إلى الاهتمام بقضايا القارة الإفريقية. ففي مذكراته «أحلام والدي»، تحدث أوباما عن معرفته بتراث «اللوي»، وهي مجموعة عرقية تعيش في كينيا وشرق أوغندا وشمال تنزانيا، وعن رحلاته إلى كينيا للتعرف إلى أصوله وتاريخ دولة والده والقارة الإفريقية.

وعقب اختياره أولَ رئيسٍ أسودَ للولايات المتحدة احتفل أعضاء الحركة الشعبية لتحرير السودان بهذا الفوز، مغيرين شعار حملته الانتخابية إلى «سودان جديد؛ نعم نستطيع».

وفي ،1993 وصلت العلاقات الأميركية السودانية إلى ذروة توترها حين صنفت الولايات المتحدة السودان ضمن الدول الراعية للإرهاب، وحاليًا تفرض الحكومة الأميركية عقوبات على السودان. فهناك قيود على المساعدات الخارجية له، وعقوبات على الشركات التي يمتلكها أحد أعضاء الحكومة السودانية بسبب أزمة إقليم دارفور. ومازالت الولايات المتحدة والمجتمع الدولي يرددان كثيرًا من الاتهامات للرئيس السوداني عمر البشير، لعدم التزامه بشروط اتفاقية سلام دارفور، اتفاقية أبوجا للسلام يونيو 2006 بين الحكومة السودانية وحركة تحرير السودان جناح أركو ميناوي.

وعلى الرغم من تزايد انتقادات إدارة الرئيس السابق جورج بوش لكثيرٍ من سياسات الحكومة السودانية في هذا الصدد، لم تُواجه الخرطوم بتصرف مباشر من الحكومة الأميركية غير فرض العقوبات . ؤأخيرًا فكر بوش في تطبيع العلاقات مع السودان. وهناك مخاوف أن هذا الوضع سوف يتغير دراماتيكيا في إدارة الرئيس الأميركي الجديد.

ويقول الناشط الحقوقي غازي سليمان لصحيفة «واشنطن بوست» «أعتقد أن الديمقراطيين صقورٌ مقارنة بالجمهوريين،أعرف تعيينات الرئيس الجديدة، وسياساتهم تجاه السودان، ويعرف هذا كل إنسان هنا في السودان». ويرى أن سياسات الديمقراطيين سوف تنزع إلى العدوانية والوسائل الإكراهية، على عكس إدارة الرئيس بوش التي كانت حكيمة في التعامل مع الأوضاع في السودان.

وتشير تصريحات أعضاء الإدارة الأمير كية الجديدة وتوجهاتهم، إلى أنه سيكون هناك اهتمام كبير بالسودان. فهيلاري كلينتون التي ستتولى منصب وزيرة الخارجية كثيرًا ما تدعو إلى دور للولايات المتحدة، لمعالجة الأزمة والصراع في دارفور.

وكان أوباما نفسه قد شجب في أكتوبر 2007 تصرفات الخرطوم لترحيل اللاجئين الإثيوبيين وتأخير نشر قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي. لكن وعلى الرغم من تصريحاته وأعضاء إدارته بشأن أزمة دارفور والأوضاع الإنسانية المتدهورة في السودان، لا يمكن تحديد السياسة التي ستتبعها إدارة أوباما الجديدة تجاه السودان. فمع أنه يؤيد تشديد العقوبات وإنشاء منطقة حظر الطيران، فإنه يرفض دعاوى التدخل الأميركي المباشر.

تويتر