إسرائيل تحمي «قضائياً» جنودها المتورّطين في محرقة غزة

أولمرت يتعهّـد في اجتماع حكومته بحماية الجنود بعد عدوان غزة. إي.بي.إيه

دفعت المطالبات الدولية بالتحقيق مع اسرائيل بشأن جرائم الحرب التي ارتكبتها في قطاع غزة رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت امس الى التعهد بحماية الجنود الذين شاركوا في العدوان في اسرائيل والخارج في حال ملاحقاتهم قضائياً، واستبقت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» إجراء وفد من قيادتها محادثات مع مصر بإعلان رفضها أي اتفاق لتهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل، فيما أعلن رسمياً في واشنطن عن زيارة المبعوث الاميركي الجديد للشرق الاوسط جورج ميتشل الى المنطقة بعد غدٍ الاربعاء.

وفي التفاصيل، قال اولمرت امس في افتتاح جلسة مجلس الوزراء: «ينبغي ان يعلم الضباط والجنود الذين ارسلوا الى غزة انهم سيحصلون على حماية تامة امام كل المحاكم، وأن اسرائيل ستساعدهم». كما انه قرر تكليف وزير العدل دانيال فريدمان بترؤس لجنة وزارية لتنسيق الجهود في اسرائيل من اجل «تأمين الدفاع القانوني لكل من شارك في العملية». وأضاف ان «وزير العدل سيصيغ الاسئلة والاجوبة حول عمليات الجيش للإجابة على الذين اعتادوا تقديم شكوى بحق الضباط والجنود».

وأكد اولمرت أن على «قادة جيش الدفاع وجنوده الذين أرسلوا إلى قطاع غزة أن يدركوا أنهم مؤمنون من أي محكمة وأن دولة إسرائيل ستقدم لهم العون وستحميهم مثلما قام الجنود بحماية دولة إسرائيل أثناء العملية العسكرية في قطاع غزة». وصرّح فريدمان بأن إسرائيل «تتقيد بأصول القانون الدولي ولا أساس لرفع دعاوى قضائية ضد جنود جيش الدفاع». وأضاف انه «لا يستبعد أن يكون ثمة من يحاول تشويه الحقائق وتقديم دعاوى لا تستند إلى أي أساس»، على حد زعمه مؤكداً أن بمقدور إسرائيل التعامل مع هذه الحالات. كما قال وزير الحرب الإسرائلي إيهود باراك إن حكومة إسرائيل ستحمي الجنود من أي اتهام خارجياً كان أم داخلياً.

واستبقت الرقابة العسكرية الامور فمنعت الكشف عن هوية قادة الوحدات التي شاركت في العملية المدمرة التي شنها الجيش في قطاع غزة (27 ديسمبر الى 18 يناير)، خشية ملاحقتهم بتهمة جرائم حرب. كما بدأ إخفاء وجوه الجنود الذين يظهرون في التقارير المتلفزة.

وكان الامين العام للأمم المتحدة بان كي مون قد طالب الثلاثاء الماضي بملاحقة المسؤولين عن الغارات الاسرائيلية التي طالت مباني الامم المتحدة في القطاع، حيث قتل اكثر من 1300 فلسطينين في 22 يوماً من الهجوم. كما طلبت ثماني منظمات اسرائيلية للدفاع عن حقوق الانسان من مدعي عام الدولة بفتح تحقيق حول ممارسات الجيش في غزة «نظراً الى حجم الاصابات التي طالت المدنيين».

وفي القاهرة، أعلن وزير الخارجية المصري، أحمد أبوالغيط، امس أن مصر بدأت في تنفيذ المرحلة الثانية من مبادرة الرئيس المصري حسني مبارك بشأن غزة من خلال إجراء مباحثات مع حركة حماس والإسرائيليين. وقال قبيل مغادرته متوجهاً إلى بروكسل للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، إن الهدف من الاجتماع هو طرح الرؤية المصرية مع الوزراء الأوروبيين في ما يتعلق بتثبيت وقف إطلاق النار في قطاع غزة.

وأوضح أن تحقيق المرحلة الأولى يتمثل في وقف إطلاق النار، وتأتي بعد ذلك المرحلة الثانية وهي استعادة التهدئة الكاملة بين الفلسطينيين وإسرائيل، ثم المرحلة الثالثة والأخيرة وهي المصالحة بين الفصائل الفلسطينية.

وأعلن مصدر رسمي مصري مسؤول أنه «سيتم خلال اللقاءات التباحث حول الترتيبات اللازمة لتثبيت وقف إطلاق النار والوصول لاتفاق التهدئة وفتح المعابر وبالشكل الذي يتيح الفرصة - في حالة توافر الإرادة - للاتفاق بشكل عملي على الانتهاء من تلك المرحلة وبما يسمح بالانتقال إلى المرحلة الثالثة من المبادرة المصرية لإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني».

وكانت «حماس» استبقت امس إجراء وفد من قيادتها محادثات مع المسؤولين المصريين حول تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة بإعلان رفضها أي اتفاق لتهدئة طويلة الأمد مع إسرائيل. وصرّح القيادي في حماس، إسماعيل رضوان، في غزة إن «المباحثات في القاهرة تهدف لتثبيت وقف إطلاق النار وفتح المعابر ورفع الحصار بشكل كامل وإعادة إعمار القطاع والتوصل إلى تهدئة محدودة الأمد، بالإضافة إلى التواصل مع الجانب المصري في كل القضايا العالقة مع الجانب الصهيوني».

وقال ممثل حركة حماس، اسامة حمدان، في لبنان امس ان الحركة ستواصل «ادخال السلاح الى غزة وإلى الضفة»، وأنها استانفت بعد وقف اطلاق النار تجهيز نفسها. وأضاف في مهرجان خطابي اقيم في مقر «اليونيسكو» في بيروت: «لم نعجز عن ادخال السلاح الى غزة في ذروة الحرب وتحت وطأة القصف».

على صعيد متصل قال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، جيكال بالمور، امس أن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي باراك أوباما إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل سيزور إسرائيل والأراضي الفلسطينية الاربعاء المقبل. ورجحت مصادر سياسية إسرائيلية أن يعمل ميتشل على دفع تطبيق خطة «خارطة الطريق» للسلام في المنطقة. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن المصادر القول إنها تعتقد بأن هذه الزيارة ستتركز بشكل خاص على دراسة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية لاسيما في قطاع غزة عقب العملية العسكرية. وأعلن مسؤول فلسطيني كبير أن المبعوث الاميركي سيلتقي الاربعاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله.

وعلى صعيد آخر، اتهمت حركة حماس امس الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية باعتقال ٥٠ من عناصرها في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية.

وقالت مصادر فلسطينية إن الجيش الإسرائيلي اعتقل امس تسعة فلسطينيين اثر حملات مداهمة في عدة مدن في الضفة الغربية.

ليفني: صعود نتانياهو سيحدث شقاقاً مع أوباما
صرّحت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني بأن وصول بنيامين نتانياهو زعيم المعارضة اليمينية الى السلطة يمكن ان يؤدي الى شقاق مع الولايات المتحدة. ونقلت الاذاعة الاسرائيلية العامة عن ليفني امس قولها إن «حكومة يمينية متطرفة بقيادة نتانياهو يمكن ان تسبب شقاقاً مع الادارة الجديدة برئاسة باراك اوباما، ان لم يكن قطع الصداقة». وأدلت رئيسة حزب كاديما (يمين الوسط) بهذه التصريحات خلال اجتماع مع مسؤولي كاديما بمناسبة الحملة الانتخابية قبل الاقتراع الذي سيجرى في العاشر من فبراير وترجح استطلاعات الرأي فوز نتانياهو فيه. وأضافت «في عهد نتانياهو (1996-1999) بلغت العلاقات مع الولايات المتحدة ادنى مستوى».

وانتقد مسؤول في حزب الليكود الذي يتزعمه نتانياهو، في تصريحات نقلتها الاذاعة العامة ايضاً، ليفني لاستخدامها مهامها الرسمية في الحملة انتخابية، ورأى انها «تحت الضغط لأن الاستطلاعات تشير الى هزيمة كاديما».
القدس المحتلة ــ أ.ف.ب

تويتر