العدوان الإسرائيلي يحوّل 15 مسجداً إلى أطلال

مسجد تعرض لقصف إسرائيلي مكثّف في غزة. أ.ف.ب

لم تسلم مساجد قطاع غزة من صواريخ وقذائف إسرائيل، خلال عدوانها الجاري، والذي يستهدف منازل المدنيين وبيوت الله بلا حدود ولا محرمات.

وتجولت «الإمارات اليوم» بين عدد من المساجد المدمرة في قطاع غزة، فمسجد التقوى في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة هو آخر مسجد تم استهدافه نهاية الأسبوع الثاني للحرب، وتم تدميره بشكل كامل حتى أصبح غير صالح للصلاة بداخله.

وقال إمام مسجد التقوى خالد الأدغم «سقط صاروخ من طائرة استطلاع في صباح الأربعاء الماضي، نهاية الأسبوع الثاني للحرب، وأصاب المسجد ولم يتسبب بأضرار كبيرة، ولكن في ساعات الليل المتأخرة في اليوم ذاته، أطلقت طائرة حربية من طراز F16 صاروخاً على المسجد ما أدى إلى تدميره بشكل كبير، واقتلعت أعمدته من الأرض، وتحطمت جدرانه، وانهالت أرضيته إلى الأسفل ولم تعد صالحة للصلاة».

ونفى أن يكون المسجد في داخله أسلحة، أو يؤوي مقاومين كما تدعي إسرائيل، حيث قال «كل شيء في غزة هو هدف للطائرات والمدفعية الإسرائيلية، فإسرائيل لم تجد شيئا تضربه بعد أن هدمت المؤسسات والوزارات، وهدمت المنازل، فلجأت للمساجد بتدميرها، وقتل المصلين وهم بداخلها، متذرعة بأن المساجد تستخدم لإخفاء الأسلحة أو إيواء المجاهدين، ولكن هذا ليس صحيحا، ومحض كذب وافتراء، فأتحدى إن كانت هناك رصاصة واحدة».



وأوضح الأدغم إلى أن إسرائيل تحارب كل الفلسطينيين والمسلمين، وأن أكثر شيء تخشاه هو رواد المساجد، فلذلك تقوم بتدميرها، وقتل المصلين بداخلها.

وشدد على أن استهداف المساجد بالصواريخ لن يرهب الفلسطينيين، ولن يثنيهم عن عبادة الله عز وجل وأداء الصلاة في جماعة، فقد افترشوا الأرض بجانب ركام المسجد المدمر، ووضعوا المصاحف، وأقاموا الصلوات. وذكر إمام مسجد التقوى الواقع في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة: إن عدداً كبيراً من المنازل المجاورة للمسجد أصيبت بأضرار، حيث طالتها شظايا الصاروخ، والركام، ما تسبب بتدمير جزئي لجدران المنازل، وتحطم النوافذ والأبواب.

وقال هاني الجغبير إمام مسجد عماد عقل في مخيم جباليا شمال القطاع والذي تم قصفه من الطائرات: إن «المسجد أصيب بدمار كبير هز المنطقة التي يوجد بها، وكأن زلزالاً أصابه، وهذا المسجد هو لعبادة الله عز وجل وتأدية الصلاة فيه، ولإقامة حلقات تحفيظ القرآن الكريم للأطفال والأشبال».

وصرح وزير الأوقاف والشؤون الدينية في الحكومة الفلسطينية المقالة بغزة الدكتور طالب أبو شعر، «إن استهداف وتدمير المساجد في غزة، هو مخالف للقوانين الإنسانية والشرائع السماوية، وهو حرب على الإسلام، وأن المزاعم الإسرائيلية حول وجود أسلحة ووسائل قتالية في المساجد باطلة، ولا تنطلي على الرأي العام».

الأذان لا يتوقف



وعلى الرغم من استهداف المساجد، إلا أن الكثير من المصلين أصروا على التوجه للمساجد لأداء الصلوات في جماعة، حيث قال عمران شحادة «إن كل مكان في غزة مستهدف في منزلاً أم مسجداً أم مستشفى، والطفل قبل الكبير هو ضحية لذلك، فإن عدم الصلاة في المسجد لن تحمينا من القصف، فالمئات من الأطفال والرجال والنساء قتلوا وهم نائمون داخل المسجد، وإن كان في صلاتي في المسجد خطر فالموت وأنا بين يدي الله أشرف شيء في هذا الوجود».

وفي المقابل، لجأت المساجد إلى جمع الصلوات في جماعة، بسبب أوضاع الحرب التي تستهدف كل شيء بما فيها بيوت الله، حيث يتم جمع صلاتي الظهر والعصر، وصلاتي المغرب والعشاء، أما صلاة الفجر فتتم تأديتها بمفردها داخل المساجد أيضا.

وقال الشيخ مازن الحلو إمام مسجد أبو حصيرة الذي يقع غرب مدينة غزة «نحن لم نتوقف عن الأذان داخل المسجد وإقامة صلاة الجماعة بداخله رغم القصف المتواصل، والاستهداف المباشر للمساجد، ففي كل يوم أحضر إلى المسجد خصوصاً في صلاة الفجر، وأؤم بالمصلين الذين يتوافدون إلى المسجد بلا خوف أو كسل، ونصلي الصلاة ولا نخشى في عبادة الله لا طائرات ولا قذائف». وأضاف «وقد لجأنا إلى جمع الصلوات المتقاربة مثل الظهر والعصر، والمغرب والعشاء، فدين الإسلام أجاز صلاة الجمع في أوقات الخوف والمطر والبرد، ونحن هنا في غزة نعيش في ظل حرب شرسة».



وبلغ عدد المساجد المدمرة 15 مسجدا طوال أيام الحرب المتواصلة على غزة، ففي فجر اليوم الثاني للحرب، تم تدمير مسجد البورنو الذي يقع بمحاذاة مجمع الشفاء الطبي غرب مدينة غزة، حيث تحول إلى كومة من ركام دفنت أسفله المصاحف الشريفة، وقد تطايرت حجارة وأعمدة المسجد في الطرقات، وألحقت شظايا الصواريخ أضرارا جسيمة بمبنى في مستشفى الشفاء المكتظ بمئات الجرحى والقتلى وتحطمت نوافذه، وتم تدمير مسجد السرايا المحاذي لسجن السرايا المركزي الذي تم قصفه أخيراً.

ودمرت الصواريخ مسجد الشهيد عماد عقل في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، لتفتك شظايا الصواريخ بأرواح خمس شقيقات من عائلة بعلوشة وهن نائمات في فراشهن بمنزلهن المجاور للمسجد، وتبع ذلك استهداف مساجد عدة، منها: مسجد أبو بكر الصديق، ومسجد الخلفاء الراشدين في مخيم جباليا، ومسجد القسام في حي عبسان الكبير شرق مدينة خانيونس جنوب القطاع، ومسجد الأبرار في بلدة بني سهيلا شرق خان يونس، ومسجدا بلال بن رباح والاستقامة في مدينة رفح جنوبا، ومسجد عمر بن الخطاب في مخيم البريج وسط القطاع، ومسجد أبي حنيفة النعمان فى منطقة تل الهوا غرب غزة.



وفي مجزرة تضاف إلى المجازر التي ترتكبها إسرائيل خلال حربها على غزة، أطلقت المدفعية المتوغلة في شمال قطاع غزة قذيفة على مسجد الشهيد إبراهيم المقادمة في مخيم جباليا شمال القطاع، حيث كان المصلون يجمعون صلاة العشاء بعد أدائهم صلاة المغرب، ليرتقي 13 شهيدا، وسقوط أكثر من 40 جريحاً.

وفي نهاية الأسبوع الثاني للحرب على القطاع، تم تدمير مسجدي النور والتقوى في حي الشيخ رضوان شمال مدينة غزة، وتحولا إلى كومة من الركام جراء استهدافهما بصواريخ من طائرة حربية من طراز F16.

تويتر