موسى كمارا ..زاهد في السلطة «محتمل»

بعدما كان مجهولاً تماماً في كوناكري مطلع الاسبوع كغيره من آلاف العسكريين، تحول الكابتن موسى داديس كمارا خلال يومين الى زعيم لمجموعة حاكمة واعلن نفسه رئيسا لغينيا.

وفجر الثلاثاء الماضي اعلن كمارا شخصيا عبر الاذاعة الوطنية حل الحكومة وكل المؤسسات، بعد ساعات على وفاة الرئيس الجنرال لانسانا كونتي، بعد حكم دام 24 عاما بلا منازع.

وبدا هذا الرجل الاربعيني النحيل، الذي يعمل في السلك العسكري منذ 17 عاما، مجرد متحدث باسم الانقلابيين.

لكن في اليوم التالي اختارته المجموعة العسكرية رئيسا ثم صفق له آلاف من سكان كوناكري وهم يهتفون «تحيا غينيا الجديدة» و«عاش الرئيس».

ومساء اليوم نفسه، قال لوسائل الاعلام الوطنية والدولية «إنني متأكد وواثق بأنني رئيس الجمهورية، رئيس المجلس الوطني للديمقراطية والتنمية».

وقد استعار من والده المزارع في قرية كوري في منطقة نزيريكوري (الف كلم جنوب شرق كوناكري) اسم موسى ليلصقه باسمه.

وعندما كان شابا، لم يترك كمارا انطباعا بانه طالب لامع في كلية الحقوق والعلوم الاقتصادية في جامعة عبدالناصر، حسبما يؤكد رفاقه. لكن في 1990 التحق بالقوات المسلحة بعد ستة اعوام من الانقلاب الذي حمل كونتيالى السلطة. وخدم في الشؤون الادارية، فكان «مديرا لفرع الوقودو ثم مديرا عاما لمحروقات الجيش، حيث كان يتولى ادارة مليارات الفرنكات الغينية».

وذكر الكومندان فاسينيت كمارا الذي يقول انه كان مدربه، ان الكابتن كمارا «تخرج في الدفعة الاخيرة لاركان الحرب» في غينياو وتلقى «دورات تدريبية في الخارج، لا سيما في المانيا».

وحتى الآن، لم يعرف عنه سوى انه كان في ربيع 2007 احد قادة تمرد الجنود الذينطالبوا بدفع رواتبهم التي تأخر دفعها وزيادة هذه الرواتب. واسفرت اعمال العنفحينذاك عن سقوط ثمانية قتلى.

كما شارك الكابتن كمارا بصورة فعالة في التمرد الذي وقع في مايو الماضيعندما طالب جنود ساخطون بدفع مكافآت وعدوا بها وباطلاق سراح عسكريين معتقلين. واسفرت المواجهات بين الشرطة والعسكريين حينذاك عن سقوط عشرة قتلى. ولكن كمارا اكد للصحافيين انه هو الذي كان يقوم دائما «بتهدئة الامور» عند وقوع «حوادث». واكد انه «لم يصل الى الحكم بالمصادفة»، بل بفضل «كثير من الصفات»، مضيفا انه «وطني».

واوضح«وقعت ثلاثة حوادث متتالية وكنت انا الكابتن داديس الذي قام بتهدئة الوضع». ثم تحدث عن مزاياه، فذكر منها «كرمه» وعدم اكتراثه «للمادة والمال». واضافالجنرال انه «معروف بطموحه»، مؤكدا في الوقت نفسه ان العسكريين الحاكمين حاليا «لا يطمعون في السلطة».

وفي معسكره في الفا يايا ديالو، مقر قيادة المجموعة العسكرية، يبدو محاطا برجاله في اجواء من الفوضى في معظم الاحيان.

لكن حاليا ، عندما يدخل غرفة، يقف الجميع، بمن فيهم رئيس الوزراء احمد تيديانسواري، واعضاء الحكومة الذين دعوا أول من أمس الى الثكنة.

وقد عبروا جميعا عن ولائهم «للسيد الرئيس».

تويتر