شبح تظاهرات 68 يحاصر ساركوزي

ساركوزي تراجع عن خطته بإصلاح التعليم خوفاً من الشارع. رويترز

اضطر الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي للتخلي عن «خططه الإصلاحية» التي وعد بها، خوفاً من تفجر العنف والاحتجاجات عشية العام الجديد، لاسيما تلك التعليمية التي تعتبر احد أعمدة برنامج حكومته، وأثارت غضب الطلبة.

ساركوزي، (53 عاماً)، كثيراً ما سخر من تراجع سلفه جاك شيراك عن تفعيل الإصلاحات بعد التظاهرات المضادة لها، واتت تظاهرات طلبة المدارس الصاخبة الأسبوع الماضي لتُعرّضه هو نفسه للهزء والسخرية، وتصيب مؤيديه بالإرباك.

ويبدو أن ساركوزي يخشى من أن تمتد هذه التظاهرات لتطغى على أعياد الميلاد والعام الجديد، وتمتد عبر أوروبا مستلهمة عنفوانها من تظاهرات الطلبة في اليونان، التي تواصلت حتى الأسبوع الماضي.

وصرح ساركوزي أمام وزرائه قائلاً «إننا لا نريد أن نرى مرة أخرى (مايو 68) في أوروبا في خضم أعياد الميلاد»، في إشارة لتلك التظاهرات الشهيرة قبل أربعة عقود، التي أدت لانهيار حكومة الرئيس الفرنسي الأسبق الجنرال شارل ديغول عام .1969

يخشى ساركوزي أيضاً من أن تتطور التظاهرات في نهاية العام، لما يشبه تلك القلاقل والحرائق التي اجتاحت ضواحي المهاجرين قبل ثلاث سنوات.

ويضيف ساركوزي «الأمور بدأت تشتعل في اليونان وفي كل مكان في أوروبا، مثل اسبانيا وايطاليا وكذلك فرنسا، وشعار (جيل الـ600 يورو) يمكن أن يتسرب إلى هنا» في إشارة للشعار الذي رفعه الطلبة اليونانيون كون جيلهم لا يجد وظائف تدفع أجراً أكثر من 600 يورو في الشهر. هذا التراجع عن الإصلاحات يعتبر جزءاً من تحول كبير تبنته حكومة ساركوزي منذ أن ضربت الأزمة المالية العالم.

وبما أن ساركوزي وصل إلى السلطة بموجب شعار «اعمل أكثر تكسب أكثر»، بدأ هذا الزعيم الفرنسي المداهن، الميل نحو اليسار في الوقت الذي فقدت فيه حتى أميركا نفسها شهيتها نحو السوق الحرة.

ففي يوم الاثنين الماضي، تخلى عن وعد قطعه منذ وقت طويل بشأن السماح بالتسوق أيام الآحاد، كما قويت معارضته لفكرة العمل لساعات طويلة، لاسيما منذ فشل ما يسمى بالنموذج الأنجلوساكسوني، الذي بموجبه ترى بريطانيا أن سر النجاح الاقتصادي يكمن في العمل الطويل الجاد. ولم يعد ساركوزي ينظر إلى بريطانيا كنموذج يحتذى به.

وترى الحكومة الفرنسية إرجاء الإصلاح التعليمي حتى العام المقبل بدلاً عن التخلي عنه كلية، حيث يهدف الإصلاح إلى ترقية أداء المدارس العليا عن طريق تعديل المنهاج. إلا انه على الرغم من ذلك فإن اتجاه الحكومة لمنح الجامعات استقلالية اكبر في إدارة ميزانيتها، الذي وجد معارضة مماثلة من الطلبة ينظر إليه المراقبون كأول تراجع كبير لساركوزي منذ أن وصل إلى الحكم العام الماضي.

وعلى الرغم من تراجع الحكومة، تواصلت الاحتجاجات وأغلق طلبة المدارس خطوط السكك الحديدية، واشتبكوا مع الشرطة أخيراً، وتخشى الحكومة من أن يحذو الطلبة حذو نظرائهم اليونانيين الذين تسببوا في خسائر في العاصمة اليونانية أثينا منذ السادس من هذا الشهر تقدر بمئات ملايين الدولارات.

عن «ذي صنداي تايمز»

تويتر