صورة وظلال
مارتي أهتيساري.. هاوي صناعة سلام
بتسلّمه جائزة نوبل للسلام لعام 2008 في العاصمة النرويجية أوسلو، انضم الرئيس الفنلندي السابق مارتي اهتيساري (71 عاماً) الى قافلة الفائزين بهذه الجائزة، والتي تضم 96 شخصية بينهم الناشط الأميركي مارتن لوثر كنغ والزعيم الإفريقي نيلسون مانديللا وما لا يقل عن 20 منظمة وجماعة، حيث أعلن رئيس لجنة نوبل اولي دانبولت ميوس أن اهتيساري كوفئ «لجهوده الكبرى في قارات عدة، وعلى مدى ثلاثة عقود بهدف حل النزاعات الدولية وأن الجهود أسهمت في وجود عالم اكثر سلماً وفي إخاء بين الأمم من وحي مبادئ الفرد نوبل».
جاب اهتيساري المولود في 23 يوليو عام 1937 في فيبورغ بفنلندا مختلف ارجاء العالم خدمة للسلام، لا سيما بصفته رئيساً لمبادرة ادارة الأزمات، المنظمة غير الحكومية التي اسسها العام .2000
بدأ اهتيساري نشاطه السياسي في السبعينات من القرن الماضي عندما عيّن سفيراً لفنلندا في تنزانيا، وهناك نسج خيوط اتصال بحركة المقاومة في ناميبيا ما شجّع الأسرة الدولية على تعيينه عام 1989 رئيساً للبعثة العسكرية الدولية في ناميبيا التي استغرقت جهوده فيها 13 عاماً.
و تعدّ الجهود التي قام بها في سبيل إنهاء نزاع كوسوفو، والتي انتهت بإعلان الإقليم استقلاله في فبراير 2008 من أبرز ما قدّمه أهتيساري لخدمة السلام الدولي.
في عام 2000 لفت الأنظار إليه حينما أشرف على نزع أسلحة الجيش الجمهوري الأيرلندي في أيرلندا الشمالية، وفي عام 2005 نجحت جهود الناشط الفنلندي في التوسط بين الحكومة الاندونيسية والمسلحين السابقين من حركة اتشيه الحرة لتوقيع اتفاق سلم بين الطرفين ما أنهى حرباً دامت أكثر من 30 عاماً وراح فيها 15 الف قتيل. كما نجحت جهوده بعد تسع سنوات من الوساطة في وقف ضربات حلف شمال الأطلسي على يوغوسلافيا السابقة في ظل رئاسة الرئيس الراحل سلوبودان ميلوسيفيتش.
على الصعيد العربي تمكن اهتيساري من وضع بصمته في المنطقة الشائكة، حيث نظم عام 2007 محادثات بين عراقيين سنة وشيعة للتقريب بينهما على أمل تخفيف حدة الصراع الطائفي في بلاد الرافدين.
وبمناسبة تسلمه الجائزة ألقى اهتيساري خطاباً حث خلاله الرئيس الأميركي المنتخب، باراك أوباما على وضع قضية حل الصراع في الشرق الأوسط على رأس أولويات العام الأول من حكمه، واعتبر أهتيساري أن مسألة الشرق الأوسط هي «أكبر تحدٍ لبناء السلام» أمام المجتمع الدولي حالياً، قائلاً إن العالم لم يعد بإمكانه الاستمرار عاماً بعد الآخر في الإدعاء بأنه قام بما يساعد على تحسين الوضع في المنطقة، طالباً من المجتمع الدولي الإلقاء بثقله خلف جهود صنع السلام، ومحذراً من أن صدقيته في هذا الإطار على المحك».
رفض الرئيس الفنلندي السابق - على امتداد حياته واختلاف موقعه-اعتبار الحروب «أمراً لا مفر منه»، واتهم المستفيدين منها بتأجيجها، وقال إن «كل الصراعات قابلة للحل»، مشيراً الى أن اهتمامه بحل النزاعات العالمية يعود إلى مرحلة طفولته التي قضاها في منطقة فنلندية وقعت تحت السلطة السوفيتية بموجب اتفاقية لتقاسم النفوذ وقعتها موسكو مع ألمانيا في الحقبة النازية، وتحدث عن الآلام التي شعر بها في ذلك الوقت عندما أصبح «لاجئاً في وطنه».
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news