صوماليات يحلمن بالزواج من قراصنة

صوماليات يعتقدن أن القرصان أفضل زوج. أرشيفية

في الماضي، كان حلم الفتاة الصومالية الزواج من ابناء زعماء القبائل والتجار وابناء زعماء الحرب، واليوم انعكس الوضع بشكل مريع، واصبحت الفتيات يتطلعن للزواج من القراصنة الذين يقلن إنهم يوفرون لهن الحياة الرغيدة، بغض النظر عن مصدر تلك الثروة. حتى الآباء يصرون على مصاهرة القراصنة على الرغم من التحذيرات الصادرة من المساجد «لا تقبلوا هدايا القراصنة، ولا تأكلوا طعامهم، ولا تزوجوهم بناتكم، إنه أسوأ من أن تتزوجوهن أنتم أنفسكم».

ويبدو أن الكثير من سكان مدينة بيساسو الساحلية لا يلقون بالاً لهذا التحذير. الجميع في هذا الميناء الصومالي الشمالي يتسابقون من أجل الحصول على نصيب من أموال القراصنة. الفتيات المحجبات، على الرغم من ابتساماتهن الخجولة، يقلن إن القرصان هو أفضل زوج على الاطلاق، ويتحدثن عنه كما كن يتحدثن في الماضي عن عشائر بيساسو من القادة وزعماء الحرب، ويصفنهم بالشجعان الذين يبحرون بسفنهم الخشبية في متاهات المحيط الهندي كل يوم. ومن الناحية الاخرى يسعى بائعو العقارات والسيارات الفاخرة وغيرهم لتقديم خدماتهم لهؤلاء الأثرياء الجدد الذين يقيمون الحفلات الراقصة ويقتنون الفلل الفاخرة التي ترتفع بشكل شاذ وسط ركام مدن الصفيح العشوائية.

والى وقت قريب كانت مدينة بيساسو من المدن التقليدية والمحافظة التي يخشى سكانها المحليون من ان يتحول شبابها نحو الجريمة بفعل الإغراءات التي تحيط بهم، والاموال المتدفقة في شكل فدى من الأجانب المختطفين.

يقول عبدالله احد الصيادين القدامى الذي تحول إلى قرصان بعد دمار سفينته «أصبحت قرصانا لأنني أدركت أن القرصنة هي الطريق الوحيد لأي صومالي مثلي يريد أن يغتني»، ويصف وضعه الجديد بأنه «حياة رغيدة، اذ باستطاعتي شراء سيارة ومنزل جديدين، وعندما نصل إلى الشاطئ نقيم احتفالات ضخمة تؤمها النساء ونتناول خلالها الكثير من القات، ولا تسألني زوجتي أبداً عن مصدر تلك الأموال». احتفال الأسبوع الماضي كان اكبر بالنسبة لعبدالله ورفاقه، إثر استيلائهم على ناقلة النفط السعودية «سايروس ستار» والتي تحمل على متنها نفطا قيمته 100 مليون دولار، و25 بحارا من بينهم بريطانيان.

احتجز القراصنة سفناً كثيرة على طول الساحل الصومالي، وتدفقت ملايين الدولارات في ايديهم. وفي مدينة بيساسو يهتف الصبية الحفاة بانبهار عندما يشاهدون رجلا يقود سيارة جديدة «القرصان... القرصان».

وزير داخلية منطقة بونت لاند، محمد سعيد كالومي، يقول «الشباب ينجذبون لهذه المهنة نظرا لنسبة العطالة العالية في البلاد التي تصل إلى 100٪ مع عدم وجود مصانع أو صناعة»، ويواصل حديثه «الآن يجدون في هذه المهنة الخارجة عن القانون فرصة للحصول على ملايين الدولارات، ومن خلال ذلك يشترون الأسلحة ويذهبون لأبعد من ذلك فيقدمون الرشى للمؤسسات القضائية ليتجنبوا الاعتقال».

وتحاول بونت لاند انتشال نفسها من حالة الفوضى السياسية التي تعم الصومال منذ سقوط الرئيس الصومالي السابق محمد سياد بري أوائل تسعينات القرن الماضي، حيث أعلنت نفسها شبه مستقلة عام 1998 ولهذا السبب ازداد سكان بيساسو منذ ذلك الوقت ليبلغ عشرة أضعاف بفضل الأمن المتوافر فيها وهروب الناس إليها من المناطق الصومالية الأخرى.

تويتر