الهند: جهات خارجية تقف وراء هجمات مومباي
الحكومة الهندية أكدت تصميمها على عدم السماح بتكرار هجمات مومباي. أ.ب
أنهت السلطات الهندية أمس أزمة الرهائن في فندق تاج محل في مومباي، بينما لايزال نحو 15 إسرائيلياً رهائن بأيدي منفذي هجمات مومباي التي وقعت في المدينة الليلة قبل الماضية وخلفت أكثر من 125 قتيلاً و300 جريح، وفيما تتوالى الإدانات العربية والدولية على تلك الأحداث، رأت حكومة نيودلهي أن الهجمات خطط لها جيداً، ملمحة إلى أن جهات خارجية تقف وراءها.
وفي التفاصيل، قال قائد شرطة ولاية مهاراشترا، إيهان روي، إن قوات الشرطة تمكنت من إنقاذ جميع نزلاء فندق تاج محل، الذي هاجمه مسلحون ضمن مواقع أخرى، من بينها فندق أوبروي، الذي أكد المسؤول الهندي وجود رهائن آخرين مازالوا محتجزين فيه.
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن شاهد عيان قوله إن انفجاراً سُمع دويّه في فندق أوبروي، في حين أعلن الجيش الهندي عملية لتحرير الرهائن ورفض التفاوض مع الخاطفين، الذين لم تكشف السلطات عما إذا كانت لديهم مطالب أم لا. غير أن أحد المسلحين عرض إجراء محادثات مع حكومة نيودلهي مقابل الافراج عن الرهائن، شاكياً في الوقت نفسه من انتهاكات في كشمير.
وقد نفذت مجموعات صغيرة من المسلحين هجمات متزامنة على مواقع متعددة في مومباي الليلة قبل الماضية، كما احتجز المسلحون رهائن تضاربت الأنباء عن عددهم.
وتناقلت وسائل الإعلام خبر تبني مجموعة صغيرة غير معروفة تسمي نفسها «ديكان مجاهدين» وتعني باللغة المحلية (مجاهدي الجنوب) هذه العمليات.
وتضيف المصادر نفسها أن المجموعة المذكورة أعلنت أنها نفذت هذه الهجمات دفاعاً عن المسلمين، رداً على ما تقول إنه اضطهاد لهم من الهندوس.
واستهدفت تلك الهجمات، إضافة إلى الفندقين المذكورين فندقاً ثالثاً ومستشفى ودار سينما ومطعماً ومحطة قطار، وقتل فيها أربعة مسلحين و11 شرطياً بينهم قائد وحدة مكافحة الإرهاب في شرطة المدينة.
وأظهرت لقطات تلفزيونية انطلاق ألسنة لهب هائلة من طابق علوي في فندق أوبروي، في حين كانت قوات الكوماندوز تقاتل المسلحين في الداخل.
وفي وقت سابق قال أرار باتيل، نائب رئيس حكومة ولاية مهاراشترا الهندية التي تعتبر مومباي مركزها، إن عدد النزلاء والعاملين المحاصرين داخل فندق أوبروي يتراوح بين 100 و200 وإن عدد المتشددين في الداخل يتراوح بين 10 و 12.
وأكدت الشرطة الهندية أن عائلة إسرائيلية ضمن الرهائن، وأنها احتجزت في مبنى سكني، كما أعلن اتحاد يهود الهند أن حاخاماً يهودياً وأفراد أسرته تم احتجازهم.
من جهته، قال رئيس الوزراء الهندي، مانموهان سينغ، إن الجماعة التي تقف وراء هجمات مومباي ممولة ومدعومة من الخارج. وأكد رئيس الوزراء في كلمة متلفزة انه ستتم مطاردة المسؤولين عن هذه الهجمات ومعاقبتهم.
وأضاف أن هناك دليلاً على ان الذين نفذوا الهجمات جاءوا ولديهم تصميم على إثارة الفوضى في عاصمة البلاد المالية.
وقد قتل في هجمات مومباي ستة أجانب على الأقل بينهم إيطالي وبريطاني وياباني وأسترالي.
وقال بيان لوزارة الخارجية الإيطالية إن بين القتلى في الهجمات مواطناً إيطالياً، وأعلنت شركة طاقة يابانية أن أحد عمالها اليابانيين هو أيضاً بين القتلى.
في غضون ذلك، توالت ردود الأفعال على هجمات مومباي، حيث أدانت أطراف عربية ودولية كثيرة تلك الأحداث. فقد دان متحدث باسم وزارة الخارجية الكويتية «الهجمات الإرهابية»، وأعرب عن تضامن بلاده مع الحكومة الهندية.
وشدد الرئيس الباكستاني آصف زرداري على ضرورة اتخاذ تدابير صارمة لاجتثاث ما سماه الإرهاب والتطرف من المنطقة. كما أدان رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني بقوة ما وقع في مومباي وعبر عن حزنه العميق لسقوط قتلى في تلك الهجمات.
كما دان رئيس الوزراء الياباني تارو أسو هجمات مومباي وقال إنها «عمل إرهابي» دنيء ولا يغتفر.
وفي الولايات المتحدة قال بيان صادر عن البيت الأبيض إن الرئيس جورج بوش يدين هجمات مومباي ويقدم تعازيه لأسر الضحايا.
وفي تفاعلات أخرى شهد البيت الأبيض اجتماعاً لمسؤولين بارزين في الاستخبارات ومكافحة الإرهاب بعد هجمات مومباي، وعرض تقديم المساعدة للسلطات الهندية.
أما الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون فقد رأى أن «هذا العنف غير مقبول على الإطلاق ولا توجد قضية أو مظالم يمكن أن تبرر الهجمات العشوائية على المدنيين»، ودعا إلى تقديم الجناة إلى المحاكمة سريعاً، وأعرب عن المواساة لعائلات الضحايا والتضامن مع الهند شعباً وحكومة.
ودان وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير أمس بشدة الهجمات التي وقعت في مدينة مومباي.
وتعهد رئيس الوزراء البريطاني غوردون براون بالوقوف إلى جانب الحكومة الهندية في الرد القوي على الهجمات وعرض على الحكومة الهندية كل المساعدات الضرورية.
من جانبها، قدمت الحكومة الفرنسية التعازي لأسر ضحايا التفجير والهجمات وأدانت عملية احتجاز الرهائن، واصفة «الإرهاب بأنه اعتداء على ديمقراطية الهند»، وتعهدت بتضامن الاتحاد الأوروبي مع نيودلهي.
صرح بذلك سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية، حيث قال إن دولة الإمارات العربية المتحدة تستنكر هذه الجريمة النكراء المروعة وتؤكد تضامنها الكامل مع الحكومة الهندية ووقوفها إلى جانبها في مواجهة هذه الأعمال الإجرامية وتجاوزها.. وتقدم التعازي لأسر وذوي الضحايا الأبرياء وتتمنى الشفاء العاجل للمصابين.
لمشاهدة مخطط للهجمات الرئيسة في الهند خلال الأعوام الخمس الماضية يرجى الضغط على الصورة في الأعلى
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news