20 قتيلاً في حادث على متـن غواصة نووية روسية

في أسوأ حادث تمنى به البحرية الروسية منذ ثمانية أعوام، قتل أكثر من 20 شخصاً جراء عطل طرأ على نظام مكافحة الحرائق في غواصة نووية تابعة للاسطول الروسي في المحيط الهادي خلال تجربتها، جاء ذلك في وقت قالت موسكو إنه ليس لواشنطن حق الإدلاء برأي في نصب صواريخ روسية في جيب كالينينغراد.

وتفصيلا، قال المسؤول في البحرية ايغور ديغالو أمس «خلال تجربة غواصة نووية (السبت) طرأ عطل على نظام مكافحة الحرائق ما أدى الى مقتل اكثر من 20 شخصاً بينهم عسكريون وعمال».

واضاف ان «الغواصة لم تتضرر، فمفاعلها النووي يعمل بشكل طبيعي والمستويات الاشعاعية التي تم تسجيلها على متن الغواصة طبيعية».

وأوضح ديغالوا أن الغواصة تلقت أمراً فوريا بوقف تجربتها والعودة الى المرفأ، مشيرا الى أنها «في طريقها» الى المرفأ.

وأبلغ وزير الدفاع الروسي اناتولي سرديوكوف بالحادث الرئيس ديمتري مدفيديف الذي طلب فتح تحقيق «كامل ودقيق» وتقديم «أكبر مساعدة ممكنة الى عائلات الضحايا».

ونقلت وكالة أنباء روسية عن مصدر في شركة أمور لبناء السفن قوله إن الحادث وقع على متن الغواصة نيربا المعروفة داخل حلف شمال الأطلسي بالغواصة من طراز أكولا.

وأشارت وسائل إعلام محلية إلى أن الغواصة نيربا التي جرى تحديثها في السنوات الأخيرة، قامت بتجارب في البحر بنهاية الشهر الماضي. وبدأ بناء الغواصة نيربا عام 1991 ولكن التمويل جفّ أثناء الفوضى التي وقعت في التسعينات.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مسؤول رفيع في أسطول المحيط الهادي قوله إن الحادث وقع في مقدمة الغواصة التي ذكرت البحرية أنها كانت في طريق عودتها إلى الساحل.

وكان 208 أشخاص على متن الغواصة عندما وقع الحادث أثناء تدريبات بحرية روتينية. ولكن عدد القتلى يجعله أسوأ حادث للبحرية الروسية المعرضة للحوادث منذ غرق الغواصة النووية كورسك في بحر بارنتس عام 2000 ومقتل كل البحارة الذين كانوا على ظهرها وعددهم 118 بحاراً.

يذكر أن الرئيس الروسي السابق فلاديمير بوتين الذي كان قد تولى الرئاسة قبل بضعة أشهر فقط من وقوع كارثة «كورسك»، تعرض لانتقادات في الداخل لرد فعله البطيء تجاه هذا الحادث.

وقد منيت البحرية الروسية بسلسلة من الحوادث القاتلة على الرغم من الزيادات الكبيرة في التمويل ومحاولات الكرملين استخدام أسطوله الذي يعود إلى العهد السوفييتي لإعطاء صورة تنم عن القوة في الخارج والداخل.

على صعيد آخر، قال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف امس ان قرار موسكو نصب صواريخ في جيب كالينينغراد المحاط بدول أوروبية مسألة داخلية ليس للولايات المتحدة ان تدلي برأي فيها.

ونقلت وكالة أنباء ايتار تاس عن لافروف قوله عقب لقاء مع وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس في مصر «لست اعتقد ان للولايات المتحدة علاقة بنصب نظم روسية على الاراضي الروسية».

وكان مدفيديف اعلن الاربعاء الماضي نصب صواريخ في هذا الجيب المحاط بأراضي دول في الاتحاد الاوروبي، وذلك ردا على مشروع نصب عناصر في الدرع الاميركية المضادة للصواريخ في بولندا وجمهورية التشيك.

تويتر