الأسيرات الفلسطينيات يتعرّضن للتحرش

الراعي تتعهد بمواصلة النضال.  الإمارات اليوم

قالت عميدة الأسيرات الفلسطينيات المفرج عنها، سونا محمود الراعي (40 عاما) من مدينة قلقيلية إن «الاسيرات الفلسطينيات في سجون الاحتلال يتعرضن لجميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، وأخطرها تعرضهن للتحرش من قبل السجانين»، موضحة أن ذلك يترك آثارا نفسية سيئة فيهن.

وأشارت الأسيرة التي أطلق سراحها بعد 12 عاما قضتها داخل السجون الإسرائيلية، في حديث إلى «الإمارات اليوم» إلى أن «سجني هاشرون والدامون اللذين يعدان سجني الأسيرات الفلسطينيات، عبارة عن مبان قديمة جدا وآيلة للسقوط، وجدرانها متصدعة، وغرف الاعتقال«الزنازين» ضيقة جدا، وأن سجن الدامون كان اسطبلا للخيول والحيوانات في السابق».

وحول سبب وظروف اعتقالها قالت الراعي، لقد اعتقلت عام 1987 لأكثر من شهر قبل أن يتم أسري لمدة 12 عاما، في محاولة للضغط على شقيقي إبراهيم، ليعترف بما وجه إليه من عمليات وأنشطة في الانتفاضة. وبتاريخ 13 أبريل 1988 قتلت القوات الإسرائيلية شقيقي إبراهيم، وهذا ما دفعني للانضمام الى صفوف «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، لمواصلة العمل النضالي ضد الاحتلال.

وفي يوم 13 أبريل ،1997 قررت تنفيذ عملية فدائية انتقاما لروح شقيقي، في الذكرى التاسعة لاستشهاده، واستكمالا لنضالي ضد الاحتلال. وحملت السلاح وأطلقت النار على جنود إسرائيليين على معبر الكرامة «جسر اللنبي» الواصل بين الأراضي الفلسطينية والأردنية، وأصيب ثلاث جنود، وتم اعتقالي عقب ذلك، واقتادوني إلى مركز توقيف «المسكوبية» في القدس، ومكثت شهرين، وحكمت المحكمة بسجني لمدة ثماني سنوات، ولكن النيابة اعترضت وتم تمديد الحكم إلى 12عاما، وقد تركت خلفي طفلي الوحيد محمد، حيث كان عمره آنذاك ثلاثة أعوام.

وأضافت منذ الأيام الأولى لرحلة الأسر الطويلة عايشت ظروفا قاسية، حيث وضعت مع معتقلات إسرائيليات جنائيات، ولم يكن هناك إلا أسيرة فلسطينية واحدة، ومارسوا معي التعذيب النفسي حيث وضعوني منفردة داخل زنزانة ضيقة، وكانوا يسمعونني أصواتا صاخبة، بالإضافة إلى أصوات معتقلين يتعرضوا للتعذيب.

وقالت «تعرضت لأساليب ابتزاز رخيصة من قبل المعتقلات الجنائيات الإسرائيليات، حيث كن يشتمننا ويتصرفن تصرفات لا أخلاقية، كونهن متورطات بقضايا آداب وإدمان وسرقة. كما أن إدارة السجن كانت منحازة لهن، وكلما احتججنا على أفعال تلك المعتقلات ازداد تعرضهن لنا».

وأكدت أن «الاسيرات يتعرضن لجميع أنواع التعذيب النفسي والجسدي، ومن هذه الأساليب كان يحضر إلى الزنازين سجانان كلما أردوا إخراجنا إلى الفورة«مكان الاستراحة»، أو نقلنا إلى سجن آخر، أو في أي وقت أردوا فيه أن يمارسوا التعذيب، ويقومون بضربنا بالهري وأعقاب البنادق وخراطيم المياه، ويطلقون الغاز الذي يتسبب بحالات اختناق وإغماء بين الأسيرات».

وأشارت الى أن إدارة السجن كانت تقوم بعمليات تفتيش مفاجئ وليلي ومتكرر، ويتم إخضاع الأسيرات للتفتيش الجسدي المهين، وحرمانهن من ساعات الاستراحة،وتقليصها من ست ساعات يوميا، إلى ثلاث ساعات.

أما أصعب المواقف التي تعرضت لها فقالت إن أصعب المواقف، هو التحرش الذي تعرضت له من السجانين كباقي الأسيرات، حيث كنت في الفورة وكان يراقبنا سجان، واقترب مني وقام بتصرفات رخيصة، وتلفظ بشتائم وألفاظ نابية، وهذا ما أثر في نفسي كثيرا، ومنعني من الخروج إلى الفورة لفترة طويلة. ومن المواقف التي أثرت فيّ، عندما أقدمت إدارة سجن الدامون على نزع الطفل الرضيع للأسيرة منال غانم من مدينة طولكرم، فقد ولدته داخل السجن، وبعد فترة تم حرمانها منه وإخراجه من السجن.

وأوضحت أن إدارة السجون الإسرائيلية تتبع أساليب قاهرة في قضية زيارة الأهل للأسيرات، فالمكان المخصص للزيارة ضيق، ويوجد في وسطه أسلاك حديدية، والتي تمنع الأهل أن يسلموا على الأسيرات أو يعانقوهن. كما يوضع حاجز بلاستيكي للتأثير في وضوح الصوت بين الطرفين. ولم تسمح الإدارة بتوفير هاتف محمول للتواصل بيننا وبين أهلنا. ومنذ فترة طويلة يتم منع الأهالي سواء من الضفة الغربية أو قطاع غزة من زيارة الأسيرات، وهذا ما يزيد من حجم المعاناة التي يتعرضن لها داخل السجن.

وقالت «لم يزرني ابني الوحيد محمد إلا مرة واحدة طوال فترة أسري، عندما كان عمره ستة أعوام، ولم يتجاوز عدد زيارات أشقائي لي ثماني زيارات خلال الـ 12 عاما من الأسر. أما أمي وأبي فقد توفيا قبل أن يتم اعتقالي».

وحول إطلاق سراحها قالت الراعي لم أصدق أنني غادرت السجون بجدرانها الضيقة، وتحررت من قسوة السجان وتعذيبه، فعندما وصلت إلى مدينتي قلقيلية عقب الإفراج عني، استغرقت وقتا طويلا وأنا أتأمل في كل شيء من حولي، وأدقق جيدا وكأنني مولودة جديدة، وفوجئت بتغير ملامح قلقيلية.

وأضافت «لقد غمرتني فرحة كبيرة عندما شاهدت أهلي وأحبابي وجيراني، والمئات من الفلسطينيين وهم يستقبلونني عقب الإفراج عني. وما زاد من فرحتي أنه أصبح بمقدوري أن أحضن ابني الوحيد الذي حرمت منه منذ أن كان طفلا صغيرا». وأكدت الراعي أنها ستواصل النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، والدفاع عن الأسيرات والأسرى والمطالبة بالإفراج عنهم .

تويتر