استغلال نساء ساركوزي لتلطيخ سمعته

ساركوزي وزوجته الأولى ماري التي تركها من أجل سيسيليا الجالسة بجوار زوجها الأول.أرشيفية

ظهرت في فرنسا أخيراً قصة عن المكائد والمؤامرات السياسية، حيث يشتبه بتجسس رئيس المخابرات الفرنسية السابق بفيس بيرتراند على زوجات الرئيس الفرنسي نيكولاي ساركوزي وعشيقاته في محاولة لتلطيخ سمعته.

ومن الأسرار التي تم الكشف عنها، وجود أدلة في مفكرة رئيس المخابرات السابق على انه تمت مراقبة هاتف زوجة ساركوزي الاولى ماري دومينيك كوليولي، حتى بعد انفصالهما، لمدة 12 عاما وذلك حتى عام 2004.

وسلط الكشف عن هذه الاسرار الضوء على سياسة الضرب تحت الحزام القذرة التي يمكن ان يلجأ اليها الساسة الفرنسيون، وإلى أي مدى يمكن ان يتم فيه استخدام المخابرات كأداة لتصفية حسابات شخصية بدلا من حماية مصالح الدولة.

ففي يناير 2003 كتب بيرتراند (64 عاما) صفحتين في مفكرته واصفا كيف ترك «ساركو» كما كان يسميه حينها، وهو وزير داخلية، كوليولي في نهاية الثمانينات من اجل سيسيليا التي اصبحت زوجته الثانية عام 1996.

سيسيليا زوجة ساركوزي الثانية.أرشيفية-أ.ف.ب

وذكر بيرتراند في مفكرته حوارا هاتفيا بين كوليولي وصديقتها عن علاقة ساركوزي مع سيسيليا، حيث يعتقد ان هذا الحديث تم تسجيله عن طريق مراقبة هاتف كوليولي. وبعدها تمت مصادرة مفكرة بيرتراند، التي تحتوي ادعاءات متفجرة حول تعاطي المخدرات والممارسات الجنسية لعدد من كبار السياسيين، اثناء تحقيق حول المؤامرات القذرة التي تستهدف ساركوزي في يناير الماضي . ورشحت معلومات عن هذه المفكرة الاسبوع الماضي لمجلة «لوبوان» الفرنسية، التي قالت عنها إنها «رحلة مرعبة تحت تنانير العامة».

وانكر بيرتراند الذي يمثل المدرسة القديمة في المخابرات الفرنسية أي محاولة للإساءة لساركوزي الذي كان نقله من منصبه الى عمل آخر عام 2004 بعد ان اتهمه بالتآمر.

وقال هذه التهمة «محض خيال»، مدافعا عن اهتمامه الكبير بالحياة الشخصية لكبار السياسيين على اساس انه «من الطبيعي ان يتم ابلاغه في مرحلة مبكرة عندما يتعاطى احد السياسيين المخدرات، لأن هذا الامر يمكن ان يؤثر في الحياة العامة في الدولة».

وأضاف بيرتراند أن هذه المعلومات الموجودة في المفكرة لم تكن يوما «موضوعا للابتزاز»، على الرغم من ان كتاباته تظهر انه كان مهووسا بساركوزي.

وقال بيرتراند في احدى كتاباته عن ساركوزي التي تعود الى عام 2002،«يقوم ساركوزي ببناء فيلا في منطقة سارتوفيل مستخدما شركات بناء جميعها على القائمة السوداء، لانها تشغل عمالا غير شرعيين». وفي موضوع آخر، ذكر بيرتراند ان غولمان ساركوزي وهو نائب رئيس اتحاد العمال الفرنسي وشقيق الرئيس كان قد تعرض لمحاولة «ابتزاز».

وترى مجلة «لوبوان» ان هذه المفكرة تعد اول دليل موثّق على ان المخابرات الفرنسية لعبت دورا فاعلا في الجهود التي بذلها الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك لمنع ساركوزي من خلافته العام الماضي.

واطلقت المجلة على بيرتراند لقب «اللاعب الاساسي في حكومة سوداء كانت تعمل لخدمة شيراك».

ويقول النقاد ان القادة الفرنسـيين مادام استخدموا المخـابرات لتحقـيق مآربـهم. فقد احب الرئيس الأسبق فرانسوا ميتران ان يتنصت على هواتف اصدقائه وخصومه. وكان لدى شيراك كل الحق كي يشعر بالقلق من ساركوزي، فهو لم يسامحه على غدره. وعلى الرغم من ان شيراك كان يمثل المُعلم والناصح لساركوزي، الا ان هذا الاخير رشح نفسه امام شيراك في عام 1995.

تويتر