تفاصيل كمين الشجاعية الدموي.. مقتل 10 جنود بينهم ضابطان كبيران في الجيش الإسرائيلي

أعلن الجيش الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن مقتل عشرة جنود، من بينهم قائدان كبيران وعدد من الضباط، خلال المعارك في غزة، ليرتفع عدد قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 442 جندياً من هجوم السابع من أكتوبر الماضي.

وقُتل تسعة جنود في معركة في قلب حي الشجاعية في قطاع غزة، في واحدة من أقسى الضربات دموية التي تعرض لها الجيش الإسرائيلي منذ بدء الهجوم البري على قطاع غزة،

وذكر الجيش الإسرائيلي أن القتلى في معركة الشجاعية هم العقيد يتسحاق بن بسات (44 عاما) رئيس فريق قادة لواء “جولاني”، المقدم تومر غرينبرغ (35 عامًا) قائد الكتيبة 13 في لواء “جولاني”، الرائد روعي ملداسي (23 عاماً) قائد سرية في الكتيبة 13، الرائد موشيه أفرام بار أون (23 عامًا) قائد سرية في الكتيبة 51 في لواء “جولاني”، النقيب لئيل حايو (22 عاماً) قائد فصيلة في الكتيبة؛ الرقيب أخيا داسكال (19 عاماً) جندي في الكتيبة 51، الرقيب عيران ألوني (19 عاماً) من الكتيبة 51، الرائد بن حيلي (26 عاماً) قائد فرقة في الوحدة 669 في سلاح الجو الإسرائيلي، والرقيب من الدرجة الأولى روم هيخت (20 عامًا) من الوحدة 669.

وبن بسات هو أكبر ضابط في الجيش الإسرائيلي يقتل في الهجوم البري على قطاع غزة.

وقتل الرقيب أوريا يعكوف (19 عاما)، من الكتيبة 614 في سلاح الهندسة القتالية من عسقلان، في حادث منفصل شمال غزة. وقال الجيش إن ثلاثة جنود آخرين أصيبوا بجروح خطيرة.

وقال صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" إنه وفقا لتحقيق أولي، كان جنود مشاة من لواء جولاني يعملون مساء الثلاثاء إلى جانب قوات المدرعات والهندسة وينفذون عمليات تفتيش في القصبة، أو قلب الشجاعية، التي تعتبر إحدى معاقل حركة "حماس" الأكثر تحصينا في شمال غزة.

ودخلت قوة أولية من أربعة جنود إلى ثلاثة مبان – كان يعتقد أنها مهجورة – تحيط بالفناء، لإجراء عمليات تفتيش وعثرت على مدخل نفق. وعندما دخل الجنود إلى أحد المباني، نصب لهم مسلحو حماس كمينا، وألقوا قنابل يدوية وفجروا عبوة ناسفة وأطلقوا النار عليهم.

وأصيب الجنود الأربعة بالانفجارات داخل المبنى، فيما استمر إطلاق النار من الخارج.

ثم حاولت مجموعة ثانية من القوات في الخارج الوصول إليهم، لكن انقطع الاتصال بقائد القوة. ثم اطلق القادة إجراءات الطوارئ وسط مخاوف من احتمال أسر الجنود.

وقاد عدد من كبار ضباط لواء "جولاني" القوات على الفور إلى المنطقة، بما في ذلك بن بسات، الذي قاد عملية الإنقاذ، وغرينبرغ، من الكتيبة 13، واثنين من قادة الكتائب الآخرين، الذين طوقوا المنطقة لتوفير غطاء لقوة الإنقاذ.

وقاد غرينبرغ حركة التطويق من الشمال، في حين قام قائد كتيبة الاستطلاع في لواء "جولاني" بتحرك مماثل من الجنوب، وتقدم قائد الكتيبة 53 في اللواء المدرع 188 من اتجاه آخر.

وتعرضت القوات أثناء محاولة الإنقاذ لإطلاق نار متواصل من المسلحين داخل المباني، الذين ألقوا أيضًا قنابل يدوية وفجروا عدة عبوات ناسفة كبيرة أخرى.

ووصلت قوة الإنقاذ إلى المجموعة الأولية لكنها وجدت أن أربعة الجنود قتلوا جميعًا. وقُتل جنديان من فريق البحث والإنقاذ التابع لوحدة النخبة 669 التابعة للقوات الجوية أثناء محاولتهما اقتحام المجمع.

ثم تعرضت قوة غرينبيرغ لإطلاق نار كثيف من مبنى ثانٍ. وردت القوات، بما في ذلك بإطلاق صاروخ محمول على الكتف على المبنى، مما أدى على ما يبدو إلى تفجير عدة عبوات ناسفة أخرى داخله وتدمير المبنى بأكمله.

ويعتقد الجيش أن قيادة وسيطرة كتيبة الشجاعية التابعة لحماس معطلة إلى حد كبير، وأن الحركة تعمل في المنطقة بطريقة أقل تنظيما، مع فرق أصغر من المسلحين. ولم يوضح الجيش عدد العناصر الذين قتلوا خلال المعركة، ولم تدل حماس بأي تصريحات بشأنها.

ويذكر هذا الحادث الدام تاريخ لواء "جولاني" المرير مع الشجاعية، حيث قُتل سبعة جنود من اللواء خلال حرب غزة عام 2014 عندما أصيبت ناقلة جنود مدرعة في المعارك في الشجاعية. وأسرت حركة حماس رفات أحدهم، الرقيب أورون شاؤول، الذي ما زال في أيديها.

وكانت الكتيبة 13 بقيادة غرينبرغ أيضًا واحدة من الوحدات الأكثر تضرراً خلال هجوم حماس في 7 أكتوبر، عندما اجتاح مقاتلي الحركة قواعد تابعة للجيش الإسرائيلي ومستوطنات في جنوب إسرائيل، مما أسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص، معظمهم من المدنيين، واحتجاز 240 رهينة أخرى.

وفقدت الكتيبة 41 جنديا في ذلك اليوم. لكن عناصرها شاركوا في بعض من أعنف المعارك منذ إطلاق الهجوم البري على غزة.

وفي أوائل نوفمبر، أصدر الجيش الإسرائيلي تسجيلا صوتيا لغرينبرغ وهو يتحدث إلى المقدم سلمان حبكة، قائد الكتيبة 53 في اللواء المدرع 188، قبل وقت قصير من مقتل حبكة خلال القتال.

وكان حبكة قد ساعد كتيبة غرينبرغ خلال اشتباك عنيف خلال الليل، حيث تمكنت القوات من صد كمين نصبته حماس.

وبن بسات، الذي كان على وشك التقاعد من الجيش الإسرائيلي لكنه قرر البقاء عندما اندلعت الحرب، كان أكبر ضابط يُقتل في الهجوم البري حتى الآن. وشغل سابقًا منصب رئيس لواء "يفتاح"، وهو وحدة كوماندوز احتياطية، وقبل ذلك ترأس لواء "باران" الإقليمي.

وغرينبرغ هو ثامن ضابط برتبة مقدم في الجيش الإسرائيلي يُقتل منذ 7 أكتوبر، وبن باسات هو العقيد الخامس.

وقد شهدت الأيام الأخيرة معارك عنيفة في شمال غزة، خاصة في منطقتي جباليا والشجاعية. كما دار قتال عنيف مع توغل القوات في خان يونس، ثاني أكبر مدينة في جنوب القطاع.

على الرغم من النتائج المريرة لمعركة يوم الثلاثاء، يعتقد الجيش الإسرائيلي أنه في المراحل النهائية من عملية تطهير حماس من الشجاعية، التي تقع الأقرب إلى الحدود مع إسرائيل وحيث يعتقد أن الحركة تمتلك أقوى تحصيناتها وتتمركز فيها بقوة كبيرة.

كما قال الجيش إنه ليس لديه بديل لإرسال القوات البرية وقوات الهندسة إلى الأزقة والأنفاق الكثيفة من أجل تدمير البنية التحتية لحماس بشكل كامل، وأن الضربات الجوية وحدها لم تكن كافية.

وفي المقابل، لم تعلن كتائب القسام، الذراع العسكرية لحركة حماس وغيرها من الأجنحة العسكرية للفصائل عن شن هذا الهجوم، رغم أنها تعلن بانتظام عن شن هجمات مماثلة تتمثل في مهاجمة جنود إسرائيليين عندما يتحصنون في مبان في القطاع منذ بدء الهجوم البري.

والغريب في الإعلان الإسرائيلي أنه جاء في شمال قطاع غزة وليس في جنوبه، حيث قال الجيش قبل أيام من عملياته هناك على وشك الانتهاء.

ودأب الجيش الإسرائيلي بشكل منتظم على الإعلان عن مقتل عدد محدود من الجنود على دفعات تتراوح بين 2 و3 في معظم أيام الحرب، لكن في الأيام الأخيرة رفع الرقم إلى 4 أو 5 جنود.

والمرة الوحيدة التي أعلن فيها الجيش عن مقتل 9 جنود دفعة واحدة هي في الأول من نوفمبر الماضي، وقال حينها إن الجنود كلهم قتلوا في صاروخ مضاد للدروع أطلق على آلية "النمر" المصفحة.

ومع مقتل العسكريين الثمانية، ترتفع حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي إلى 442 جنديا منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر، بينهم 115 جنديا منذ بدء الهجوم البري في أواخر أكتوبر.

تويتر