تضامن دولي واسع وعرض تقديم المساعدات الإنسانية للرباط

المغرب يشيّع ضحايا الزلزال وفرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث

فرق الإنقاذ تواصل عمليات البحث تحت الأنقاض. رويترز

شيّع المغرب، أمس، ضحايا الزلزال العنيف الذي دمّر جزءاً كبيراً من البلاد، وأودى بحياة أكثر من 2122 شخصاً، وفق حصيلة رسمية من المتوقع أن ترتفع مع تواصل عمليات البحث.

وحسب وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أقيمت بعد صلاة الظهر أمس، في جميع مساجد المملكة صلاة الغائب، وذلك ترحماً على أرواح شهداء الزلزال.

وأعلنت وزارة الداخلية المغربية في بيان لها، مساء أمس، ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي ضرب مناطق عدة في المملكة إلى 2122 وفاة، و2421 جريحاً، حالة 1404 منهم خطرة. وأكدت الوزارة في بيان بثته وكالة أنباء المغرب العربي (ومع) أن السلطات العمومية تواصل جهودها لإنقاذ وإجلاء الجرحى والتكفل بالمصابين من الضحايا، وتعبئة كل الإمكانات اللازمة لمعالجة آثار هذه الفاجعة المؤلمة.

وأثار الزلزال المدمر في المغرب موجة تضامن عبر العالم، وعرضت دول كثيرة تقديم المساعدات الإنسانية للرباط. وفي جدة ناشد الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، حسين إبراهيم طه، الدول الأعضاء في المنظمة ومؤسساتها الإنسانية ذات الصلة، وكذلك جميع الشركاء الدوليين للإسهام في جهود الإنقاذ التي تقوم بها السلطات المغربية على إثر الزلزال المدمر.

ويعتبر الزلزال الذي وقع ليل الجمعة السبت، بقوة سبع درجات، بحسب المركز المغربي للبحث العلمي والتقني (6.8 وفق هيئة المسح الجيولوجي الأميركية)، أقوى زلزال تمّ قياسه في المغرب على الإطلاق. وتعدّ ولاية الحوز مركز الزلزال الأكثر تضرّراً، حيث سقط 1293 قتيلاً، تليها ولاية تارودانت التي سقط فيها 452 قتيلاً. وفي هاتين المنطقتين الواقعتين جنوب غرب مدينة مراكش السياحية، دمّر الزلزال قرى بأكملها.

ويقول الحسن، وهو أحد سكان مولاي إبراهيم في الأطلس الكبير، فقد زوجته وأبناءه الأربعة، «لقد فقدت كلّ شيء». ويضيف وهو يسجد في الزاوية «لا أستطيع أن أفعل شيئاً الآن، أريد فقط الابتعاد عن العالم».

وعلى مرتفعات هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها نحو 3000 نسمة، تجفّف بشرى دموعها بوشاحها وهي تشاهد الرجال وهم يحفرون القبور لدفن الموتى.

تقول «لقد مات أحفاد قريبتي»، قبل أن تضيف بصوت مختنق «لقد رأيت الدمار الذي خلّفه الزلزال، ومازلت أرتجف. إنه مثل كرة من النار ابتلعت كلّ شيء في طريقها».

وأثار الزلزال موجة تضامن عبر العالم، وعرضت دول كثيرة تقديم المساعدات الإنسانية للرباط. من جهته، قال البنك الدولي إنّه عرض «دعمه الكامل للبلاد». وفقاً للصليب الأحمر الدولي، فإنّ احتياجات المغرب من المساعدات هائلة.

وحذر مدير الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، حسام الشرقاوي، من أنّ «الأمر لن يستغرق أسبوعاً أو أسبوعين.. إننا نتوقّع أشهراً، بل سنوات من الاستجابة».

ووقف رجال الإنقاذ فوق أنقاض منزل في أمزميز، بينما برزت قطع السجاد والأثاث من فجوات بين الأرضيات الخرسانية المنهارة.

وتشكل صف طويل من السكان خارج المتجر الوحيد المفتوح للحصول على الإمدادات. وسدت صخور متساقطة طريقاً يربط أمزميز بقرية مجاورة، ما يسلط الضوء على التحديات التي تواجه فرق الإنقاذ.

وكانت قرية تنصغارت، الواقعة على جانب واد يمر به طريق من مراكش إلى جبال الأطلس الكبير، هي الأكثر تضرراً من أي قرية أخرى وصل إليها صحفيو «رويترز» في المناطق الريفية، وامتلأت شوارع الملاح، الحي التاريخي، بالحطام. وقضى العشرات ليلتهم الثانية في العراء، خوفاً من انهيار منازلهم المتضرّرة.

أعنف الزلازل في تاريخ المغرب

عن «بي بي سي» :

1079

ضرب زلزالان قويان، وسقط مئات الضحايا، ووقعت أضرار مادية كبيرة.

1624

دمر زلزال قوي مناطق واسعة من مدن تازة وفاس ومكناس شمال البلاد.

1660

زلزال عنيف يضرب مدينة مليلية، ما أدى إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة.

1910- 1927 - 1994- 2004

تعرضت منطقة الحسيمة لزلازل خلفت خسائر مادية وبشرية كبيرة.

1960

ضرب زلزال مدينة أغادير، ما أسفر عن سقوط نحو ثلث سكان المدينة ضحايا، فضلاً عن تشريد عشرات الآلاف، ووقوع خسائر مادية جسيمة.

2023

ضرب زلزال بقوة 7 درجات، يوم الجمعة 8 سبتمبر، وسط المغرب، وخلّف دماراً واسعاً وخسائر جسيمة.

 

تويتر