مودي: الهند تلعب دوراً كبيراً في تعزيز التجارة العالمية خلال رئاستها مجموعة الـ 20

أكد رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي، أن بلاده تلعب دوراً كبيراً في تعزيز النظام التجاري متعدد الأطراف، والتجارة العالمية القائمة على القوانين، وذلك خلال فترة رئاستها مجموعة الـ20. من جانبها شددت الإدارة الأميركية على أهمية اجتماعات مجموعة الـ20 كمنتدى لتحقيق النتائج، قبل قمة المجموعة المقررة في الهند مطلع الأسبوع المقبل.

وتفصيلاً، قال مودي، في حوار مع منصة «موني كنترول» الهندية: «تمكنا من إطلاق مناقشات عالمية لإزالة العقبات التي تعيق اندماج المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في التجارة الدولية، وتطوير الأطُر التي يمكن أن تجعل سلاسل القيم العالمية متينة تجاه الصدمات المستقبلية».

وذكر مودي أن الاستثمار في إنشاء سلاسل قيم عالمية موثوقة يكتسب أهمية كبيرة، مشيراً إلى أن الدول يجب أن تقدم سياسات مستقرة تشجع على التجارة والصناعة والابتكار.

وأوضح مودي أن الهند دعمت في إطار رئاستها مجموعة الـ20، أجندات تعزز نظاماً تجارياً مستقراً وشفافاً وعادلاً، يستفيد منه الجميع، مؤكداً أن «سياسات التجارة العادلة» هي مجال رئيس للتركيز في مجموعة الـ20، حيث سيستفيد منها العالم بأسره على المدى الطويل.

وقال إن بلاده أولت خلال فترة رئاستها المجموعة، أهمية كبيرة لمعالجة التحديات العالمية التي تسببت فيها أزمة الديون في الدول منخفضة ومتوسطة الدخل، مشيراً إلى أنه تم في اجتماع وزراء مالية ومحافظي البنوك المركزية في «الـ20» الاعتراف بتحقيق تقدم جيد في معالجة الديون للدول التي تمتثل للإطار المشترك، وكذلك خارجه.

وأردف مودي: «بالإضافة إلى ذلك، تم إطلاق منتدى الديون السيادية العالمي، وهو مبادرة مشتركة بين صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ورئاسة مجموعة الـ20، في وقت سابق هذا العام، وسيقوي هذا التواصل ويعزز الفهم المشترك بين الجهات المعنية الرئيسة، لتيسير معالجة الديون بفعالية»، لافتاً إلى أن دول العالم، سواء المتقدمة أو النامية، يجب أن تُقبل أن تغير المناخ ليس واقعاً فقط، بل واقع مشترك، وأن تأثيراته ليست محلية أو إقليمية فقط، وإنما عالمية، مؤكداً أهمية التركيز على الإجراءات الإيجابية المطلوبة من أجل مواجهة تغيرات المناخ، مثل التحول في مجال الطاقة، والزراعة المستدامة، وتحويل أنماط الحياة.

وقال مودي إن الهند أعلنت في اجتماع باريس، أنها ستضمن أن تأتي 40% من طاقتها من مصادر غير الوقود الأحفوري بحلول عام 2030، وأنها حققت ذلك في عام 2021، ليس بتقليل استهلاك الطاقة، بل بزيادة مصادر الطاقة المتجددة.

وذكر رئيس الوزراء الهندي، أن شعار بلاده خلال رئاستها مجموعة الـ20 هذا العام، يعبر عن رؤيتها بأن العالم «عائلة واحدة»، لافتاً إلى أن لدى بلاده علاقات وطيدة مع بلدان العالم المختلفة، وقال: «نحن دولة تنظر إلى العالم على أنه عائلة واحدة، شعار مجموعة الـ20 الخاص بنا يقول ذلك بالفعل، (في أي عائلة.. صوت كل عضو يهم)، وهذه هي فكرتنا للعالم أيضاً».

وأضاف: «لدي إيمان راسخ بأن لدى بلادنا الكثير من الإمكانات غير المستغلة، والكثير لتقدمه للعالم، وكل ما يحتاجه شعبنا هو منصة يمكنه من خلالها أن يفعل أشياء عظيمة».

واستطرد رئيس الوزراء الهندي بالقول إن أكثر من 220 اجتماعاً ستكون قد عقدت في 60 مدينة عبر جميع الولايات الهندية الـ28 والأقاليم الاتحادية الـ8، مع نهاية رئاسة بلاده لمجموعة الـ20.

من جانبها، شددت الإدارة الأميركية على أهمية اجتماعات مجموعة الـ20 كمنتدى لتحقيق النتائج، قبل قمة المجموعة المقررة في الهند مطلع الأسبوع المقبل.

ووصف مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي جو بايدن، جيك سوليفان، قمة نيودلهي بأنها فرصة «لجميع الاقتصادات الكبرى في العالم للعمل معا لحل المشكلات العالمية في وقت يعاني فيه الاقتصاد الدولي صدمات تاريخية ومتداخلة».

ومع ذلك، لن يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ والرئيس الروسي فلاديمير بوتين اجتماع هذا العام، حيث ستكون الحرب الروسية لأوكرانيا على رأس جدول الأعمال. ويواصل مبعوثو وممثلو قادة مجموعة الـ20 «الشيربا» جهودهم الرائدة للتحضير للمفاوضات والاتفاقيات الرئيسة قبل انعقاد قمة الـ20 بنيودلهي، ما يمهّد الطريق لمحادثات مهمة حول بعض القضايا الأكثر إلحاحاً في الوقت الحالي.

ومن خلال مسار شيربا لمجموعة الـ20، 2023، اجتمعت 13 مجموعة عمل ومبادرتان تحت رئاسة الهند لمناقشة الأولويات وتقديم التوصيات، حيث تتكون مجموعات العمل من الخبراء والوزارات ذات الصلة، والتي تقود التحليل المتعمق لمجموعة من القضايا ذات الصلة دولياً، كجزء من عملية صنع القرار في مجموعة الـ20.

وعلى مدار ثلاثة أيام منذ الثالث من سبتمبر الجاري عقد اجتماع «شيربا» الرابع في ولاية هاريانا، الذي يعقد قبل أيام من قمة مجموعة الـ20 المقررة في نيودلهي بين 9 و10 سبتمبر الجاري.