ليلة خامسة من الشغب في فرنسا وسط علامات على تراجع العنف

اشتبك مثيرو شغب شبان مع الشرطة في وقت مبكر من الأحد واستهدفوا منزل رئيس البلدية بسيارة مشتعلة، في الوقت الذي واجهت فيه فرنسا ليلة خامسة من الاضطرابات التي أثارها قتل الشرطة لمراهق، إلا أنه يبدو أن وتيرة العنف انخفضت بشكل عام مقارنة بالليالي السابقة.

وقامت الشرطة باعتقال 719 شخصا في أنحاء البلاد في ساعة مبكرة من صباح الأحد بعد انتشار أمني واسع بهدف قمع أسوأ اضطرابات اجتماعية في فرنسا منذ سنوات.

وتشكل الأزمة سريعة الانتشار تحديا لقيادة الرئيس إيمانويل ماكرون، وتكشف عن استياء عميق في الأحياء الفقيرة بسبب التمييز وانعدام تكافؤ الفرص.

ومع حلول الليل على العاصمة الفرنسية، تجمع حشد صغير في شارع الشانزليزيه للاحتجاج على مقتل المراهق نائل وعلى عنف الشرطة، لكن واجههم مئات من عناصر الشرطة المسلحين بالهراوات والدروع الذين يحرسون الشارع الشهير.

في آخر شمالي باريس أشعل المتظاهرون ألعابا ومفرقعات نارية وأضرموا النيران في متاريس، بينما ردت الشرطة بالغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت.

اصطدمت سيارة مشتعلة بمنزل عمدة ضاحية ليه-لي-روز في باريس خلال الليل. ورغم أنه تم استهداف العديد من المدارس ومراكز الشرطة والبلديات والمتاجر بحرائق أو أعمال تخريب في الأيام الأخيرة، إلا أن مثل هذا الهجوم على منزل رئيس البلدية أمر غير معتاد.

قال العمدة فنسان جانبرون إن زوجته وأبناءه اصيبوا في الهجوم الذي وقع في الواحدة والنصف صباحا أثناء نوم العائلة، وكان هو متواجدا في مبنى البلدية يتابع أعمال الشغب والعنف.

ذكر جانبرون، وهو من حزب الجمهوريين المعارض، في بيان أن الهجوم يمثل مرحلة جديدة من "الرعب والعار وسط الاضطرابات، وحث الحكومة على فرض حال الطوارئ.

فتح ستيفان هردوين المدعي العام الإقليمي تحقيقا في محاولة القتل خلال الهجوم، موضحا للتليفزيون الفرنسي أن التحقيق المبدئي يشير إلى أن السيارة كانت تهدف الاصطدام بالمنزل وإضرام النيران فيه. وقال إنه عثر على مسرع الاشتعال في زجاجة بالسيارة.

من جانبها، توجهت رئيسة الوزراء إليزابيث بورن إلى ضاحية ليه-لي-روز لمقابلة جانبرون مع وزير الداخلية جيرالد دارمانان ومسؤولين آخرين، ووعدت بـ بفعل كل شيء لإعادة النظام في أقرب وقت ممكن.

يعتزم ماكرون عقد اجتماع أمني خاص مساء الأحد مع بورن ودارمانان ووزير العدل.

اندلعت مناوشات في مدينة مرسيليا الواقعة على البحر المتوسط، لكن بدت أقل حدة من الليلة السابقة وفقا لوزير الداخلية. واعتقلت وحدة شرطة معززة 55 شخصا هناك.

كانت الاعتقالات في أنحاء البلاد أقل مما كانت عليه في الليلة السابقة، وعزا وزير الداخلية ذلك إلى الإجراءات الحاسمة لقوات الأمن.

بلغ إجمالي من تم اعتقالهم منذ مقتل نائل، أكثر من ثلاثة آلاف شخص.

قوبل الانتشار الواسع للشرطة بترحيب من بعض السكان المذعورين في الأحياء المستهدفة ومن أصحاب المتاجر التي تعرضت للنهب، لكنها سببت مزيدا من الإحباط للأشخاص الذين يرون في سلوك لشرطة جوهر الأزمة الحالية في فرنسا.

وأصيب المئات من قوات الشرطة ورجال الإطفاء في أعمال العنف، على الرغم من أن السلطات لم تعلن عدد المحتجين الذين أصيبوا.

 

تويتر