من يحسم رئاسة تركيا في المعركة الثانية؟.. طموحات المعارضة تصطدم بصخرة أردوغان

حقق الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تقدماً مريحاً في الجولة الأولى من الانتخابات الرئاسية، بينما يواجه منافسه كمال كيليتشدار أوغلو مهمة شاقة في جولة الإعادة التي ستجرى يوم 28 مايو الجاري وفق ما أعلنت اللجنة المشرفة على الانتخابات، وتزداد المهمة صعوبة أمام المنافس في ظل النجاح الذي حققه تحالف الشعب بزعامة أردوغان، والذي يضم حزب العدالة والتنمية المحافظ وأحزاباً أخرى قومية، في البرلمان الجديد بالحصول على 321 مقعداً من أصل 600 مقعد، مما يعزز فرص أردوغان في جولة الإعادة الرئاسية ويجعل قوته التي جعلته يتصدر نتيجة الجولة الأولى بمثابة شوكة تستعد لكسر طموحات المعارضة وآمالها في الفوز بزعامة تركيا.

وقال أردوغان في كلمة ألقاها أمام أنصاره المبتهجين في مقر حزب العدالة والتنمية الحاكم في العاصمة أنقرة قبيل ساعات من الإعلان عن جولة الإعادة: "الفائز هو بلا شك بلدنا".

وفي الفترة التي سبقت الانتخابات تمَلَّك المعارضة شعوراً بأنها نالت أفضل فرصها حتى الآن بدعم من استطلاعات الرأي التي أظهرت أن أردوغان يتخلف عن منافسه الرئيسي كيليتشدار أوغلو. لكن النتائج الواقعية تشير إلى أن أردوغان وحزبه نجحا في حشد الناخبين على الرغم من بعض الأزمات الداخلية في تركيا ومنها غلاء المعيشة.

وتوقعت المعارضة أن تستفيد من غضب الناخبين من المشكلات الاقتصادية بعد أن أدت سياسة غير تقليدية تمثلت في خفض أسعار الفائدة إلى أزمة في سعر الليرة مقابل الدولار، وارتفاع التضخم، كما كان من المتوقع أن يتأثر الناخبين بتعامل الحكومة البطيء مع الزلزال الذي أودى بحياة آلاف الأشخاص في فبراير الماضي، لكن يبدوا أن الناخبين المؤيدين لأردوغان واصلوه دعمه، معبرين بأصواتهم عن ثقتهم في شخصه وتحالفه.

وتختار تركيا في الانتخابات الرئاسية لعام 2023، بين الرئيس رجب طيب أردوغان المتربع على السلطة منذ عشرين عاماً وكمال كيليتشدار أوغلو مرشح تحالف واسع من المعارضة، وهناك مستقبلان محتملان وخياران للمجتمع في هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 85 مليون نسمة، ويتعلق هذا المستقبل بأسلوب وقناعة ومنهجية متناقضة.

فأردوغان المتحدر من عائلة متواضعة في حي شعبي في اسطبنول هو مسلم متدين ينادي بالقيم العائلية ولا يزال يحظى بثقة الغالبية المحافظة، وأما كمال كيليتشدار أوغلو الذي ولد في أوساط متواضعة في ديرسم (تونجلي حالياً) في شرق الأناضول فهو خبير اقتصادي وموظف رسمي سابق، ترأس الضمان الاجتماعي التركي، وهو منذ عام 2010 رئيس حزب الشعب الجمهوري (اجتماعي، ديموقراطي) الذي أنشأه مؤسس الأمة التركية مصطفى كمال أتاتورك والذي لطالما دعا لعلمانية مشددة.

وما يدل على قناعاتهما المختلفة، أنهى أردوغان حملته مساء السبت الماضي، أمام كاتدرائية آيا صوفيا في إسطنبول، والتي حولها الى مسجد في 2020 فيما أنهى منافسه حملته في أنقرة أمام ضريح أتاتورك.

وضاعف أردوغان في الأسابيع الأخيرة الوعود الانتخابية لمحاولة التخفيف من التضخّم المرتفع للغاية الذي يضرب البلاد، وستعتمد نتيجة الجولة الثانية جزئياً على رجل ثالث هو سنان أوغان (قومي)، الذي فاز بحوالى 5 في المئة من أصوات الجولة الأولى، غير أنّه لم يدعو بعد مناصريه إلى دعم أحد المرشّحَين.

تويتر