طرفا الصراع يناقشان خطط وصول المساعدات والممرات الآمنة

الجيش السوداني «والدعم السريع» يستأنفان «محادثات جدة» اليوم

نازحون من السودان يدخلون الحدود المصرية عبر ميناء أرقين البري. أ.ف.ب

قال دبلوماسي سعودي كبير إن ممثلي الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، سيستأنفون المحادثات، اليوم، حول كيفية تنفيذ خطط إيصال المساعدات الإنسانية وسحب القوات من المناطق المدنية، ونقلت وكالة «رويترز» عن المصدر الدبلوماسي قوله إن الطرفين سيظلان في مدينة جدة السعودية، لبدء المرحلة التالية من المفاوضات بعد الاتفاق على خطة حماية المدنيين.

وأوضح المصدر أن المملكة دعت رئيس مجلس السيادة السوداني، الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان، إلى حضور قمة جامعة الدول العربية، المقرر عقدها في جدة في الـ19 من مايو الجاري، مشيراً إلى أنه تم توجيه الدعوة إلى البرهان باعتباره رئيس مجلس السيادة السوداني الذي كان يشرف على عملية الانتقال إلى الحكم المدني قبل اندلاع الصراع.

وأضاف الدبلوماسي السعودي: «لم نتلق حتى الآن أسماء الوفود، لكننا نتوقع حضور من يمثل السودان في القمة».

واتفق طرفا الصراع، الخميس الماضي، على «إعلان مبادئ» لحماية المدنيين، والسماح بوصول المساعدات الإنسانية، لكن القتال لم يهدأ، حيث دارت الاشتباكات والضربات بأنحاء الخرطوم والمناطق المجاورة.

وفي المحادثات المزمع استئنافها بجدة، من المقرر أن يبدأ الطرفان بمناقشة آليات تنفيذ اتفاق يوم الخميس، بما في ذلك خطط وصول المساعدات، والممرات الآمنة، وإخراج القوات من المناطق المدنية، وتتطرق المحادثات بعد ذلك إلى سبل إنهاء الصراع، ما يمهد الطريق في نهاية المطاف لتولي حكومة مدنية السلطة. وقال الدبلوماسي السعودي: «طبيعة الصراع تؤثر على الحوار، ومع ذلك أجد روحاً طيبة جداً من الجانبين».

ورحّب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، بتوقيع طرفي الصراع في السودان على التزام بحماية المدنيين، وإيصال المساعدات الإنسانية في السودان.

وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، إن «الأمين العام يرحب بتوقيع طرفي الصراع في السودان على إعلان التزام لحماية المدنيين، وضمان المرور الآمن للمساعدات الإنسانية في البلاد»، مضيفاً: «في حين أن العاملين في مجال تقديم المساعدات الإنسانية، خصوصاً الشركاء المحليين، استمروا في تسليم المساعدات في ظروف صعبة للغاية، يأمل الأمين العام في أن يضمن هذا الإعلان إمكانية زيادة حجم عملية الإغاثة بسرعة وبأمان، لتلبية احتياجات ملايين الأشخاص في السودان».

وأضاف المتحدث أن الأمين العام للأمم المتحدة جدد دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوسيع المناقشات لتحقيق وقف دائم لأعمال العنف، مشيراً إلى أن الأمم المتحدة لن تدخر جهداً في المساعدة في تنفيذ الإعلان، وستواصل توصيل المساعدات الإنسانية، سواء في وجود وقف لإطلاق النار أو في عدم وجوده.

وأسفر الصراع الذي اندلع فجأة منذ نحو شهر عن مقتل المئات، وفرار أكثر من 200 ألف إلى دول مجاورة، وكذلك نزوح 700 ألف آخرين داخلياً، كما تسبب في خطر تدخل قوى خارجية، وزعزعة استقرار المنطقة.

وشهدت الخرطوم غارات جوية وقتال شوارع وانفجارات، أمس، فيما لايزال ملايين من سكانها ينتظرون تنفيذ التزام الطرفين المتحاربين بشأن إجلاء المدنيين من مناطق القتال، وتوفير الممرات الآمنة لنقل المساعدات الإنسانية.

وخارج العاصمة السودانية، يشهد إقليم دارفور، الواقع على الحدود مع تشاد، وسبق أن شهد حرباً طاحنة أوقعت 300 ألف قتيل، وأدت إلى نزوح 2.5 مليون شخص، مطلع القرن الجاري، اشتباكات عنيفة، أدت وفق الأمم المتحدة إلى مقتل 450 شخصاً حتى الآن.

وأعلنت هيئة الطيران المدني السوداني في بيان، أمس، أن المجال الجوي للبلاد سيظل مغلقاً أمام حركة الطيران حتى 31 مايو الجاري، باستثناء رحلات المساعدات الإنسانية، ورحلات الإجلاء، فيما يعبر آلاف الأشخاص يومياً الحدود نحو مصر بشكل أساسي، ووصل عشرات الآلاف الآخرون إلى تشاد وجنوب السودان وإثيوبيا.

تويتر