الأمم المتحدة تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف نازح.. وغوتيريش يعترف بالفشل

20 يوماً من الحرب في السودان والمواجهات تعرقل جهود توصيل المساعدات

الدخان يتصاعد خلال القتال المستمر في الخرطوم حيث اجتاحت النيران والانفجارات العاصمة لليوم الـ20. أ.ف.ب

دوت أصوات قتال عنيف في وسط الخرطوم، أمس، حيث حاول الجيش السوداني إخراج قوات الدعم السريع شبه العسكرية من المناطق المحيطة بالقصر الرئاسي ومقر قيادة الجيش، ما يجعل تنفيذ هدنة مستمرة صعب المنال.

من جهتها، قالت الأمم المتحدة إنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرون بحلول أكتوبر من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع، حيث اعترف الأمين العام أنطونيو غوتيريش بفشل المجتمع الدولي في وقف القتال.

وتفصيلاً، سمع دوي الانفجارات وإطلاق النار في الخرطوم، أمس، في اليوم الـ20 من المعارك بين الجيش وقوات الدعم السريع، وسط مخاوف من تمدد الأزمة خارج هذا البلد.

ويسعى الجانبان على ما يبدو إلى السيطرة على مناطق في العاصمة قبل أي مفاوضات محتملة، ومع ذلك فإن قائدي الطرفين لم يبديا علناً استعدادهما لإجراء محادثات بعد استمرار القتال.

كما دوى قصف عنيف في مدينتي أم درمان وبحري المجاورتين للخرطوم. ووافق الطرفان على تمديد الهدنة لمدة سبعة أيام، ولكن تم انتهاكها. ورغم إعلان «اتفاق مبدئي» لتمديد الهدنة التي لم تحترم حتى 11 مايو، فإن «المواجهات والانفجارات» مستمرة في الضاحية الشمالية للخرطوم.

وضغطت الأمم المتحدة على طرفي الصراع، أمس، لتأمين ممر آمن لتوصيل المساعدات الإنسانية، بعد تعرض ست شاحنات محملة بالإمدادات الإنسانية للنهب، وتقويض ضربات جوية في الخرطوم الهدنة من جديد.

وقال وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية ومنسق الإغاثة في حالات الطوارئ،

مارتن غريفيث، إنه يأمل في الاجتماع وجهاً لوجه مع طرفي الصراع في غضون يومين أو ثلاثة أيام، للحصول على ضمانات منهما لتتمكن قوافل المساعدات من توصيل الإمدادات الإنسانية.

ومنذ 15 أبريل، أسفر القتال بين الجيش بقيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان، وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي) عن سقوط نحو 700 قتيل وآلاف الجرحى، بحسب مجموعة بيانات مواقع النزاع المسلح وأحداثه (أيه سي إل إي دي).

وأجبرت المعارك أكثر من 335 ألف شخص على النزوح، ودفعت 115 ألفا آخرين إلى اللجوء إلى دول مجاورة، وفق الأمم المتحدة التي تخشى بلوغ ثمانية أضعاف هذا العدد من اللاجئين.

وأبدى الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أسفه لـ«إخفاق» المنظمة في وقف الحرب في السودان، حيث تقوّض المعارك المستمرة جهود ترسيخ الهدنة.

وقال غوتيريش لصحافيين في نيروبي إن الأمم المتحدة «فوجئت» بتفجر العنف في السودان، لأنه كان مأمولاً أن تثمر المفاوضات بين عبدالفتاح البرهان ومحمد حمدان دقلو. وأضاف «لم نتوقع حدوث ذلك. يمكن القول إننا أخفقنا في منع حصول ذلك».

وفي جنيف، قالت الأمم المتحدة، أمس، إنها تحتاج إلى 445 مليون دولار لمساعدة 860 ألف شخص قد يفرون بحلول أكتوبر من القتال الدامي في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع.

وأطلقت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين هذا النداء لجمع الأموال من الدول المانحة، كما قالت الأمم المتحدة في بيان، مضيفة أن مصر وجنوب السودان ستسجّلان أكبر عدد من الوافدين.

وستتطلب الاستجابة للأزمة السودانية 445 مليون دولار حتى أكتوبر، لمواجهة ارتفاع عدد الفارين من السودان، بحسب المفوضية.

وبحسب المفوضية، تلقت معظم هذه العمليات حتى الآن أقل من 15% من حاجاتها لعام 2023.

وفي الأشهر المقبلة، قد يغادر السودان 860 ألف شخص، من بينهم سودانيون ومواطنون من جنوب السودان يريدون العودة إلى بلادهم.

هذا العدد هو توقع مبدئي. وتتألف هذه المجموعة من 580 ألف سوداني، و235 ألف لاجئ، كان قد استضافهم السودان، قرروا العودة إلى بلدهم الأم، و45 ألف مواطن من دول أخرى.

وكانت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين تحدثت قبل أيام عن أكثر من 800 ألف شخص، لكن من دون إعطاء تفاصيل أو جدول زمني.

وستغطي الخطة التي قدمت للدول المانحة حاجات هؤلاء الأشخاص في تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

تويتر