الخروقات تتواصل.. والأمم المتحدة تدعو إلى حماية المدنيين

تمديد «هدنة السودان» 3 أيام.. وطرفا الصراع يوافقان على التفاوض

الاشتباكات تواصلت في الخرطوم أمس رغم تمديد الهدنة. رويترز

أعلن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تمديد الهدنة التي انتهت منتصف ليلة أمس، لمدة ثلاثة أيام، وقال مسؤول أممي إن طرفي الصراع وافقا على التفاوض، فيما استمرت خروقات الهدنة، ووقعت اشتباكات في العاصمة السودانية الخرطوم، رغم تمديد الهدنة، ودعت الأمم المتحدة إلى حماية المدنيين، والسماح لهم بمغادرة مناطق الاشتباكات.

وتفصيلاً، قال الجيش السوداني في بيان إنه وافق على تمديد الهدنة، مؤكداً في الوقت

ذاته جاهزيته التامة للتعامل مع أي خروقات، كما أعلنت قوات الدعم السريع تمديد أجل الهدنة الإنسانية لمدة 72 ساعة، استجابة لنداءات دولية وإقليمية ومحلية.

وقال الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة في السودان، فولكر بيرتس، لوكالة «أسوشيتدبرس» إن طرفي الصراع وافقا على إرسال ممثلين للتفاوض ربما في المملكة العربية السعودية، مؤكداً أن المحادثات ستركز في البداية على التوصل لوقف إطلاق نار مستقر وموثوق، تحت إشراف مراقبين وطنيين ودوليين.

وقرر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أول من أمس، أن يوفد إلى المنطقة المسؤول عن الشؤون الإنسانية في المنظمة مارتن غريفيث، مبدياً قلقه الكبير، وداعياً جميع الأطراف إلى حماية المدنيين، والسماح لهم بمغادرة مناطق المعارك.

وقال غريفيث إن هناك ندرة في السلع الأساسية في المناطق الأكثر تضرراً، خصوصاً الخرطوم، وصعوبة الحصول على المياه والطعام والوقود والرعاية الطبية والسلع الأساسية الأخرى. وأضاف أن الأمم المتحدة وشركاءها يبذلون قصارى جهدهم لاستعادة الاستجابة الإنسانية في السودان، مضيفاً: «أعمال النهب الواسعة لمكاتب ومخازن المنظمات الإنسانية تسببت في نفاد معظم إمداداتنا. نحن نحاول إيجاد سبل عاجلة لإحضار إمدادات إضافية وتوزيعها».

وتعالت أصوات الاشتباكات في بعض مناطق الخرطوم ومدينة أم درمان المجاورة، صباح أمس، واستيقظ السكان على أصوات غارات جوية ونيران مضادة للطائرات، وتصاعد الدخان فوق العاصمة الخرطوم والمدن المجاورة، بينما عاد الهدوء النسبي إلى بعض الشوارع، وقال شهود عيان إنه تم نشر قوات الشرطة للحفاظ على النظام، على الرغم من ورود تقارير مستمرة بشأن أعمال النهب والاشتباكات المتفرقة.

وواصل عشرات الآلاف من الرعايا الأجانب محاولاتهم لمغادرة السودان، وفي بورتسودان تجمع الآلاف في محاولة لتأمين مكان على متن السفن المغادرة.

وتشهد إمدادات الطاقة والمياه حالة من عدم الاستقرار مع شح المعروض من الطعام والوقود، وتوقف معظم المستشفيات والعيادات وارتفاع كلفة التنقل.

وأدت المعارك إلى نزوح داخلي وخارجي، وبحسب تقديرات الأمم المتحدة، انتقل 75 ألف شخص إلى مناطق أخرى في السودان، وعبر 20 ألفاً على الأقل نحو تشاد و6000 نحو جمهورية إفريقيا الوسطى، وغيرهم إلى إثيوبيا وجنوب السودان، فيما قالت مصر إن 40 ألف سوداني عبروا حدودها. وكانت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين أبدت خشيتها من أن تدفع المعارك لفرار ما يصل إلى 270 ألفاً نحو تشاد وجنوب السودان.

وتطال الاشتباكات 12 من الولايات الـ18 في السودان، الذي يبلغ عدد سكانه 45 مليون نسمة، ويضطر سكان العاصمة غير القادرين على مغادرتها إلى الاحتماء من الاشتباكات داخل منازلهم، لكنهم يواجهون ظروفاً تزداد صعوبة في ظل انقطاع الكهرباء وشحّ المواد التموينية والمياه والوقود، وأعلنت سلطات ولاية النيل الأبيض، جنوب الخرطوم، وصول 70 ألف نازح خلال الأيام الأخيرة إلى مخيمات أقامتها الولاية.

وحذر منسق الشؤون الإنسانية بالأمم المتحدة في السودان، عبده ديانج، من أن الأزمة الإنسانية تتحول إلى كارثة شاملة، وأن امتداد الأزمة السودانية إلى دول أخرى مبعث قلق كبير.

وقال ديانج، في إحاطة للدول الأعضاء عبر اتصال بالفيديو: «مر أكثر من أسبوعين من القتال المدمر في السودان، صراع يحول الأزمة الإنسانية في السودان إلى كارثة شاملة»، موضحاً أن «الآثار غير المباشرة للأزمة على الصعيد الإقليمي مثار قلق كبير».

تويتر