استمرار تبادل إطلاق النار في الخرطوم واشتباكات وقتال في دارفور

الجيش السوداني يبدي استعداداً لتمديد الهدنة وإجراء محادثات في جوبا

سوداني يمر بالقرب من سيارة ومبانٍ مدمرة في السوق المركزي بالخرطوم بحري نتيجة الاشتباكات. رويترز

كثّفت الولايات المتحدة ودول إفريقية جهودها لتمديد وقف إطلاق النار في السودان، أمس، وأبدى الجيش السوداني موافقة أولية على اقتراح إفريقي يدعو إلى إجراء محادثات حتى مع استمرار القتال. في الأثناء، تصاعدت حدة الاشتباكات في إقليم دارفور، خلال الهدنة الهشة بين الجيش و«الدعم السريع»، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.

وتفصيلاً، أعلن المبعوث الأممي الخاص في السودان، فولكر بيرتس، عن إجراء مباحثات بشأن تمديد وقف إطلاق النار لمدة 72 ساعة أخرى.

وقال بيرتس لهيئة الإذاعة البريطانية «بي بي سي»، أمس، إن الجيش السوداني وافق على إجراء مفاوضات في جوبا، عاصمة جنوب السودان.

وأضاف أن قوات الدعم السريع لم ترد بعد على العرض، ولكنه أعرب عن ثقته بأن القوات ستشارك في المفاوضات.

وقال مراسل وكالة الأنباء الألمانية في العاصمة إن اشتباكات متقطعة وقعت بالمدينة، صباح أمس. وأفادت تقارير إعلامية بوقوع هجمات جوية.

يشار إلى أن وقف إطلاق النار الهش انتهى مساء أمس. وأعدت الهيئة الحكومية للتنمية في شرق إفريقيا (إيغاد)، ومقرها جيبوتي، مبادرة تجديد المفاوضات.

وقال السكرتير التنفيذي للمنظمة، ورقنه جبيهو، أمس، إنه «على ثقة بأن جهود المنظمة والمجتمع الدولي والتفاني المستمر ستساعد في وقف القتال، وخفض حدة التصعيد».

وقُتل المئات خلال نحو أسبوعين من الصراع بين الجيش وقوات الدعم السريع شبه العسكرية على السلطة، والذي يهدد بزعزعة استقرار الدول المجاورة.

واتهم «الدعم السريع» في بيان الجيش بمهاجمة قواته، أمس، ونشر «شائعات كاذبة»، دون الإشارة إلى الاقتراح الذي قال الجيش إنه جاء من الهيئة الحكومية للتنمية (إيغاد).

وقال شهود وصحافيون من «رويترز» إنهم سمعوا دوي غارات جوية ودفاعات مضادة للطائرات في العاصمة الخرطوم ومدينتي أم درمان وبحري المجاورتين.

ولايزال العديد من الأجانب عالقين في السودان، على الرغم من النزوح الجماعي على مدى الأيام القليلة الماضية، في واحدة من أكبر عمليات الإجلاء منذ انسحاب القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة من أفغانستان في عام 2021.

وقال الجيش في وقت متأخر، الأربعاء، إن قائده الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان أعطى موافقته المبدئية على خطة تمديد الهدنة لمدة 72 ساعة أخرى، وإرسال مبعوث عسكري إلى جوبا، عاصمة جنوب السودان، لإجراء محادثات.

وقال الجيش إن رؤساء جنوب السودان وكينيا وجيبوتي عملوا على اقتراح يتضمن تمديد الهدنة، وإجراء محادثات بين الجانبين اللذين قوض صراعهما الانتقال إلى الديمقراطية والحكم المدني، بعد انقلاب عسكري عام 2021.

وقال بيان الجيش «أبدى رئيس مجلس السيادة القائد العام (البرهان) موافقته المبدئية على ذلك، وشكر ممثلي المنظمة على مساعيهم واهتمامهم بالأزمة الحالية».

وأكدت «إيغاد» مجدداً دعوات سابقة للوقف الفوري للأعمال القتالية والتصعيد، والعودة إلى طاولة المفاوضات. ولم يشر بيان المنظمة إلى محادثات في جوبا.

وقالت وزارة الخارجية الأميركية في بيان، الأربعاء، إن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي موسى فكي محمد، ناقشا العمل معاً من أجل وقف دائم للقتال.

ودفعت الأزمة أعداداً متزايدة من اللاجئين لعبور حدود السودان. وقدرت وكالة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن 270 ألفاً ربما فروا إلى جنوب السودان وتشاد وحدهما.

وينتظر الآلاف، وأغلبهم سودانيون، دورهم لعبور الحدود مع مصر.

وقالت فرنسا، أمس، إنها أجلت المزيد من الأشخاص من السودان، مضيفة أنهم شملوا مواطنين من بريطانيا والولايات المتحدة وكندا وإثيوبيا وهولندا وإيطاليا والسويد.

من جهة أخرى، تصاعدت حدة الاشتباكات في إقليم دارفور خلال هدنة الأيام الثلاثة الهشة بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أسفر عن مقتل عشرات الأشخاص.

وقال السكان إن الاشتباكات الجديدة استهدفت المدنيين في مدينة الجنينة عاصمة الإقليم، التي تشهد اشتباكات قبلية عنيفة بشكل منتظم. وتحدثوا عن شن مقاتلين، يرتدي معظمهم زي قوات الدعم السريع، هجمات على أحياء

عدة في أنحاء المدينة، في وقت مبكر من صباح أمس، ما أجبر الكثير من العائلات على مغادرة منازلها.

وتصاعدت الاشتباكات في الجنينة للمرة الأولى بداية هذا الأسبوع. وتحدث السكان عن عمليات نهب وتدمير واسع النطاق للمقار الحكومية ومجمعات منظمات الإغاثة في المدينة، بما في ذلك مباني الأمم المتحدة، ومقر الهلال الأحمر السوداني.

في السياق ذاته، قال مبعوث الأمم المتحدة للسودان، إن اشتباكات الجنينة تركزت على المدنيين، وتنذر باندلاع حلقة عنف خطيرة بين القبائل المتناحرة.

تويتر