اشتباكات في الخرطوم حول مقر الجيش والمطار

تواصل القتال في السودان رغم «هدنة عيد الفطر».. ودول أجنبية تسعى لإجلاء رعاياها

الدخان يتصاعد جراء الاشتباكات في الخرطوم. أ.ب

تواصلت الاشتباكات وتصاعد الدخان الكثيف في سماء العاصمة السودانية الخرطوم، أمس، مع دوي إطلاق النار في بعض المناطق التي تشهد مواجهات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، بينما واصلت العديد من الدول مساعيها لإجلاء مواطنيها الراغبين في مغادرة السودان.

وذكرت «رويترز» أن طرفي النزاع لم يلتزما وقف إطلاق النار، بما في ذلك هدنة الثلاثة أيام في عطلة عيد الفطر، التي بدأت يوم الجمعة الماضي، واستمر القتال العنيف حول مقر الجيش بوسط الخرطوم والمطار الذي أُغلق نتيجة الاشتباكات، واستخدم الجيش قواته على الأرض، وكذلك الضربات الجوية، لمحاولة ردع قوات الدعم السريع.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أن 413 شخصاً على الأقل لقوا حتفهم منذ بدء القتال، وأصيب أكثر من 3500 آخرين، وربما يكون العدد الفعلي للضحايا أعلى من ذلك بكثير، مع وجود مصابين لم يحصلوا على الرعاية الصحية بعد.

وأفاد مراسل لـ«رويترز» بأن قوات الدعم السريع انتشرت بكثافة في بعض الشوارع والجسور، فيما أمكن رؤية انتشار قوات الجيش في مناطق عدة، وأجزاء من أم درمان، وكانت الأحياء السكنية خالية إلى حد كبير من المدنيين ومظاهر الحياة العادية.

وخارج الخرطوم، وردت تقارير عن أعمال عنف في دارفور، الإقليم الغربي المتاخم لتشاد، الذي عانى صراعاً تصاعد منذ عام 2003، وأسفر عن مقتل 300 ألف شخص، وتشريد 2.7 مليون شخص. واتهمت القيادة العامة للقوات المسلحة السودانية قوات الدعم السريع بارتكاب انتهاكات

عدة ضد بعثات دبلوماسية، واتهمت عناصرها بسرقة العربة الدبلوماسية الخاصة بالسفير الماليزي أثناء تسوقه بعد إنزاله من العربة وهربهم بها، واعتدائهم على موكب إجلاء أفراد إحدى السفارات كان متجهاً إلى بورتسودان، وقاموا بنهب أموالهم، وجميع حقائبهم وهواتفهم النقالة.

ولفت الجيش السوداني إلى أن قوات الدعم السريع اعتدت أيضاً على موكب السفارة الفرنسية، بإطلاق النار، ما أدى إلى عودتهم، وتعطيل عملية الإجلاء، مشيراً إلى إصابة أحد الفرنسيين بعيار ناري من قناص، إضافة إلى مهاجمة مقر البعثة في بري.

وأشار إلى أن «القوات المسلحة تدين بأشد العبارات هذا السلوك البربري، والجنوح للعنف الذي هو سمة ملازمة للميليشيات قبل تمردها وبعده، في أسوأ نموذج لاستغلال القوة والمال عرفه تاريخ البلاد، كما تتقدم بأسمى آيات المواساة للضحايا»، بحسب البيان.

لكن قوات الدعم السريع من جانبها، قالت إن أحد الرعايا الفرنسيين أصيب أثناء عملية إجلاء جراء هجوم بالطيران، وأشارت إلى أنه وبتنسيق تام مع الحكومة الفرنسية، تحرك موكب إجلاء الرعايا الفرنسيين إلى أم درمان، وأثناء تحرك الموكب تعرض للهجوم الجوي، وأسقطت قوات الدعم السريع الطائرة التي شنت الهجوم.

وأعلن رئيس وزراء بريطانيا، ريشي سوناك، أن القوات المسلحة لبلاده أتمت عملية إجلاء معقدة وسريعة للدبلوماسيين البريطانيين وعائلاتهم من السودان، فيما أعلنت ألمانيا وإيطاليا وبلجيكا وهولندا وتركيا واليابان ودول أخرى وضع خطط لإجلاء مواطنيها، وأعطى البرلمان السويدي للحكومة الموافقة اللازمة من أجل إرسال قوة مسلحة لإجلاء المواطنين من السودان، وذكرت وزارة الخارجية العراقية أن مواطناً عراقياً لقي حتفه جراء الاشتباكات.

تويتر